مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع اقتراب التاسع من كانون ثاني/يناير المقبل يزداد الصراع الصاخب بين حركتي فتح وحماس ضراوة، خاصة على الجبهتين السياسية والقانونية، في ظل حديث إعلامي مكثف من قبل حماس حول انتهاء فترة ولاية الرئيس محمود عباس، وتهديدها بأنها لن تعترف بشرعيته كرئيس بعد هذا التاريخ، فيما تدفع حركة فتح بأن الانتخابات الرئاسية يجب أن تقام بالتزامن مع الانتخابات التشريعية لانتخاب رئيس وبرلمان جديدين، وذلك حسبما ينص عليه الدستور.

وفي كافة الأحوال، فان التصريحات والتصريحات المضادة حول هذه المسألة تأتي ضمن الصراع السياسي، بين الجانبين والذي يسهم يوما بعد يوم بتأجيج حالة الانقسام بين شقي الوطن، فيما حماس تقف وحيدة، في رفض إجراء انتخابات تشريعية، فالفصائل واللجنة التنفيذية لمنظمة تحرير تجمع على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية على أساس التمثيل النسبي في آن واحد، وفي وقت قريب كحل للازمة الداخلية.

إن الاحتكام والعودة لرأي الشعب في القضايا المصيرية وذات الخلاف، هي من سمات المجتمعات الديمقراطية، وأما ونحن، قد وصلنا إلى مأزق سياسي وحالة انقسام عصفت بمجتمعنا، فلا بد وان تكون الانتخابات هي المخرج لازمتنا، ليقول الشعب كلمته، وليقرر ماذا يريد وخلف أي البرنامج الاجتماعية والسياسية الموجودة على الساحة الفلسطينية يريد أن يسير.

ورغم أن الانتخابات هي الحل الأمثل، إلا أن أوضاعا ميدانية نشأت في قطاع غزة، خلال العام والنصف الماضي، لا بد وان تعالج، حتى تجرى الانتخابات في جو نزيه وديمقراطي دون تهديد أي طرف باستخدام القوة، فلا يعقل يصوت الناخبون تحت تهديد السلاح وفي ظل ضغط، ودون رقابة ومعايير انتخابية شفافة.

وحتى لا تكون الانتخابات عاملا مساعدًا في تأجيج الأزمة، فان التوافق على إجرائها هو عنصر هام، على طريق استعادة الوحدة على أسس سليمة، وذلك ينجم عن حوار وطني شامل تخرج فيه حركتا فتح وحماس ومعها باقي الفصائل والقوى والتيارات وقوى المجتمع المدني الفلسطيني، بموقف واحد تجاه مختلف القضايا الداخلية تحديدا الأمنية والاجتماعية والسياسية.

وهنا، يكمن مفتاح حل الصراع الداخلي، في نجاح الحوار الذي تقوده مصر بدعم عربي، فالمقترحات المصرية المقبلة لحل الأزمة الفلسطينية، ستكون بناء على نقاط وضعتها مصر في حواراتها مع وفود الفصائل، ولكن وفي حال فشل الحوار، فان العرب قد تعهدوا علانية بأنهم سيكشفون عمن يعرقل الحوار، وبالتالي فان عزلة عربية سياسية اقتصادية قد تقع على من يعطل إنجاح الحوار الوطني وهو ثمن يصعب على أي طرف فلسطيني يتحمله، ورغم أن نجاح الحوار لا بد وان يخاض على أساس حسن النوايا والخوف على المصلحة الوطنية العليا ومستقبل القضية الوطنية.

ومع اقتراب موعد التاسع من كانون ثان/يناير، وتجنبا لان يقع النظام سياسي في دوامة صراع سياسي آخر على هذه المسألة، وهو الصراع الذي اتخذ شكلا قانونيا حول انتهاء ولاية الرئيس، ليشمل الجدل حول ضرورة إجراء انتخابات رئاسية فقط أو رئاسية وتشريعية في وقت واحد، فان الدور العربي الفعال ضروري جدا في هذه المرحلة، خاصة الأشهر المقبلة، لجهة حسم الموقف وإنهاء الانقسام ومعالجة القضايا الأمنية والسياسية والإدارية الداخلية، ومعالجة آثار الضربة التي هزت النظام السياسي الفلسطيني والعمل البرلماني كذلك، منذ سيطرة حماس بقوة السلاح على قطاع غزة في حزيران 2007 .

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required