مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

قالت تسيبي ليفني زعيمة حزب قديما والمكلفة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة انه "لم يعد هناك الكثير من الوقت أمام الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للتوصل اتفاق سلام، وأن الوقت ليس في صالح التيار المعتدل في المنطقة"، إلا أنها لم تشر إلى ما قد يضعف من وصفتهم بالمعتدلين، وهو الاحتلال، أساس الصراع.

ليفني المنكبة على تشكيل حكومتها الجديدة خلفا لحكومة ايهود اولمرت، لم تفصح في حديثها، عن رؤيتها السياسية تجاه المفاوضات، سوى أنها تلتزم بهذه المفاوضات، فيما لم تقل ان كانت رؤيتها تقترب مما دعا إليه اولمرت مؤخرا من الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية وعن أجزاء من القدس الشرقية ذات الغالبية الفلسطينية.

إن المعتدلين، هم الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني الراغب بالسلام القائم على أساس الشرعية الدولية، الذي يفضي إلى إنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطيني المحتلة كافة بما فيها القدس، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، خالية من المستوطنات والجدران العنصرية وجنود الاحتلال، أما ما يحبط الشعب الفلسطيني الطامح إلى السلام هو السلوك الإسرائيلي، ففي حين يدعي ساسة إسرائيل برغبتهم بالسلام، فيما يقوم جنودهم على الأرض ببطش بكل ما هو فلسطيني، ويعملون على تثبيت وإدامة الاحتلال عبر الجدران والمستوطنات.

وحتى من تصفهم ليفني بالمعتدلين في المنطقة، محبطون ولا ثقة لديهم بالشريك الإسرائيلي المفترض، فسنوات المفاوضات، أثبتت أن إسرائيل لم تضيع فرصة إلا عرقلت تقدم المفاوضات، بل ووضعت أمامها الألغام المتمثلة بالتوسع والبناء الاستيطاني المستمر والتهرب من تنفيذ ما اتفقت ووقع عليه قادتها.

إن كانت ليفني صادقة في سعيها للتوصل إلى حل، لا يضعف المعتدلين في المنطقة، فان أول ما يجب عليها ان تفكر به، في حال تمكنت من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، هو العمل الجاد لإنهاء الاحتلال والتوصل لاتفاق شامل على كافة قضايا الوضع النهائي، وليس اتفاق مرحلي أو إطار جديد، يديم الاحتلال ولا يعجل برحيله، فالإطار موجود والحل واضح وأسسه متفق عليها دوليا، فقرارات الأمم المتحدة، ورؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش ومبادرة السلام العربية والدعم الدولي لحل الدولتين، وتطبيق هذا الحل لا يحتاج إلا لقرار إسرائيلي في هذا الإطار.

إن مفتاح نجاح ليفني، التي قالت ان اسرائيل تحلم بتحقيق السلام "لكن تعقيدات الواقع تقيدها وتمنعها من السير"، في إقناع المعتدلين والعالم برغبتها الفعلية في الوصول إلى هذا الحل، يكمن في المضي قدما تجاه إنهاء احتلال الأرض والمياه والحدود الفلسطينية، وإجلاء المستوطنين والإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال كافة. أما ان أذعنت في حال أصبحت رئيسة لوزراء اسرائيل، لتهديدات اليمين والمستوطنين الإسرائيليين، فان ذلك سيضعف المعتدلين وسيعيد المنطقة والمسيرة السياسية إلى نقطة الصفر.

وحتى لا تعود المسيرة التفاوضية إلى نقطة الصفر، خاصة في ظل رحيل إدارة الرئيس الأمريكي بوش، وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، فان دورا هاما على الاتحاد الأوروبي وباقي أطراف اللجنة الرباعية الدولية، ان يلعبوه، ويتمثل ذلك في العمل سريع على استمرار الزخم في العملية التفاوضية، فور استلام الرئيس الأمريكي الجديد مهامه، وكذلك الضغط الجدي على حكومة لينفي القادمة لتلتزم بالموقف الدولي الداعي لإنهاء الاحتلال، ويبدو ان أوروبا تسعى للانخراط بشكل اكبر في الفترة المقبلة، سيما وان مصادر دبلوماسية وصحفية أشارت إلى وجود اقتراح بإرسال قوات دولية هناك اقتراح يتم تداوله حول المراقبين الدوليين الأوروبيين، أو قوة حفظ سلام أوروبية، في حال إقامة الدولة الفلسطينية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required