مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مرة الأخرى تجتمع اللجنة الرباعية الدولية، وتدعو إلى الاستمرار في العملية السياسية في الشرق الأوسط، وتوجه دعوتها إلى الإدارة الأمريكية الجديدة والرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بالعمل على الاستمرار في الانخراط في هذه العملية، وانجاز ما لم يقم به سلفه جورج بوش.

ويبدو أن هذا الاجتماع هو الأخير للرباعية التي تشارك فيه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، إلا انه بالتأكد ليس الأخير للجنة الدولية، التي حاولت إجمال ما تم انجازه على صعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ووجهت دعوة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما إلى الاستمرار والانخراط في هذه العملية السياسية، وكذلك تنشيط المبادرة العربية والدعوة إلى تجميد الاستيطان الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار قال القنصل الأمريكي العام في القدس جاك والاس بعيد انتخاب أوباما، إن الرئيس الأمريكي المنتخب ملتزم بالعملية السلمية وسيسعى للعمل مع الأطراف، أي أن الأخير معني بالعمل مع شركاء بلاده في هذه العملية، بمن فيهم أعضاء اللجنة الرباعية. إلا أن السؤال الذي سيبرز لاحقا، إلى أي مدى مستعدة الإدارة الأمريكية الجديد لهذا الانخراط في هذه العملية في ظل تصديها لملفات محلية أبرزها الأزمة الاقتصادية، والملفات الخارجية التي من بينها الحرب في العراق وأفغانستان وكذلك الملف الإيراني؟.

إن عملا أوروبيا روسيا وضغطا من الدول العربية والأمم المتحدة، يمكن أن يشجع إدارة أوباما منذ بداية عهدها، على ايلاء اهتماما لملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والبناء عليها من حيث توقفت، وهو ما دعت إليه الرباعية، بان يستمر العمل مع بناء على مؤتمر انابوليس.

ومما يشجع في هذا الصدد، أن الطريق أمام أوباما في الانخراط في العملية السياسية سالك دون عقبات جدية، ذلك أن إدارة بوش وتحديدا رايس وعدت الفلسطينيين أن توصي من يخلفها في الخارجية بالاستمرار في هذه العملية، وان لا توجه اللوم إلى طرف من الأطراف، خلال التقرير الذي ستقدمه لإدارة أوباما، مما يعني أن "تركة كلينتون" أو ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إلى الرئيس الحالي جورج بوش، بان الطرف الفلسطيني وتحديدا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هو من يتحمل مسؤولية فشل المفاوضات إبان مفاوضات كامب ديفيد، والتي حالت دون انخراط بوش منذ بداية عهده في العملية السياسية في الشرق الأوسط، لن تكون موجودة في حالة بوش-أوباما.

وأمام هذه الأجواء المهيأة للإدارة الأمريكية للعمل مع الأطراف على التوصل إلى حل ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والبناء على ما أنجز، إن كان هناك شيء قد توصل إليه الطرفان، طبعا دون البدء من نقطة الصفر، وليس بالتأكيد أيضا بناء على رغبات الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي ستشكل بعد الانتخابات في شباط/فبراير المقبل، فان إمكانية أن تثمر جهود أوباما المفترضة كبيرة، بل هو أمر واقعي وليس ببعيد المنال، طالما مفاتيح وأسس الحل موجودة ومجمع عليها دوليا.

كما أن الطريق ممهدة أمام إدارة أوباما أو من سيتسلم وزارة الخارجية الأمريكية في عهده ممهدة، بل وهناك فرصة سانحة لتطبيق رؤية سلفه بوش، وكذلك خطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي بدأ الإسرائيليون، أو بعض ساستهم، ولو على استحياء، في أخذها بعين الاعتبار كطريق للحل في سبيل إقامة علاقات مع جميع الدول العربية، ولكن طبعا بعد إنهاء الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة كافة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

إن شعار التغيير الذي بنى أوباما عليه حملته الانتخابات، يجب إن ينسحب على السياسات الأمريكية الخارجية وخاصة تجاه الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لجهة انتهاج سياسات ضاغطة على حكومة الاحتلال لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أساس كل الشرور وعامل توتير المنطقة والمانع لاستقرارها.

وربما يكون مؤتمر موسكو الذي دعت الرباعية إلى عقده في البيع المقبل، الفرصة العملية أمام الإدارة الأمريكية الجديدة لاستكمال جهود سابقتها، عبر التعهد الجدي بالعمل على إنهاء الصراع والاحتلال، بالتعاون مع المجتمع الدولي، الذي ينتظر إرادة أمريكية حقيقة تتحرر من أي ضغوط وحسابات داخلية أو خارجية، وتعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، فدون ذلك، فان التغيير في السياسات الأمريكية الذي تعهد أوباما بالعمل على تطبيقه سيقف عند حدود الولايات المتحدة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required