مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


ما ان قررت الجمعية العامة العمومية للأمم المتحدة احالة طلبها لمحكمة العدل الدولية للاستئناس باستشارة قانونية حول جدار الفصل والضم العنصري، الذي تقيم اسرائيل معظمه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى انقسمت الآراء واتضحت طبيعة التحالفات العالمية ازاء هذه القضية.

وكما هو متوقع نشطت الدبلوماسيتين الاسرائيلية والاميركية ومن يدور في هذا الفلك، في توظيف النفوذ والثقل والضغط على ما أمكن من الدول لمقاطعة جلسات تلك المحكمة كونها – كما يعتقدون – لا تملك الصلاحية في البت بهذه القضايا التي يتعين ان تناقش عبر المفاوضات ما بين الطرفين؟!

وبالفعل تمخضت هذه الضغوط عن استنكاف الكثير من دول العالم عن المشاركة في جلسات المحكمة خشية اثارة حفيظة قائدة العالم، امريكا العظمى. حتى ان العديد من الدول التي دأبت على اتحافنا ليل نهار بانتقاد الجدار العازل لما يشكله من "عقبة امام السلام، " او "عدم قانونية اقامته داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة،" او انه "يقوض فرص السلام،" والى غيره من العبارات الرنانة التي تثلج الصدور.

غير انه حينما جد الجد، وحان موعد اختبار مصداقية تلك المواقف، تراجعت الكثير من تلك الدول وبخاصة الأوروبية امام الأمواج العاتية من الضغط الامريكي، لتعلن عدم مشاركتها في الجلسات، كون المسألة "سياسية يتعين حلها على طاولات المفاوضات بين الطرفين،" ولخشيتهم من تأثير رأي المحكمة على عملية المفاوضات.

نحن نتفهم الموقف الاوروبي الذي يفتقد الى الوحدة في الموقف السياسي ويتباين في الآراء ما بين اوروبا القديمة وتلك الجديدة – كما اطلق عليها وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد. وعليه، فمن الصعب، والحال كهذه رؤية اوروبا، رغم توسعها ووحدتها الاقتصادية، متحدة سياسيا، فهذا اقرب من المستحيل.

فلم يكن من المستغرب اتخاذ مثل هذا الموقف الاوروبي المستنكف عن المشاركة في اعمال محكمة لاهاي، تماما مثل عدم استغرابنا من قيام عشرة دول فقط من بين ابناء عروبتنا بمسايرتنا من خلال تقديم المرافعات امام هذه المحكمة الدولية.

وطالما ان محكمة العدل الدولية، بمكانتها المرموقة، تمثل ذلك المحفل والميدان الذي يتم فيه الدفاع عن الشرعية الدولية، فمن يقف ويساند هذه المحكمة، فبدون ادنى شك، انه يدفع باتجاه الدفاع عن الشرعية الدولية، ومن لا يساندها، لا نتهمه بمعاداتها، وانما نعتقد جازمين أنه ولدوافع مصلحية ارتأى الاستنكاف عن مناصرة هذه الشرعية.

وخلال تقديم المرافعات امام المحكمة، تصدرت فلسطين بكلمتها الشاملة والمتوازنة والتي وبحق اثلجت صدور كل من أراد للقانون الدولي ان يأخذ مجراه او على اقل تقدير قول كلمته في قضية جدار اسرائيل للتوسع والضم العنصري. ولا نجافي الحقيقة، ان قلنا انه رغم ضعف امكانيات فلسطين التي لا حول لها ولا قوة، والتي يطالبها بعض دول العالم، بتوفير الأمن للدولة النووية الوحيدة في المنطقة، قد نجحت في قيادة معركة لاهاي بجدارة واستحقاق.

فلسطين التي ظلمها المجتمع الدولي بعد ان شطرها لنصفين، حيث اعطى الأرض الأخصب والأرض الأكثر للشعب الأصغر، ومنح اليهود عشرة اضعاف ما ملكوه من الأرض آنذاك، علما ان المجتمع الدولي "وههبهم" 57% من أراضي فلسطين التاريخية، هذه الفلسطين تقف اليوم تدافع عن القانون الدولي رغم الظلم الذي الحقه بها! وبينما ينتصر القانون الدولي للطرف الاخر من قرار التقسيم، نجد هذا المجتمع يستنكف هذه الأيام عن السماح حتى للقانون ان يقول كلمته!

رغم كل ذلك، تتصدر فلسطين حشد الأنصار في معركة الدفاع عن الشرعية الدولية امام عتاة العالم المتزنرين بمختلف الأسلحة الفتاكة التي وجهت لوأد الشرعية الدولية واستبدالها بقانون الغاب. انه حقا لعالم غريب!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required