مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد عام كامل من تولية الرئاسة، هل حقاً أكتشف الرئيس الأمريكي باراك أوبامامؤخراً استحالة إنقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط؟!، فحسب الاعتراف الذي جاء على لسانه في مجلة "التايم" الأمريكية، فإن عملية السلام ستحتاج إلى (معجزة حقيقية) -على حد تعبيره- لإنقاذها من موت محقق، بفعل سياسة الاستيطان وهدم المنازل واستمرار عمليات البناء في القدس الشرقية والجدار العنصري.

إذن إذا كان هذا موقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، إزاء مأزق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فما الذي كنا نتوقعه حقاً من مبعوثه للشرق الأوسط جورج ميتشل، والذي لم يأت بجديد في زيارته الأخيرة عن ما صرح به رئيسه مؤخراً، فهل علينا أن نتراشق مع الإسرائيليين الاتهامات بتحمل مسؤولية فشل جهود ميتشل في إعادة عملية التفاوض؟، أم أن علينا أن نصدق أن ميتشل قد تكبد عناء المجيء إلى هنا والالتقاء برئيس الوزراء بنيامين نتياهو، ومن ثم بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، دون أن يدرك حقاً، أنه لا يملك المعجزة التي يحتاجها والتي تحدث عنها رئيسه لحل أزمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟، أم أنه كان مدركاً لثبات الطرفين على مواقفهما، وأن زيارته لن تغيير شيء ولن تفضي لجديد، وإنما جاءت لرفع العتب؟.

وفيما ينشغل كل طرف بإلقاء اللوم وتحميل الطرف الآخر مسؤولية فشل ميتشل في مهمته في تليين الطرفيين وعودتهما إلى طاولة المفاوضات، ورغم ادعاء إسرائيل باستنفاذ كل ما لديها من مرونة تجاه ذلك، وتمسك القيادة الفلسطينية بشروطها وأهدافها المرجعية لاستئناف المفاوضات، إلا أننا ندرك أن الفشل الذي يجر أذياله ميتشل، لن يلقي بظلاله على إسرائيل التي لم تبق شيئاً ولم تذر خلال 18 سنة من المفاوضات الفاشلة، وهي أبعد ما تكون بحاجة لمفاوضات أو عملية سلمية قادمة، تعطلها عن توسعها في ضم القدس وتهويدها، واستيلائها على الأراضي، وبناء المستوطنات، وتحقيق أطماعها التوسعية والإستراتيجية.

إذن يبدو واضحاً أن المشكلة ليست مشكلة ميتشل، ولا مشكلة تعنت كلا الطرفين وتمسكهما بشروطهما، بل أن الفشل في العودة إلى المفاوضات إنما يصب في التقاء المصالح الأمريكية الإسرائيلية، والتي اعتقد الكثيرون عبثاً، أن من الممكن لها أن تتغير يوماً بقدوم أول رئيس أسود يقود الولايات المتحدة الأمريكية، والذي جاء بكلامه المعسول عن إحلال السلام العالمي، والانسحاب من العراق، وإنهاء الحرب في أفغانستان، وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، لكنهم نسوا أن هذا الرئيس وراءه حزب عريق وقديم يدعمه، ويطمح لتحقيق أهدافه وسياساته من خلاله، يُضاف إليها أهداف وسياسة واشنطن والتي لن تختلف في ليلية وضحاها.

وإذا ما اعتبرنا أن عدم التوفيق بين طرفي النزاع للعودة للمفاوضات، هو الفشل، فهل يعني النجاح العودة للمفاوضات وفق رؤيتنا وأهدافنا المرجعية الفلسطينية من أجل تحقيق الحق بدولة مستقلة على حدود حزيران العام 1967؟؟، قد يكون كذلك بالنسبة لكثيرين، لكن في المقابل من الصعب علينا التصديق بأن إسرائيل ستعمل للوصول معنا إلى هذه المرحلة، وخاصة في ظل ما تبديه حكومتها اليمينية المتطرفة من ممارسات وانتهاكات، تعلن من خلالها صراحة عدم إيمانها بحل الدولتين،خاصة بعد ما قاله نتياهو بالأمس في إحدى مستوطنات الضفة الغربية "إننا باقون هنا إلى الأبد"، وعليه لابد من تغيير نهجنا في استرداد حقوقنا من خلال تجربتنا مع المفاوضات النمطية السابقة، والتي استنفذت نفسها، والاتجاه إلى استنهاض القوى الشعبية والوطنية من أجل مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، من اعتداءات ومصادرة أراضي، وخلق حركة شعبية واسعة تناضل وتقاوم بالطرق المشروعة، ومن قبله إعادة بناء وترميم النظام السياسي على أسس ديمقراطية حقيقية.

لذا لا بد من إيجاد خطط بديلة للتأثير في الواقع للخروج من الحالة الانتظارية، والتعامل مع المحافل الدولية لتوليد قوة ضاغطة لإجبار إسرائيل بالانصياع لقرارات المجتمع الدولي، والاستفادة من الموقف الأوروبي، وبيانه الذي خلُص إلى تعديل صيغة المشروع السويدي بما يخدم الفلسطينيين، كل هذا وإن كان بالتزامن مع جهود الولايات المتحدة المضنية، والتي تأمل بتشكل قوى ضغط عربية من أجل إقناع الفلسطينيين بإبداء المرونة في شروط العودة للمفاوضات، فيما يأمل الفلسطينيون أنفسهم بضغوط عربية تُمارس على الولايات المتحدة من أجل إلزام إسرائيل بالشروط والمرجعيات الفلسطينية لبدء التفاوض.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required