مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


نجحت اسرائيل في اغتيال الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ احمد ياسين و9 آخرين من المرافقين والمصلين، أملا منها، في "القضاء على الارهاب ولعدم السماح لحماس بالسيطرة على غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منها." وكان شارون قد أشرف بنفسه على عملية الإغتيال التي صادق عليها المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في 14 آذار الماضي.

سبق لاسرائيل أن اغتالت العديد من القيادات والرموز الفلسطينية والعربية في الداخل والخارج، لكن هل حققت أهدافها من وراء عمليات الاغتيال باجبار الفلسطينيين على وقف نضالهم؟ في عام 1988 اغتالت في تونس نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية خليل الوزير لكن الانتفاضة آنذاك لم تتوقف. وفي عام 1992 اغتالت في لبنان الأمين العام لحزب الله عباس موسوي، لكن عمليات حزب الله لم تتوقف. وفي 1995 اغتالت في مالطا الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي، لكن الجهاد لم توقف عملياتها. أما في عام 2001، فقد اغتالت اسرائيل في رام الله أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ردت باغتيال الوزير زئيفي.

جميع المحافل الاسرائيلية تعي أن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية سيردون على هذه الجرمية ويثأرون لدماء الشيخ أحمد ياسين. وفي المقابل، سترد اسرائيل على العمليات المستقبلية التي سترد عليها الفصائل الفلسطينية، وسنبقى نراوح في المكان في دائرة غير منتهية من العنف والعنف المضاد.

لا داعي للتذكير أن القانون الدولي يعتبر الاغتيالات جريمة حرب تستدعي مقاضاة مرتكبيها بوصفهم مجرمي حرب. وطالما أن هؤلاء المجرمين يقفون على رأس الحكومة في اسرائيل التي يؤيد 60% من شعبها سياسة الاغتيالات، فيمكننا تصور ما يمكن ان تكون عليه الصورة في المستقبل. واذا ما اضفنا الى ذلك التصريحات الخطيرة والعلنية لقادة العسكر الاسرائيليين بمواصلة الاغتيالات لجميع قادة حماس والتهديد باغتيال الرئيس عرفات والشيخ حسن نصر الله، نستطيع تخيل الصورة القاتمة للعنف المرعب الذي ستنشره وتتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال، مما يدفعنا الى الترحم على السلام واتفاقات السلام.

وفي اطار ردود الفعل على جريمة اغتيال، اكتفت المحافل العربية والدولية باصدار بيانات الشجب والاستنكار التي تجتر نفسها مع كل حادثة اغتيال. واثبتت هذه البيانات انها أفشل من ان تضع حدا لسفك الدماء الفلسطينية. فلغاية الآن، سقط قرابة ثلاثة الآف فلسطيني شهيدا منهم 194 فلسطينيا ضحايا الاغتيالات، وتهدد حكومة الاحتلال برفع هذا الرقم بينما يكتفي العرب والأوروبيين باصدار البيانات الصحافية التي لا تصلح الا كخبر صحفي وليس أكثر، بينما تكتفي امريكا بمطالبة الأطراف بضبط النفس، وتتمادى في عرقلة إصدار ادانة دولية من مجلس الأمن لجرائم الحرب الاسرائيلية.

الأوروبيون بدورهم خاضعون للضغوط الامريكية في تصنيف فصائل المقاومة فلسطينية في قوائم ما يسمى الارهاب. وما قيمة الشجب الأوروبي لهذه الجرائم اذا هم يصنفون فصائل المقاومة الفلسطينية كمنظمات ارهابية. وهم لا يجرأون على اتخاذ مواقف عملية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، كمراجعة اتفاقيات الشراكة بينهم وبين اسرائيل.

أما الأنظمة العربية، فهي منخرطة في التفكير بكيفية الدفاع عن نفسها أمام "أعاصير الديمقراطية الأمريكية،" التي أخذت تزلزل عروشها. وأمام هذا الخوف على كراسيها، نرى هذه الانظمة تهرول الى التقرب من إسرائيل، التي تشكل اقصر الطرق للوصول الى قلب الرضا الأمريكي، عوضا عن القيام بواجبها العربي والديني باسناد الشعب الفلسطيني.

التجربة في الأعوام العشر الماضية اثبتت ان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لا يمكنهما لوحدهم التوصل لاتفاق لوقف دائرة العنف، ولهذا تلح الحاجة لتدخل دولي اشبه بذلك الذي جرى عند تقسيم فلسطين لاقامة اسرائيل. فاذا لم تسارع الدول المتعقلة في العالم ممن تؤمن بالسلام والتعايش السلمي وتلفظ شريعة الغاب والاحتلال، الى التدخل لوضع حد لهذه الدائرة المتصاعدة من العنف، فمن دون شك أن هذه الدائرة ستتسع وتصل لتخومها في ضوء التهديدات التي اطلقت أخيرا،!!

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required