مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


ما يزال التسجيل للانتخابات الفلسطينية، دون المستوي المطلوب، وبات من بين موضوعات اللحظة، تفسير أسباب عزوف الكثيرين، من أصحاب الحق الانتخابي، في الضفة وغزة، عن تثبيت حقهم الانتخابي، خلال الفترة الزمنية التي حددت لذلك. وعلي مستوي القواعد الشعبية للحركة الإسلامية، هناك محاولة لإستدعاء وتعميم الأدلة الشرعية، علي وجوب خوض الانتخابات، وسط رزمة من الأحكام القاطعة ـ الاجتهادية في معظمها ـ التي أقتضاها في أوقات سابقة، الموقف السياسي للحركة الإسلامية، من عملية التسوية المخادعة، وتعبيراتها المؤسسية. ففي إحدي الندوات التي شاركت فيها، بدا واضحاً، ميل الشباب الي إحراج الشيوخ وإمطارهم بأسئلة عن حُكم شهادة الزور وعن التماشي مع قانون وضعي وعن غرابة دخول الانتخابات، تحت سقف أدني من أوسلو بعد أن باتت خارطة الطريق الأكثر قبحاً، هي برنامج وسقف التسوية، التي تسعي اليها السلطة.

إخوتنا الشيوخ بدورهم، أجابوا بطريقة نسبية، بدا فيها كل شيء، مشروطاً بشيء آخر. وقال أخي الشيخ إحسان عاشور، مفتي محافظة خان يونس، إن المشاركة لا تعني أننا نوافق علي الديمقراطية كنظام غربي، ولا علي العلمانية الكافرة، وإنما هي علي قاعدة المفاضلة بين الضار والنافع، وكرر فتواه بأن الأنفع هو خوض الانتخابات.

غير أن النقاشات كلها، توضح بأن القوي السياسية كافة، لا تملك برامج واضحة، تحدد من خلالها مواقفها من متغيرات محتملة. بل إن العناوين نفسها، للمواقف المعلنة باختزال شديد، لم تحظ بالتفصيل. فعندما يجري الحديث عن ضرورة اختيار القوي الأمين والأخذ بالنافع، لشطب الضار، لا نعرف ـ مثلاً ـ بأي معيار يُقاس الضرر، وعلي أي صعيد: إدارة حياة الناس، أي الحكم، أم التسوية؟ وفي حال أن يكون المعيار هو الأخيرة، فلا جواب عن السؤال: هل المفاضلة ستكون بين التسوية والجهاد القتالي الي يوم القيامة، أم بين تسوية وتسوية؟! وغابت الصراحة في السياق، لأن الموضوع لم ينضج بعد، وإن كانت قد نضجت فكرة الاستفادة من أزمة السلطة ومن خيبة التجربة التي انطلقت من شرعية ثورية تاريخية، لصالح تجربة تبدأ انطلاقتها، من شرعية إسلامية وشعبية!

نحن كفتحاويين، نستفيد من الرحرحة النظرية ومن السكون الإيديولوجي. صحيح أننا نعاني من أزمة الترهل، التي تعمدت قيادة الحركة افتعالها، أو تركتها تتفاقم، لأسباب لا مجال لذكرها في هذا السياق، وصحيح أننا كـ فتح نتأثر بوضعية السلطة، وبتجربتها الخائبة؛ لكن هناك أزمة نظرية لدي الآخرين، لا تقل صعوبة وتفاقماً عن أزمتنا، وإن اختلفت السمات. وربما أصبح من واجبنا، أن نساعد تيار القاعدة الحمساوية، الذي يريد خوض الانتخابات، من خلال طرح البراهين التي لا يسهل علي القادة الحمساويين طرحها، بسبب تعارضها مع مقولات سابقة، عن طرق التعاطي مع القوانين الوضعية ومع سقف أوسلو وصيصانها وغير ذلك! في هذا السياق نقول إن حركة حماس وهي الحلقة الفلسطينية، من تنظيم الإخوان المسلمين، تستلهم تجربة مؤسسها الشهيد الإمام حسن البنا، لكن ضرورات التحشيد، جعلت الوسائل الفكرية المعمول بها، علي مستوي القاعدة الحمساوية، تميل الي المُطلقات، والي رفض التقبل لأي شيء من الواقع الظالم.

فالإمام الشيخ حسن البنا، علي مستوي رؤيته لطريقة التعاطي السياسي مع الواقع، هو التلميذ النجيب، في مدرسة الدولة الإسلامية، التي نادي بها، في حياته القصيرة الغنية، الشيخ محمد رشيد رضا وهذه المدرسة هي ضد مدرسة فصل الدين عن الدولة، التي أسسها بعد ذلك، أحد أبناء جيل الشهيد حسن البنا، وهو الشيخ علي عبد الرازق باعتبار أن الطبيعة البشرية الخطّاءة، للدولة، لا يجدر بها أن تتماهي مع الإسلام. ولم يكن تيار الدولة الإسلامية جامداً، بل كان دائب التطور والتفعيل، بسبب الظروف التاريخية، وحيوية الشريعة، فيما يخص الحكم. وكان من أجرأ ما فعله الشهيد البنا، استبدال مفهوم الخلافة الذي تعاطي معه رشيد رضا، بمفهوم الدولة تجاوباً مع الخصوصية الوطنية. وفي هذا الإطار، دافع البنا عن دستور 1922 في مصر ودعا الي تطبيقه، وشارك في الانتخابات، هو والجماعة، كأصحاب حق انتخابي، وترسخت في الإخوان مباديء احترام الإطار الدستوري. حركة الجهاد الإسلامي، ذات جذر أيديولوجي مشابه، بل إن مؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي، بدأ إخوانياً هو ومن كانوا معه. أما مراكز البحوث في الغرب، فإنها ليست قلقة علي احتمالات دمج الإسلاميين، في النظام السياسي في أي بلد عربي، وحتي في فلسطين، طالما توفر الإطار السياسي الملائم، الذي يترتب علي التسوية المتوازنة. هذا ما ينبغي أن تعرفه القاعدة في الحركة الإسلامية، بصراحة ووضوح! - القدس العربي -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required