مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

من جديد عادت إلى الواجهة مبادرة السلام السعودية التي اقرها العرب في قمة بيروت، وأصبحت عندها مبادرة عربية للسلام مع إسرائيل، التي طالما رفضت أي حلول للصراع، فتارة تراوغ وتارة تتهرب من استحقاقات السلام ومرات أكثر تبادر إلى العدوان، وتتشبث بالاحتلال.

ورغم طبيعة اسرائيل الرافضة للحلول السلمية، الا أن مواقف جديدة بدأنا نسمعها من ساسة إسرائيل لجهة التفكير ودراسة المبادرة العربية للسلام لاعتمادها أساس لحل الصراع، فالرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس اعتبر أن التفاوض مع العرب على أساس مبادرة السلام العربية فيه مصلحة لإسرائيل، ذلك أنها ممكن أن تكسب أكثر إذا ما تفاوضت مع العرب مجتمعين، من مفاوضاتها الثنائية مع الفلسطينيين أو السوريين بشكل منفصل, كما أشار وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك إلى أن قادة إسرائيل يبحثون تحقيق خطة السلام السعودية.

وبغض النظر عن مدى جدية إسرائيل بالتوجه نجو السلام الشامل مع العرب جميعا على قاعدة إنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مقابل إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية كافة، فان ذلك يعني أن هناك فرصة حقيقية لإقامة سلام شامل، وان هذه الفرصة يمكن أن تصبح حقيقة، فقط عندما يعي الإسرائيليون أهمية إنهاء احتلالهم لأراضي الغير كثمن لقبولهم في المنطقة العربية وإقامة علاقات طبيعية مع العرب، لذا فان مبادرة السلام العربية هي أقصى ما يمكن أن يقدمه العرب مجتمعون لصالح السلام، وإذا استمرت إسرائيل في تجاوز يد العرب الممدودة للسلام، فهذا يعني استمرار الصراع والنزيف.

إن من الهام جدا أن تعرف إسرائيل بل وان تقبل المبادرة العربية دون أي تعديل أو قراءة اجتهادية من ساستها، تهدف لإفراغها من مضمونها، وان تعمل على تطبيق ما تحتويه من بنود كافة، فانتقاء بند إقامة علاقات مع الدول العربية وتجاهل بنود إنهاء الاحتلال للأراضي العربية، يفرغ المبادرة من مضمونها، ولا ينهي الصراع ولا يجلب الاستقرار.

إن الموقف العربي النهائي تجاه الصراع قد قيل مرارا وعبرت عنه مبادرة السلام العربية، إلا أن الرد الإسرائيلي كان مزيدا من القتل والاجتياح وإقامة المستوطنات والجدار العنصري في الأراضي الفلسطينية، فيما شنت حروب ضد لبنان، وهي ممارسات لا يمكن أن توحي أبدا بأن الإسرائيليين راغبون بالسلام أو التعايش مع المحيط العربي.

وحتى تقبل إسرائيل علنا ورسميا بنود مبادرة السلام العربية، فان الموقف الفلسطيني لا بد أن يبقى ثابتا تجاه إنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية كافة بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، بالاستناد إلى الحقوق المشروعة التي كفلتها القوانين والقرارات الدولية، وكذلك الموقف العربي الداعم الممثل بمبادرة السلام العربية.

وفلسطينيا أيضا، فان استمرار التنسيق والتشاور مع الدول العربية، أمر حيوي ومحوري للسياسية الفلسطينية، فان تحولت تصريحات بيرس لسياسة إسرائيلية تعمل على التفاوض مع الدول العربية مجتمعة، فهذا يعد نجاحا لمطلب فلسطيني قديم، فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى ولا يضير التنسيق والعمل مع الأشقاء العرب لمصلحة القضية ولمصلحة الشعب الفلسطيني، فذلك لا يعني بأي حال من الأحوال مصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، بل يعني تصليبا ودعما للموقف التفاوضي الفلسطيني.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required