مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

شاهد العالم بالأمس احتفالات ألبان كوسوفو ابتهاجا بإعلان استقلال الإقليم عن صربيا، وربما أكثر من دقق بالتفاصيل نحن الفلسطينيين، منا من حلم بيوم شبيه على هذه الأرض، ومنا من راودته الحسرة على ما وصلنا إليه، ومنا من انتظر ردود فعل العالم للتنبؤ بمصيرنا، لكن في النهاية فرحنا جميعا، فأخيرا تمكن المجتمع الدولي من الانتصار لطموح شعب يحلم بالاستقلال، وعانى طويلا من جرائم القتل والتطهير.

ومع الإدراك لاختلاف السياقين، فان الأمل بصحوة المجتمع الدولي لما يحدث في بلادنا ما يزال يدغدغ مخيلتنا.

ها هي غزة ذبيحة، والضفة مقطعة الأوصال، والقدس تلتهم ببطء وصمت، فيما الأطراف تتنازع في المنطقة والقوى العظمى تتنافس على النفوذ فيها، والجميع فوق أكوام الخيبة ينعى الخراب.

يشتدّ الموقف في قطاع غزة صعوبة، دبلوماسياً، مع إصرار "حماس" على المراهنة على الحصان المصري الهارب للمساعدة بتخفيف الحصار الخانق عن غزة. فجمهورية مصر الشقيقة لن تستنفد قواها الدبلوماسية وتضع كل علاقاتها السياسية مع الولايات المتحدة وأوروبا في خطر، كرمى عيون سلطة الأمر الواقع في غزة، كما يعتقد المحللون.

أما ميدانيا، فان غزة تصحو يوميا على الموت والدمار، بسبب التصعيد العسكري الاسرائيلي وتوجيه صواريخ بقوة تدميرية كبيرة على منازل المواطنين في مخيمات وأحياء مكتظة، بحجة اغتيال قادة أجنحة عسكرية في الفصائل، كما حدث قبل أيام مع عائلة فايد في مخيم البريج.

وفي الضفة الغربية، يشتد الموقف بطريقة مغايرة، و لا ندري لماذا يصر الجانب الفلسطيني على لقاء أولمرت دون فائدة ترجى، خاصة حين تتوغل الآليات العسكرية الإسرائيلية لتوقع المزيد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين ولتزيد معاناة المواطنين تحت وطأة الحصار.

فإن كان الرئيس عبّاس لا يزال يأمل بالوصول إلى اتفاق شامل، فإن أولمرت نفسه يشكك بإمكانية التوصل إلى إتفاق فلسطيني- إسرائيلي مع نهاية العام الحالي، أما إن كان يظن أنه بذلك سيعزّز موقفه الداخلي في مواجهة "حماس" في القطاع فيبدو ذلك بعيد المنال، لا لشيء، إلا لأن حماس، على ما يبدو، ستنجح في إتمام صفقة تبادل الأسرى وإعادة الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط ولأن الحديث يعود ليتجدد حول مقترح هدنة طويلة الأمد بين الحركة وإسرائيل تأخذه إسرائيل على محمل الجد.

لربما سنستطيع القول بعد أشهر من الآن، أن الرئيس عباس لم يصل إلى شيء و أن حركة "حماس" لم تصل هي الأخرى إلى شئ، سوى تعزيز الانقسام الداخلي و تعزيز انفصال جناحي الوطن وتفكيك أوصاله، إن لم يسارع الطرفان إلى الالتقاء والتحاور حول الطريق التي سيسلكها الفلسطينيون لكي يحظوا بالاستقلال الفعلي و يرفعوا أعلامهم بفخر كما فعل ألبان كوسوفو بالأمس.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required