مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


واشنطن – في مقابلة خاصة أجرتها صحيفة القدس، قالت كونداليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الامن القومي انه ربما نتمكن من إعلان قيام الدولة الفلسطينية في ايار عام 2005م، كما تنص خريطة الطريق ، واكدت التزام الادارة الاميركية بأن تكون هذه الدولة قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا.

واضافت في حوار شامل اجرته معها في مكتبها بالبيت الابيض امس الاول ، ان قيام دولة فلسطينية حرة وديمقراطية ليس مستحيلا ولكنه كان امرا صعب التحقيق بسبب الجمود الذي سيطر على مفاوضات السلام في الفترة الاخيرة ، وانني اتفق مع الرئىس بوش الذي يكرر دائما ان المطلوب هو التحرك وعدم اضاعة الوقت ، ويجب على الفلسطينيين تنفيذ التزاماتهم المنصوص عليها في خريطة الطريق ، كما ان المهم بناء مؤسسات حقيقية تتمتع بالكفاءة ، وليس مجرد اعلان الدولة دون اقامة مؤسساتها ، وان فعلوا ذلك فانه سيكون خطأ.

واشارت الى ضرورة التحرك الى الامام واعداد الامكانات لبناء الدولة.

وتناول الحوار مع رايس التي تعتبر اقرب المقربين من الرئيس بوش : لقاءها المقرر عقده الاثنين المقبل 17/5/2004م مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع واحتمالات قيام الدولة الفلسطينية واثر وعد بوش لشارون على خريطة الطريق وسوء معاملة السجناء العراقيين على ايدي الحراس الاميركيين في سجن ابو غريب ، وانعكاس ذلك على تحقيق السيادة وتسليم السلطة للعراقيين ورؤيتهم لمستقبل العراق.

وفيما يلي نص اللقاء:

س: دكتورة رايس، نعرف أن كافة المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس عبروا عن أسفهم وتقززهم من سوء معاملة السجناء العراقيين، ولكن كيف تتوقعين أن تنتهي هذه القضية؟ ج: يجب ان نستعرض كيف تتعامل الديموقراطيات مع مشكلة كهذه. لا أحد يتوقع أن تتسم التصرفات البشرية دائماً بالمثالية، ولذلك لا بد من ضمان حسن التصرف من خلال حكم القانون والشفافية، لذلك علينا أولاً أن نحقق في كافة تفاصيل ما جرى بشكل كامل. ثانياً، سنحمي حقوق المتهمين، ولكن لدى إثبات التهم والإدانة العادلة، سيعاقب مرتكبي هذه الجرائم بالعقوبات القصوى. وثالثاً، ضمان معرفة مدى انتشار هذه التصرفات، فهل تقتصر على ما تم الكشف عنه ، أم أنها ظاهرة تنتشر في المعتقلات الأخرى وإيقافها بشكل كامل والحيلولة دون حدوثها مجدداً، وسنفعل ذلك بانفتاح وشفافية تامة. ولعل ذلك سيكون أهم رسالة ترسلها الولايات المتحدة في تعاملها مع ما حدث بجدية.

س: العالم العربي، أو حتى العالم بأسره يعتقدون بأنه لربما قد آن الأوان لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد أن يقدم استقالته؛ ما رأيك في ذلك؟ ج: الرئيس بوش ونحن جميعا لدينا ثقة عالية بكفاءة وزير الدفاع، وحسن أدائه في موقعه. إنه يفعل تماماً كما يريد الرئيس بوش: يتصدر إدارة التحقيق في هذه التجاوزات. هو نفسه ظهر أمام الكونغرس للإجابة على الأسئلة البالغة الدقة في جلسة مفتوحة ليس فقط أمام المسؤولين، ولكن أمام الشعب الأمريكي والعالم ، وهذه هي أمريكا الحقيقية. وسيستمر في الإجابة على كافة الأسئلة؛ الأكيد هو أن لا أحد سيبذل أكثر جهداً من وزير الدفاع رامسفيلد لضمان عدم حدوث شيء كهذاً مرة ثانية. ولذلك يستمر في التمتع بثقة الرئيس الكاملة في هذا المجال.

