مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد أن قدم استقالته كرئيس لوزراء إسرائيل، وكأن ايهود اولمرت قد آفاق وانتابه صحوة ضمير، إذ قال اليوم في حديث صحفي أن على الإسرائيليين "التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين ومع سوريا، مما يعني الانسحاب من المناطق الفلسطينية بشكل شبه كامل بما فيها الأحياء العربية من القدس وكذلك الانسحاب من هضبة الجولان، وانه يمكن إيجاد حلول خاصة لقضية الأماكن المقدسة في القدس"، وأقر انه اخطأ عندما كان يعتقد في السنوات الماضية بان إسرائيل يمكنها فرض سيطرتها على جميع إنحاء القدس.

خلال رئاسته الحكومة الإسرائيلية وقبلها وزيرا في حكومة شارون وسابقا رئيسا لبلدية القدس، لم يكن اولمرت يختلف عن أسلافه رؤساء الحكومات الإسرائيلية، من حيث استمرارهم في العدوان على الشعب الفلسطيني، ومحاولة تأبيد الاحتلال للأراضي الفلسطينية وتسمين المستوطنات خاصة في القدس، والاستمرار في القتل والاعتقال والتضييق على الفلسطينيين.

فوزراء دفاع ورؤساء أجهزة أمنية إسرائيليين طالما كانوا ينفذون سياسة عدوانية ضد الشعب الفلسطيني على مر العقود الماضية، ليتحولوا بعد تركهم مواقعهم إلى دعاة سلام وأقطاب لأحلاف سلام تدعو للسلام وإنهاء الاحتلال، في صورة لا تعكس بتاتا ما اقترفوه ضد الشعب الفلسطيني، ولا تؤشر على إسهاماتهم في تدعيم الاحتلال وإبقائه وإنعاشه وإدامته حتى الآن.

وأمام هذه المواقف التي طالما تأتي ماخرة جدا، يطرح السؤال، ما سر ظاهرة استيقاظ ضمائر حكام إسرائيل بعد اعتزالهم العمل الرسمي؟؟ وما الذي حذا برئيس وزراء دولة الاحتلال، لأن ينادي بإنهاء الاحتلال وإعادة الأراضي العربية المحتلة لأصحابها بما فيها القدس والجولان؟

إن أولمرت لا يختلف عمن سبقوه من رؤساء ا لوزراء والمسؤولين الإسرائيليين الذين ما أن تركوا مناصبهم حتى، باتوا يتحدثون بلغة تصالحيه مع الشعب الفلسطيني، لغة تتضمن اعترافا بأخطاء الاحتلال وضرورة إنهائه، لكن اولمرت يبدو غير جاد في تصريحاته، فلو كان على قناعة بما يقوله ومؤمن بها، والاهم يؤمن بالسلام وإنهاء الاحتلال، لكان قد نفذ ذلك فعلا أثناء رئاسته للحكومة الإسرائيلية، لكنه اختار كمن سبقوه المضي في إستراتيجية إدامة الاحتلال والعدوان، فمن حرب على لبنان إلى توسيع المستوطنات، للعدوان على قطاع غزة وحصاره، إلى إضاعة الوقت والمماطلة في تنفيذ استحقاقات السلام بما في ذلك الإفراج عن الأسرى، كلها مراحل ومحطات عدوانية طغت على ملامح فترة حكم أولمرت، رغم ادعاءات الإسرائيليين بجديته خلال المفاوضات مع الرئيس محمود عباس.

إن كان اولمرت في حديثه الصحفي هذا، يراوغ، فهذا ليس بجديد فعادة الساسة الإسرائيليين أن يراوغوا وان يتهربوا من استحقاقات السلام، أما إن كان مقتنع حقا، فتلك مصيبة، فكيف لمسؤول كأولمرت لا يطبق ما هو مقتنع به، أم إن ضغوط اليمين والمستوطنين ودعاة إدامة الاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني في النظام السياسي الإسرائيلي أقوى من أي يخالفها ويعارضها اولمرت؟

أما خلفية أولمرت، تسيبي ليفني الزعيمة الجديدة لحزبه كاديما ورئيسة الوزراء القادمة، والشريكة الثانية لأولمرت في مفاوضاتهما مع الجانب الفلسطيني، فان قدر لها النجاح في تشكيل ورئاسة حكومة إسرائيلية، فان ذلك سيكون بمثابة اختبار لها ولصدق نواياها تجاه عملة السلام، عبر إثباتها قدرتها ورغبتها الحقيقية في التوصل لاتفاق ينهي الاحتلال الإسرائيلي وتبعاته من استيطان وجدار عنصري إلى الأبد، فهي ستكون في موقع يسمح لها بان تنفذ ما دعا إليه اولمرت.

إن عشرات السنين من الاحتلال المتواصل يقابله نضال فلسطيني متواصل، كفيل بان يقنع إسرائيل وساستها، أنه دون إنهاء ا لاحتلال وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني إليه، لا يمكن لإسرائيل ولا للمنطقة بأسرها إن تنعم باستقرار وامن.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required