مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


كانت الأسابيع الأخيرة في إسرائيل والأراضي المحتلة من أسوأ الأسابيع من بين ما نذكره أخيراً. لقد صدمتنا وأحزنتنا جميعاً مشاهد الدمار في رفح، والجثث المكفنة في مخزن هناك. كما صدمنا وأحزننا، قبل ذلك ببضعة أيام، العرض البشع لأشلاء الجنود الإسرائيليين، وقتل إمرأة إسرائيلية حبلى مع أطفالها.

العنف هو من مظاهر العراقيل والخيبة في المسيرة نحو السلام. لقد استمرت إسرائيل في سياستها المتبعة في الإغتيالات، التي تعتبر غير قانونية وكذلك غير منتجة، كما استمرت في بناء حاجزها الأمني على الأراضي المحتلة، إضافة إلى سماحها بالتوسع ببناء المستوطنات والبنية التحتية التي تحتاجها، وهي تأكل بذلك من الأراضي الفلسطينية. والفلسطينيون، من جانبهم، لم يوفروا الأمن الذي يعتبر شرطاً ضرورياً لإحداث تطور.

دوامة العنف والرعب والحصار هذه تضع آمال السلام بعيداً عن المنال. إنها تشير إلى مستقبل تواجه فيه إسرائيل عزلة متزايدة عن جيرانها، وخوفاً مستمراً من الهجمات الإرهابية؛ ويواجه فيه الفلسطينيون حياة تستمر خلالها الغارات العسكرية، والركود الإقتصادي واليأس.

لذا فإن عودة الإسرائيليين والفلسطينيين الى العمل بموجب خطة خارطة الطريق يعتبر أمراً ضرورياً وعاجلاً أيضاً. تضع خارطة الطريق الخطوات لكلا الجانبين نحو التوصل لحل هما، وكذلك المجتمع الدولي بأسره، في أشد الحاجة إليه: دولتان، إسرائيل آمنة وفلسطين ديموقراطية ذات سيادة أراضيها متصلة وتتمتع بمقومات الحياة، تعيشان إلى جانب بعضهما بعضاً.

لا نستطيع نحن، كأصدقاء للفلسطينيين والإسرائيليين، أن نحقق هذا التطور لهما. لكن باستطاعتنا عمل كل ما بجهدنا لدعم هذا التطور، وسنستمر بعمل ذلك.

فأولاً، إننا نعرض مساعدة عملية. فقد عملنا، على سبيل المثال، لمساعدة السلطة الفلسطينية في تعاملها مع من يلجأون للإرهاب والعنف، وتحسين قدرتها على الحكم بشكل فعال.

وثانياً، إننا مستمرون بالتأكيد على المباديء التي تؤكد على سياسة المجتمع الدولي منذ عام 1967. فقد ناشدنا إسرائيل بشكل مستمر بأن تمتنع عن الأعمال التي تنسف الثقة، وأن تتخذ إجراءات من شأنها أن تحسن الوضع الإنساني. وقد صوتنا في مجلس الأمن، في الأسبوع الماضي، على قرار يدين قتل المدنيين الفلسطينيين في رفح، ويدعو إسرائيل للعمل بموجب القانون الدولي والإمتناع عن هدم منازل الفلسطينيين.

وقد تعاملنا بالشكل نفسه - مساعدة عملية إلى جانب مبادىء راسخة - مع مبادرة رئيس الوزراء شارون للإنسحاب من غزة، وهي المبادرة التي تقدم بها في أوائل الشهر الجاري.

لقد توقعت هذه الخطة إزالة جميع المستوطنين وانسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق الفلسطينية - وتعتبر هذه من التحركات التي كان المجتمع الدولي ينادي بها منذ عام 1967. وبالتالي قلنا بأننا نرحب بهذه الخطة، وذلك بتنفيذها بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وضمن عملية مستمرة للتفاوض للتوصل للسلام.

لكننا أوضحنا أيضا بأن أياً من مثل هذه المبادرات ما هو إلا خطوة أولى. فيجب ألا تضر بالمحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن «مسائل الوضع النهائي» المهمة، والتي باستطاعة الطرفين فقط أن يحلاها معاً - مستقبل القدس، وحدود دولة فلسطين، ووضع اللاجئين.

يفكر السيد شارون الآن بكيفية الرد على رفض حزبه لمبادرته المتعلقة بالإنسحاب من غزة. باستطاعة السياسيين الإسرائيليين المنتخبين فقط أن يقرروا الخطوات التالية.

لكن مهما كانت نتيجة مداولاتهم، لم يتغير موقفنا نحن. سنحكم على أي مقترحات جديدة، أو معدلة، من خلال معيار واحد بسيط: ما إذا كانت هذه المبادرات تساعد في عودتنا لعملية السلام كما هي موضحة في خارطة الطريق، كخطوة أولى ضمن عملية مفاوضات يتخذ من خلالها الإسرائيليون والفلسطينيون معا قرارات تتعلق بالقضايا المهمة.

وسنبقى على استعداد لأن نلعب دورنا في مساندة شعب غزة بعد الإنسحاب، وذلك بأي شكل نستطيع. وقد أدركت اللجنة الرباعية، المؤلفة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وروسيا، مسؤوليتنا المشتركة للقيام بذلك، وسيكون لبريطانيا دور مهم تلعبه في تحقيق تلك المسؤولية.

وبينما يفكر السيد شارون في السبيل نحو المستقبل، آمل بأن تجد إسرائيل وسيلة لتلزم نفسها مرة أخرى بعملية السلام المبنية على خارطة الطريق، بدءاً بالإنسحاب الكامل من غزة.

وبالنسبة الينا، نحن في المجتمع الدولي، يبقى التزامنا راسخاً بالعمل على نجاح هذا الإنسحاب، كخطوة واحدة ضمن عملية أكثر طموحاً تؤدي الى التسوية النهائية، كما هو مبين في خارطة الطريق وفي القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة. لدى بريطانيا دور تلعبه في ذلك، وسنلعب هذا الدور بأكمله حتى النهاية. - الحياة اللندنية -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required