مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

من الواضح أن هنالك خطوات ايجابية كبيرة تبذل من قبل الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي والعربي من اجل التوصل إلى حل شبه نهائي لنزاع الإسرائيلي– الفلسطيني في المنطقة، ومن الواضح أيضا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واقع بين ناريين فهو من جهة ملزم بوقف الاستيطان وتقديم بعض التنازلات حيال الشروط التي صرح بها مؤخرا لقيام الدولة الفلسطينية.

ومن جهة أخرى هنالك أطراف إسرائيلية داخل الحكومة تمارس ضغوط موازية من اجل عدم تقديم أي تنازلات شأنها إعطاء الفلسطينيين ولو جزء بسيط من حقوقهم. فمثلا اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف اسحق اهرونوفيتش برفقة المئات من قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، تشكل نوعا من الاستفزاز والتحدي لمشاعر الفلسطينيين.

وخلال زيارة بنيامين نتنياهو للعاصمة الفرنسية باريس أمس، طالبه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ب"تجميد تام" للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك بتحسين كبير لحرية الحركة والانتقال للسكان المدنيين الفلسطينيين، كما تقدمت نحو 180 منظمة منتشرة في أكثر من 32 ولاية أميركية بخطاب إلى الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي تطالب فيه بتجميد المساعدات العسكرية لإسرائيل أو تعليقها حتى قبول إسرائيل بما وصفته هذه المنظمات بشروط تخدم مصالح السياسة الأميركية. أخيرا وفي إشارة تدل على تصاعد الأزمة بين الطرفين وحصول خلاف دبلوماسي إسرائيلي أميركي حول مسألة الاستيطان تم إلغاء اللقاء المقرر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي و المبعوث الأميركي لشرق الأوسط جورج ميتشل.

وعلى صعيد أخر فهنالك تحرك وجهد مصري مدعوم من أميركيا والاتحاد الأوروبي من اجل تسوية ثلاث قضايا رئيسية و هي، انجاز تهدئة بين إسرائيل و فصائل أخرى، وانجاز اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وانهاء ملف المختطف في قطاع غزة الجندي شاليط.

واجتماع عقده وزراء الخارجية العرب اجمع الحضور على أهمية دعم التوجهات الأميركية لإحلال السلام في المنطقة مع مراعاة وقف الاستيطان، ورفع الحصار عن غزة والضفة، ووقف الممارسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس المحتلة، وحل قضية اللاجئين.

ان وجود كل هذه التحركات و الضغوطات بشان القضية الفلسطينية مع وجود بعض التغيرات في المنطقة بشكل عام، سيما الانتخابات الإيرانية وما نتج عنها من فوضى داخل إيران، وانتهاء الانتخابات اللبنانية بشكل هادئ، و إرسال أميركيا بعد انقطاع دام أربع سنوات سفيرها إلى دمشق من شأنه أن يوصل لنا كفلسطينيين أن لابد الآن من استغلال كل تحرك دولي و دعم من أي طرف موجود.

كما أن مسالة أن تقدم لنا الدولة الفلسطينية على طبق من فضة هو بالأمر المستحيل، والمفروض أن تكون اللحمة الفلسطينية والأجواء الدولية عاملا أساسيا لزيادة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وان نضعه في مأزق وإرباك، بدلا من أن نجعل شروطه و تصريحاته عائقا أمامنا ونتوقف عندها وبذلك يحقق أولى أهدافه ويجعل المشكلة والضغوطات باتجاه الجانب الفلسطيني.

وعلى المستوى الداخلي أيضا أن الأوان أن تصدق النوايا والتصريحات حول إنهاء ملف المعتقلين من جانب كل من فتح و حماس، و أن تتوقف الاتهامات المتبادلة بين الطرفين فبعد أن اصدر الرئيس محمود عباس قرارا الأمس بالإفراج عن 40 أسير سارعت جهات من حماس باتهام الطرف الآخر بأن هذه مجرد حركة إعلامية ليس أكثر بسبب اتهامهم بالا فرج عن 40 أسير مقابل اعتقال آخرين في الوقت نفسه، أمور كهذه شأنها إحباط الشارع الفلسطيني ودفع القضية للخلف، فالمفروض أن تكون الأولوية لنا الآن بناء موقف فلسطيني موحد شأنه تمكينا من المواجهة و التحدي للحصول على دولتنا الفلسطينية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required