مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

منذ أن قرّرت الحكومة الإسرائيلية في كانون الثاني الماضي إغلاق المعابر المؤدية من قطاع غزة وإليها، كإجراء عقابي جماعي، جددت الرئاسة والحكومة، وفي أكثر من مناسبة، استعدادها لتولي زمام الأمور على المعابر، وسعت لترجمة ذلك عمليا، من خلال التواصل مع الأطراف الدولية ذات الصلة بهذا الخصوص.

وبالرغم من الوضع الإنساني المأساوي الذي وصلت إليه الأمور في القطاع، والذي دفع بجموع المواطنين إلى تحدي الحصار والدخول الى الأراضي المصرية للتزود بالاحتياجات الأساسية، فقد تعمّدت إسرائيل استغلال هذا الموضوع بالذات للتضليل مدّعية أن الحكومة الفلسطينية هي صاحبة الأمر في فتح المعابر ورفع الحصار بالرغم من أن قرار فتح المعابر لم يكن يوماً إلا قراراً أحادياٌ تتخذه الحكومة الإسرائيلية في مطبخها المصغّر.

والآن، بعد هذا التدفق على الحدود الفلسطينية المصرية، وعلى بضائع رفح والعريش، وضع الفلسطينيون في غزة الجميع في مأزق سياسي. فمن جانب، كان لابد للفلسطينيين من كسر الحصار بعد أن كانوا على شفا حفرة من كارثة إنسانية تهددهم، و من جانب آخر فإن مصر في وضع حرج لا تحسد عليه، فمن جانب هي تتعرض لضغوط دولية تصل لحد الابتزاز من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن جهة أخرى تعيش على حدود، بل على وقع الجماهير الفلسطينية المتعطشة إلى القوت والحياة.

وهذا الوضع يضعها أمام ثلاثة خيارات صعبة: إما أن تقرر فتح الحدود مع غزة رسمياً وبالكامل، وبهذا تكون قد اعترفت بالسلطة القائمة في غزة، أو أن تضبط الوضع كليّاً وتسد المخرج الوحيد المتاح للفلسطينيين، وبذلك تساهم في تدهور الإنساني المتدهور أصلاً بفعل أشهر طويلة من الحصار، ما قد ينتج عن ذلك من تفاقم للاحتجاجات الشعبية في الشارع المصري والعربي بأكمله، أو أن تفعل كما تفعل الآن بأن تضبط الأوضاع على الحدود ولا تضبطها و أن تسد الفجوات التي أحدثها الفلسطينيون ولا تسدّها وتدع الأمور لتأخذ وقتها دون إحراج.

أما التخوف الأكبر فيتمثل في اتخاذ إسرائيل قرارات تستند إلى التصريحات الأخيرة لمسئوليها الذين دعوا إلى قطع الصلات مع القطاع نهائيا وبالتالي إعادة الأمور في القطاع الى مسؤولية الجانب المصري، و بذلك تكون قد تحققت أجمل أحلام شارون بقذف القطاع إلى حضن مصر واستحالة قيام دولة فلسطينية متصلة وذات سيادة على الأراضي المحتلة في العام 1967.

إن الوضع الراهن أقل ما يقال فيه أنه خلط الأوراق السياسية مجددا، وزاد ضبابية مستقبل الدولة الفلسطينية، وعلاقة الفلسطينيين بجيرانهم ويبعضهم بعضا، وكأن القدر يحتم علينا في كل مرة العودة الى المربع الأول، لدراسة المستجدات والتعامل معها بما يحقق الأحلام التي ما نزال نصر عليها كشعب مدافع عن حقه في تقرير المصير والعيش بسلام.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required