مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تسويف ..تأجيل ومماطلة..هو حال الحوار الفلسطيني الذي ما يلبث أن يُعقد حتى يفض دون الوصول إلى اتفاق يرضي كلا الطرفين، في ظل مواصلة تراشقهما للاتهامات بالمسؤولية عن تعطيل الحوار، هذا كل ما تمخض عن الجولة السابعة التي انعقدت على مدار جلستين صباحية ومسائية يوم السبت الماضي.

إرجاء جديد للحوار حتى ال 25من آب القادم أي بعد أكثر من شهر، لرأب الصدع وإنهاء الانقسام ومن ثم التوقيع على وثيقة القاهرة للمصالحة الوطنية، إرجاءٌ جاء بحجة البحث في مواقف باتت معروفة سلفاً، والتوصل لحل الملفات العالقة والذي يأتي ملف المعتقلين السياسين لدى الطرفين في مقدمتها.

فهل هي الحاجة لمزيد من الوقت أم تأكيدٌ لمن يقولون باستحالة الحوار؟.

وكان عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي وعضو وفد الحركة إلى حوار القاهرة قد صرح أن مصر سوف تتحرك خلال هذه الفترة وسوف تقوم بالاتصال مباشرة مع جميع الأطراف الفلسطينية خاصة فتح وحماس لتقريب وجهات النظر في الخلافات الصياغية التي برزت من خلال ورقتيهما. وأضاف الأحمد أن المسؤولين المصريين طالبو الطرفين التعاون خلال الأيام القادمة لإنضاج وثيقة تنهي الانقسام، وتصر مصر على إعلانها في ختام الجولة النهائية القادمة في 25 آب القادم.

هذا كله يأتي وسط تجاهل من قبل السواد الأعظم من الفلسطينيين، الذين دون أدنى شك تعتريهم حالة من اليأس والإحباط، إزاء إمكانية التوصل لاتفاق ينهي الانقسام، ويستعيد الوحدة، مبعثرة بذلك التفاؤل البسيط الذي جاءت بوادره بعد الجولة التي قام بها الوفد الأمني المصري لدمشق ورام الله.

أما إذا ما نظرنا بعين متفائلة فإن الإرجاء الأخير لا يعني بالضرورة الفشل المطلق، -وإن كان الفشل هذه المرة مدوياً- وإنما هو متسعٌ من الوقت يسمح للطرفين أدراك مدى أهمية إنهاء الانقسام كشرطٍ أساسي لنجاح العملية السياسية، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة القضايا المصيرية كالقدس والاستيطان وإقامة الدولة.

حالة من التأقلم والتعايش مع الوضع الراهن هو ما وصل إليه المواطن الفلسطيني الذي يدفع وحده الثمن يومياً من حياته ومستقبله، وهذا بلا شك أصعب الخيارات المطروحة بالنسبة له، ولنا جميعاً، تعايش مع وضع يلغي ما كان قبله، وينفي أي وضع جديد، أو حتى سابق العهد.

انقسام بين حركتين أُضيف إليه انقسام وتشرذم آخر، بين أبناء الحركة الواحدة، بعد اتهامات فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير النارية والغير مدروسة والتي قُدمت على طبق من فضة، لكل من يسعى لتعزيز الانقسام والفُرقة، حيث أنها لم ولن تخدم أحداً بقدر ما ستخدم النوايا الإسرائيلية التي لم تكن يوماً أسعد مما هي عليه الآن، وسط الانقسامات المتزايدة على الساحة الفلسطينية.

والمفارقة هنا أنه وفي ظل الرعاية المصرية للحوار الفلسطيني، والانتقادات التي تتعالى اتجاه فشله، نرى ولي عهد البحرين يدعو علناًً العرب لتطبيع العلاقات بإسرائيل؟ بالتزامن مع زيارة وفد بحريني رفيع المستوى إليها، قائلاً: "نحن العرب لم نفعل ما فيه الكفاية للتواصل مباشرة مع الشعب الإسرائيلي"، فأين الشعب الفلسطيني من حسابات هذا التواصل؟، هذا لاشك مؤشرٌ خطير وجلي على مواقف عربية في أسوء وأدنى أحوالها.