س: حول قضية السيادة في العراق، قال وزير الخارجية كولن باول-وأحد معاونيه مارك غروسمان-أن السيادة ستكون محدودة، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا التمسك بتاريخ 30/6/2004 كموعد لتسليم السلطة؟ ج: أعتقد أن وزير الخارجية لم يقصد أن سيادة الحكم سوف تكون منتقصة. قد تختار الحكومة العراقية عدم تحمل مسؤوليات محددة إلى حين انعقاد الانتخابات، أو بسبب عدم تمكنهم من تحمل المسؤولية الأمنية على سبيل المثال. من ناحيتنا سنعيد سيادة الحكم الكاملة للعراقيين، ونتوقع هذه الحكومة بالعمل من أجل الشعب العراقي. نتفهم أن القوات العراقية تحتاج إلى إعادة بناء، وكذلك بالنسبة للأجهزة الأمنية. وهكذا، سنتواجد هناك-في العراق-لفترة طويلة قادمة بتشارك واحترام متبادل. ولكننا نعمل من أجل أن تتمتع الحكومة العراقية القادمة بالسيادة الكاملة.

س: لعل السؤال الأكثر دقة هو هل تعتقدين بأن تحديد تاريخ 30/6 لتسليم السلطة كان اعتباطياً ومتهوراً؟ ج: كلا. اعتقد أن اختيار تاريخ 30/6 قرار حكيم، خاصة الآن. الشعب العراقي لا يحب الاحتلال، لا أحد يرغب بأن تستلب إرادتهم، ومصيرهم السياسي. كما أننا نحن أيضاً نؤمن بضرورة تسليم السلطة للعراقيين في أسرع فرصة. بالإضافة إلى ذلك، لقد أثبتت الوزارات المختلفة مهارة ومهنية ونزاهة. العراقيون يثبتون يومياً قدرتهم على إدارة شؤونهم بأساليب مختلفة. يومياً نرى قيادات شيعية محترمة تعبر عن احتجاجها على ما يفعله مقتدى الصدر؛ عندما نرى كيف تمكن العراقيون من التلاحم لإنقاذ الوضع في الفلوجة من خلال الاتفاق على تشكيل الدوريات المشتركة. كل هذه إشارات على نهوض العراقيين لتحمل مسؤولياتهم. لقد حان الوقت.

س: هل تعتقدين بأن فضيحة إساءة معاملة السجناء جاءت بمثابة الضربة القاضية لرؤية الرئيس بوش لجلب الديموقراطية والإصلاح للمنطقة؟ ج: أعتقد أنها نكسة كبيرة، وهذه أحد الأسباب التي دفعت بنا للمبادرة السريعة لمعرفة ما جرى. ولكن ذلك ليس دليلاً على ما تفعله الولايات المتحدة في العراق، ولا يعبر عن القيم والمبادئ الأمريكية، حيث أن هناك آلاف الأعمال الخّيرة التي يمارسها عناصر القوات المسلحة الأمريكية يومياً في العراق، والتضحيات الجمة التي يقدمونها من أجل أن يكون هناك عراق يتمتع بالحرية والديموقراطية. أكثر من سبعمائة جندي أمريكي (رجالاً ونساءً) قدموا أرواحهم ثمناً لتحرير العراق. نعم هذه نكسة، ولكنني آمل أن يتعرف العالم على أن هذه الأعمال هي شذوذ عن قيم ومبادئ الولايات المتحدة. كما أن ذلك فرصة للعالم ليرى كيف تمارس الديموقراطية الأمريكية بشفافية وانفتاح؛ وزير الدفاع نفسه يظهر للإجابة على الأسئلة المحيطة بهذه القضية بشكل مفتوح ودون تردد. كما علينا أن نتذكر أن الذي كشف هذه القضية هو جندي أمريكي، وهو ما لا يحدث في حكومة ديكتاتورية. الأشياء السيئة تحدث في كل مجتمع، ولكن العبرة بكيفية تعامل مجتمع ما مع هذه القضايا.

س: لو كان لديك القدرة على علاج المصاعب التي تواجهونها اليوم في العراق بعد مرور عام على انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، ماذا كنت لتفعلين؟ ج: أعتقد أن المجهود يجب أن يكون مشتركاً بين العراقيين والتحالف. التحالف تمكن من تحرير العراقيين من حكم صدام حسين، ولكنه لا يستطيع إتمام المهمة دون المشاركة العراقية. الشعب العراقي نفسه هو المطالب بالدفاع عن حريته وتماسكه ومستقبله ورخائه. الذين يحاولون تدمير الشبكات الكهربائية، والإنتاج النفطي، والبنية التحتية، وقتل رجال الأمن العراقي هم الذين يشكلون الخطر على الشعب العراقي، ولذلك يشترط بالشعب العراقي نفسه أن يقول بأن ذلك غير مقبول، وعزل العناصر المسماة بالمقاومة والحيلولة دون تمكنها من تدمير الإنجازات. هذا ما أود أن أراه: الشعب العراقي نفسه يهب لحماية تطوير الديموقراطية. أما نحن، فسنكون هناك لتقديم المساعدة للشعب العراقي.

