مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


تصادف هذه الأيام الذكرى 39 لوقوع العدوان الاحتلالي الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، وتأتي هذه الذكرى في وقت يتعرض له الشعب الفلسطيني لأقصى درجات الحصار والعزلة لغرض تصفية قضيته الوطنية، وهي من أعدل القضايا وأقدمها على الاطلاق وعمرها من عمر المنظمة الدولية للأمم المتحدة.

تأتي الذكرى في وقت يعد فيه الاحتلال لسرقة المزيد من الأراضي والمصادر الطبيعية الفلسطينية وضمها وبخاصة في منطقة الأغوار والأراضي التي اقيمت عليه المستوطنات في نابلس وبيت لحم والقدس، ناهيكم عن عزل المدينة المقدسة بجدار العزل والضم الذي يحول الأراضي الفلسطينية المحتلة لسجون متناثرة أمام سمع وبصر العالم، الذي قبل على ما يبدو بذرائع الأمن الواهية للاحتلال.

هذا المخطط الذي أطلق عليه رئيس وزراء حكومة الاحتلال بخطة الانطواء الرامية لرسم حدود دولة الاحتلال من جانب واحد، كان قد حظي بالمباركة الأمريكية التي اعتبرت قرار جرىء، وللأسف لم يحظ بمعارضة عربية قوية وعلنية كما عبر عنه الموقف المصري خلال الزيارة الأخيرة لأولمرت الى مصر، الدولة العربية الكبرى.

خطة الانطواء وباعتراف رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي السابقة، غيئولا آيلاند، الذي قال في مقابلة مع صحيفة هآرتس "لا تقود الى استقرار طويل الأمد. السير في الطريق أحادي الجانب يقودنا الى حل الدولتين الكلاسيكي، وهذا حل غير قابل للتطبيق حسب رأيي." ويوضح ايلاند رأيه بالقول انه "عند التحدث عن حل الدولتين لشعبين يضعون افتراضين اثنين: امكانية حل الصراع في المساحة الواقعة بين النهر والبحر والخط الفاصل هو خط حزيران مع بعض التعديلات. أنا أرفض هذين الافتراضين، وأعتقد أنه لا توجد مساحة كافية لاحتواء دولتين بين النهر والبحر، وأن اسرائيل بحاجة الى 12 في المائة من مساحة الضفة على الأقل حتى تحتفظ لنفسها بحدود قابلة للحماية. خطوط حزيران وخطة كلينتون لا توفر لاسرائيل حدودا قابلة للحماية. وفي نفس السياق اعتقد ايضا أنه لا يمكن ضمان أمن اسرائيل من دون هضبة الجولان."

ويتابع بالقول "أنا اعتقد أن دولة فلسطينية تمتد على 100 في المائة من اراضي القطاع و97 في المائة من الضفة ليست قادرة على البقاء لانها ستكون دولة فقيرة ومتطرفة وغير مستقرة والضغط الديمغرافي فيها لا يطاق. في عام 2020 سيكون في غزة 2.5 مليون نسمة على مساحة 365 كيلومتر مربع، هذا سيقود الى الانفجار بالتأكيد، وسيؤدي الى ضغط لا يطاق على الجدران، وفي أحسن الاحوال ستعود ظاهرة الفدائيين في الخمسينيات، وفي اسوئها سيحدث انهيار شامل ومجابهة. وعليه، أقول أن حل الدولتين غير قابل للتطبيق على الارض رغم تبني العالم له."

وعليه، وحتى وإن مضت إسرائيل في تنفيذ خطتها أحادية الجانب وواصلت بسياستها في تغييب الشريف الفلسطيني، فان السلام لن يحل على المنطقة، بل سيزيد الاحتقان في المنطقة الذي يولد ويؤسس للانفجار القادم، والذي نتوقع له ان يكون أكثر تصعيدا وأشد عنفا وأوسع نطاقا.

ومن المؤسف أن تهل الذكرى والوضع الداخلي الفلسطيني آخذ بالتأزم أكثر وأكثر، والاقتتال والعنف الداخلي آخذ بالازدياد وبخاصة بين أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية. وفي وقت تزداد فيه المناكفات والتجاذبات على الساحة الفلسطينية التي تحركها للأسف المصالح الحزبية والجهوية وليس المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.

فهذه المصلحة تتطلب تغليب المصالح العليا للشعب على المصالح الخاصة الفئوية الضيقة، كما ترفض الصراع على السلطة، وتتطلب العمل والتفاني في خدمة ورعاية مصالح الشعب بأسره. فعلى مؤسستي الحكومة والرئاسة التعالي عن المنافسة على الصلاحيات والعمل الجاد والمخلص وبالتعاون والتوافق ما بين الجانبين لرعاية مصالح الشعب وبناء مؤسسات الدولة والعمل معا على صياغة الاستراتيجيات والخطط لمجابهة حملة التجويع والحصار ضد الشعب الفلسطيني، الذي يستحق حياة أفضل وبخاصة بعد المعاناة الطويلة على أيدي الاحتلال.

فبالوحدة والتعاضد والتكاتف والوطنية الأصيلة يستطيع الشعب الفلسطيني، وكما عودنا دائما، اسقاط كل المؤامرات ضد قضيته العادلة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required