ليس هذا فحسب بل إن المواقف والتصريحات في مجملها لا تزال مشغولة معظم الوقت بالصراع الداخلي، وكل ما يخدم تعزيز الانقسام، وتعميق أزمة الثقة بين الأطراف الفلسطينية، في حين لا يطفو على السطح أي موقف أو خطاب عام اتجاه الجهد الدولي المبذول لتحقيق سلام يقوم على رؤية الدولتين، بدون أية حقوق أخرى.

إذن وضع عربي متدهور وآخر إقليمي ودولي ليس بأفضل حال، ما يفرض على الفلسطينيين إعادة اللحمة ضمن سقف زمني، خاصة وأن الشعب الفلسطيني يقف أمام تحديات كبيرة على الأرض أبرزها صعود حكومة إسرائيلية في غاية التطرف ترفض القبول بالدولة الفلسطينية، وتصرح علناً عدم انصياعها للمطالب الأمريكية بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية وخاصة القدس، وتواصل في الوقت نفسه تهويدها، وتفرض الحصار على قطاع غزة، مواصلة التذرع بالانقسام الفلسطيني للتهرب من استحقاقات مفاوضات السلام والتستر على ما تقوم به من ممارسات.

أمام ذلك من المؤسف أن نصدق أن قطبي الصراع الفلسطيني يتجاهلون ما تفرضه عليهم هذه التحديات وما يعلن وينفذ إسرائيلياً، كما يتجاهلون حال مواطنهم الفلسطيني الذي بات فاقداً للأمل والثقة في تحقيق حلمه بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. فما الذي قدموه لإيجاد حلٍ ينهي الواقع المأساوي والمؤلم الذي نعيشه جميعنا؟.

ألا يستحق هذا الشعب الذي عانى الأمرين تبريراً منطقياً وواضحاً، عن عدم الوصول لاتفاق، أليس من المخجل أن يستمر الطرفان في كيل الاتهامات لبعضهما وتحميل الآخر مسؤولية الفشل، دون أدنى تقديم للمصلحة الوطنية العليا، وإبقاء الوضع معلقاً في وقت هو أشد ما نحتاج فيه إلى إنهاء الانقسام وللالتفاف إلى القضايا الجوهرية مع الإسرائيليين.

ألا يستحق المواطن الفلسطيني اعتذاراً عن ما لحق به من معاناة، وما لحق بقضيته من أضرار وخسائر فادحة.

وفي النهاية لابد من التأكيد على أن الاتفاق هو الخيار الوحيد لكل من يحمل الهم الوطني، إذ لا سبيل آخر لمواجهة الحكومة الإسرائيلية بكل عنجهيتها، والالتفات لخطر مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات، وتهويد القدس الذي شهد ذروته في فترة الانقسام المنصرمة. ورفع حالة الإحباط واليأس التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة.

أعتقد أن الوقت قد حان لنعتبر من ما آلت إليه حالنا من تفرقٍ وتشرذم، والمضي في أخذ مواقف شجاعة لإعادة حق الشعب واعتباره. لذا على الجميع في المرحلة القادمة أن يضع القضية الوطنية نصب عينيه، وأن يبتعد عن الحسابات الحزبية والفئوية الضيقة، وهنا يطرح السؤال نفسه هل سيكون الخامس والعشرين من آب موعدُ للاتفاق أم تعزيز الانقسام؟

وهل الجميع مدرك لذلك ومستعد للتجاوب مع هذه الدعوة؟؟!!. قد تكون هذه الدعوة هي الأخيرة، لذا على الجانبان الأخذ بها قبل أن يكفر ما لم يكفر منا بعد بكل الشعارات والمسميات التي تنادي بها الفصائل والأحزاب.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required