س: في السياق نفسه د.رايس، هل يمكن للرئيس بوش تفحص الحكمة أو احتمال تقدمه بدعوة لعقد قمة في كامب ديفيد بمشاركة الأمم المتحدة، وحلف الناتو، والاتحاد الأوروبي، وجيران العراق ومشاركة الرئيس المصري لبحث وسائل التعاون للخروج من مأزق العراق؟ ج: نعم. أعتقد أن الأوان سيأتي لعمل شيء كهذا. أما الآن، على الجميع أن يركز على مهمة الأخضر الإبراهيمي (مبعوث الأمم المتحدة) لتصميم صيغة لتشكيل حكومة القادرة على استلام السيادة في الوقت المحدد؛ العمل مع قطاعات الشعب العراقي المختلفة لتطوير أساليب توفير الأمن للعراقيين، وهكذا. الحقيقة أننا نحظى على درجة عالية من الدعم الدولي حالياً. العالم بدأ يتعرف على أهمية استتباب الوضع في العراق بغض النظر عن مواقفهم تجاه ضرورة الحرب. الكل يعرف أن عراق ديموقراطي هو شأن من مصلحة الجميع. وستحتل العراق موقعاً مهماً في مناقشات المحافل الدولية المختلفة؛ الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، حلف الناتو، الثمانية الأثرياء. العراق. هذا ما نحتاج التركيز عليه الآن.

س: قبل عام د.رايس عبرتي عن استياءك من الجدار الفاصل الذي تقوم ببنائه إسرائيل حالياً »الذي يتلوى كالثعبان« حسب تعبيرك، ويعطل حياة الفلسطينيين، ولكننا شاهدنا تأقلم (من جانب إدارة الرئيس بوش) مع الجدار، فهل غيرتي من موقفك تجاه الجدار؟ ج: نحن لا نحب الجدران. نشعر بأن العلاقة الإسرائيلية الفلسطينية لا تحتاج إلى جدار. ولكننا نتفهم احتياجات إسرائيل الأمنية. إن ما ركزنا عليه، هو إقناع الإسرائيليين بتغيير مسار الجدار بحيث يصبح أقل وطأة على حياة الفلسطينيين. أنا شخصيا عملت من أجل أن لا يخترق الجدار جامعة القدس على سبيل المثال، وبالفعل تغير مسار الجدار بشكل يخفف وطأة ذلك على حياة الفلسطينيين. نحتاج إلى إعطاء الأهمية والتركيز على إمكانية التقدم إلى الأمام تجاه اليوم الذي ستنشأ فيه الدولة الفلسطينية، وإنشاء مؤسسات الديموقراطية والشفافية والمحاسبة، القادرة على تمثيل الفلسطينيين في مفاوضات القضايا النهائية. هل نستطيع العودة إلى خريطة الطريق. إن ما أراده الرئيس من وراء تأييد خطة شارون هو تحريك حالة الجمود القائم.

س: دعيني أسألك نفس السؤال الذي وجهته لوزير الخارجية باول حول هذه النقطة: هل تعتقدين بأن قرار دعم خطة شارون قبل حصوله على تأييد الليكود كان متسرعا؟ وهل كان من الأجدى الانتظار إلى ما بعد ذلك؟ ج: كلا. اعتقد أننا اتخذنا القرار السليم، ولا نزال نعتقد بأن الحكومة الإسرائيلية ستجد طريقة للتحرك على الأمام. لننظر إلى نحن الآن: ورائنا أكثر من ثلاثين عاماُ من المبادرات؛ مؤتمؤ مدريد، اوسلو، واي بلانتيشن، كامب ديفيد، طابا، اتفاقات ميتشل وتينيت. ركام من الخطط، دون عودة أية أراضي للفلسطينيين. وفجأة يتقدم شارون-أبو المستوطنات- بخطة تقوم على تفكيك مستوطنات غزة وخروج الجيش الإسرائيلي منها، على جانب الخروج من بعض مستوطنات الضفة الغربية. أعتقد أن ذلك حدثاً تاريخياً.

س: ولكن ألا يعني ذلك تراجع الولايات المتحدة عن موقفها التقليدي تجاه عدم شرعية المستوطنات؟ ج: كلا. الولايات المتحدة تمسكت باستمرار بمبدأ اتفاقات الحلول النهائية يجب أن تتم من خلال المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويجب أن يكون الاتفاق متبادل بين الطرفين. لن نستبق الأمور. إن كل ما فعله الرئيس هو التصريح بحقائق قائمة. الكل يعرف بأن أية تسوية سلمية بغض النظر عن سخائها، وستلتطم بالحقائق القائمة والتغيرات التي حدثت على الأرض، من جانب الطرفين. أما بالنسبة لقضية اللاجئين، فقد قال الرئيس أن هذه القضية تحل من خلال قيام دولة فلسطينية. يجب أن يتذكر الجميع أن الرئيس بوش هو أول رئيس أمريكي يقر بضرورة وجوب قيام دولة فلسطينية. سأقول لك رواية: عندما كان الرئيس على وشك إلقاء كلمته بهذا الخصوص، كنا نبحث عن صياغة »تقترح« قيام دولة فلسطينية دون قول ذلك، تماماً كما فعلت الإدارات السابقة. ولكن الرئيس قال: سيكون هناك دولة فلسطينية في نهاية المطاف، أليس كذلك؟ قلنا له نعم! قال وماذا سيكون اسم هذه الدولة؟ قلنا فلسطين! قال إذاً نسميها فلسطين. وهذا ما يقوله دائما: إسرائيل وفلسطين. هناك تغيرات ديموغرافية تتطلب التعديلات نعم. الرئيس يتحدث بلغة مستقيمة وواضحة.

س: ستلتقين رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبوع القادم في برلين، هل ستسلمينه رسالة من الرئيس بوش؟ ج: الرئيس بوش على استعداد لتوجيه رسالة يشرح فيها الموقف الأمريكي ووجهة نظره بالنسبة للسلام في الشرق الأوسط، ولكن المهم ليس الرسالة، بل الفرصة للجلوس معاً نيابة عن الرئيس ونيابة عن الحكومة الأمريكية لبحث القضايا المختلفة، وتفحص وجهة النظر الفلسطينية للمضي قدماً نحو السلام. الفلسطينيون بحاجة لبناء مؤسسات المجتمع المدني بمساعدة دولية. لقد اتخذ الفلسطينيون خطوات هامة باتجاه الشفافية المالية، ومحاربة الفساد.

س: آسف للمقاطعة، ولكن هل أنتم راضون عن أداء الوزير سلام فياض بالنسبة لما ذكرتينه عن الشفافية ومحاربة الفساد؟ ج: هناك ثقة عالية بأدائه بالنسبة للقضايا المالية والاقتصادية، وهذا ما يعبر عنه من خلال الترحيب الذي يلقاه قبل الآخرين في العالم. خطوة مهمة. ولكن هناك حاجة إلى خطوات سياسية مماثلة. خطوات بصدد السيطرة على الأجهزة الأمنية وانتشار السلاح. الكثيرون يحملون السلاح. هناك حاجة لبناء مؤسسات تمكن الفلسطينيين من حكم أنفسهم بأنفسهم. ولدى نشوء هذه المؤسسات ستجد ديناميكية مختلفة تماماً، وإذا ما تعاضد ذلك مع الانسحاب الإسرائيلي، سيجد الفلسطينيون أنفسهم باتجاه قيام دولتهم والتقدم نحو أشياء كبيرة.

س: ما هي الخطوات التي ترغبونها من الفلسطينيين خلال الأشهر الستة القادمة على سبيل المثال؟ ج: أولاً، إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية وتوحيدها تحت إمرة رئيس وزراء قوي؛ تدريب هذه الأجهزة لتتحلى بكفاءة مهنية، وهناك العديد من القادرين والذين هم على استعداد لتقديم التدريبات المطلوبة، سحب الأسلحة غير الشرعية: إذاً أجهزة أمنية ليس فقط قادرة على إحباط الإرهاب، بل حماية الفلسطينيين. ثانياً، الاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية والمالية والبدء في بناء المؤسسات السياسية التي تحظى بالثقة والتي من شأنها أن توفر المناخ اللازم لانعقاد انتخابات نزيهة عندما تسنح الظروف، وإكمال الدستور.

س: لقد قال الرئيس بوش أنه قد لا يكون هناك إمكانية لقيام دولة فلسطينية في شهر ايار من عام 2005 كما تنص خريطة الطريق؛ أولاً لماذا، وثانياً كيف ستتصرفون في حالة إعلان الفلسطينيين لدولتهم في ذلك الوقت؟ ج: أولاً، قيام الدولة ليس مستحيلا ، ولكن من الصعب تحقيق ذلك بسبب الجمود الذي أصاب مفاوضات السلام في الفترة الأخيرة. وحقيقة ما يقوله الرئيس هو أن المطلوب التحرك وعدم إضاعة الوقت. الفلسطينيون مطالبون بتنفيذ التزاماتهم حسب نصوص خريطة الطريق. المهم بناء مؤسسات حقيقية تتمتع بالكفاءة، وليس إعلان الدولة وإن فعلوا ذلك فإن ذلك سيكون غلطة. نحتاج إلى التحرك إلى الأمام، وإعداد الإمكانات لبناء الدولة خاصة وأن الدولة ليس فقط شيئاً يعلن، بل مؤسسات لخدمة المجتمع. يجب أن نبدأ، وربما نتمكن من إعلان ذلك في شهر ايار/ 2005، ولكن يجب بناء المؤسسات.

س: ماذا لو جاء شارون بخطة جديدة لا تترك للفلسطينيين أراضي لقيام دولة؟ ج: الرئيس بوش قال مراراً أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا ، وأن أية خطة يجب أن تنسجم مع هذا المبدأ وأن الانسحاب من غزة واخلاء أربع مستوطنات في الضفة يحب أن ينسجم مع «خريطة الطريق»، رغم ان الإسرائيليين لم يذكروا «خريطة الطريق» في خطة الانفصال.

س: هل تعتقدين أن الإسرائيليين سيلتزمون ب«خريطة الطريق» رغم أن الأربعة عشر تحفظا التي وضعها شارون تجعل منها صعبة التنفيذ؟ ج: أعتقد بأنه يمكن تنفيذ «خريطة الطريق» إذا ما التزم الجانبان بتنفيذ التزاماتهما. الشيء الجيد بالنسبة لخطة الانفصال أنها تضع الإسرائيليين في مكانة متقدمة بخصوص التزاماتهم بموجو بنود «خريطة الطريق».

س: عندما كنت أعيش في قريتي أبوديس كان محيط القدس 5.6 كلم مربع، اليوم يبلغ أكثر من 70 كيلو مترا مربعا ضمتها إسرائيل وتجعل من قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة أمرا مستحيل؟ ج: اعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لمعالجة الوضع بما يتجاوب مع متطلبات الدولة للفلسطينيين والأمن لإسرائيل. إذا استطعنا تنفيذ «خريطة الطريق» وتنفيذ خطة الانفصال سنتمكن حينئذ من تغيير بعض الحقائق القائمة. تذكر حتى الان لم يسترجع الفلسطينيون أية أراض: على العكس تقلصت أراضيهم.

س: هل تعتبرين لقاء أحمد قريع نهاية للقطيعة مع الفلسطينيين؟ هل هناك شريك سلام فلسطيني الآن؟ ج: لا أعتقد أن هناك قطيعة مع الفلسطينيين. فالولايات المتحدة مصممة على تنفيذ رؤية الرئيس بوش التي تقضي بوجود دولتين، دولة إسرائيل ودولة فلسطين تتعايشان بسلام جنباً إلى جنب. لم نتشجع بسبب غياب الحركة من الجانب الفلسطيني، ولكن إذا ما بدأ التحرك باتجاه بناء المؤسسات والمزيد من الشفافية، ومحاربة الفساد و«الإرهاب»، سيجد الفلسطينيون شريكاً حسناً في الولايات المتحدة. الشعب الفلسطيني يستحق وضعا أفضل بكثير من الوضع الذي عاشه خلال السنوات الماضية، هذا شعب موهوب يعيش في أوضاع يائسة. الرئيس عبر عن احتجاجه بسبب المعاناة والمهانة التي يتعرض لها الفلسطينيون يومياً. الطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق يكمن في قيام الدولة الفلسطينية، والطريقة الوحيدة لقيام الدولة هو بناء المؤسسات الكفيلة بنجاحها. الدولة-كما قلت-أكثر من مجرد إعلان. هي دستور ورئيس وزراء قوي يحاسب أمام شعبه، ومؤسسات. وهذا ما سأبحثه مع رئيس الوزراء (أحمد قريع): كيف لنا أن نقدم الدعم الكفيل بإنشاء هذه المؤسسات لخدمة مصلحة الشعب الفلسطيني.

س: بعد مصادقة الرئيس بوش على العقوبات المفروضة على سوريا، هل تتوقعين تحسن العلاقات السورية الأمريكية في المدى المنظور؟ ج: هذا يرجع لسوريا. لا نحمل نوايا عدوانية تجاه سوريا. هناك مجموعة من المسائل العالقة مع سوريا، بالنسبة لدعم الإرهاب والمضي بمشاريع أسلحة الدمار الشامل. ولكننا نأمل بعد تنفيذ المرحلة الأولى من العقوبات، أن نجد وسائل لتحسين العلاقات بعد أن تظهر سوريا استعدادها للكف عن رعاية «الإرهاب»، والسيطرة على حدودها مع العراق.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required