مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع بدء الحديث عن انطلاق المفاوضات غير المباشرة التي يرعاها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أعلن إسرائيل كاتس وزير المواصلات في حكومة الاحتلال الإسرائيلية أمس الأربعاء عن مخطط لبناء شبكة سكة قطارات في الضفة الغربية تحت مسمى "قطار جنين-القدس" الذي يربط بين الأغوار وجسر الشيخ حسين ومدينة جنين والعفولة وحيفا بالتعاون مع جهات دولية منها شركات أمريكية وإيطالية وصينية.

هذا المخطط بالطبع سيخدم المستوطنين، -ومن غيرهم- وسيربط منطقة جنين بمحطة قطارات المروج القريبة ومنها إلى حيفا والعفولة وببسان حتى "جسر الشيخ حسين" على الحدود مع الأردن، إضافة لمحطة قطارات تربط الضفة بالقدس المحتلة.

والمفارقة أن الوزير أعلن أن الهدف النهائي للمخطط هو نقل بضائع ومسافرين "من أجل السلام"، السلام الذي لن يكون برأيه بإزالة المستوطنات، فعلى حد تعبيره "فالأرض هنا خالية ويوجد مكان للجميع، واقتلاع اليهود لن يأتي بالسلام، فتجميد بناء المستوطنات ليس حلاً، فاليهود سيعيشون هنا إلى أبد الآبدين"، هذا ما قاله الوزير الإسرائيلي الذي لم يتورع عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات في الوقت الذي تستأنف فيه المفاوضات غير المباشرة بعد صراع طويل وخلافات فلسطينية إسرائيلية أمريكية حول تجميد بناء المستوطنات كشرط لاستئنافها، لكن الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتياهو كانت تقابل ذلك بمزيد من مصادرة الأراضي، والمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية وفي القدس خاصة، وهاهو وزيرها يؤكد بقراره هذا سياسة حكومته التي ترى نفسها مزروعة كالأشجار في أرض الضفة الغربية، وهو ما أقدم عليه نتياهو بالفعل سابقاً بزراعة الأشجار في المستوطنات كناية عن وجوهم الأبدي في جذور هذه الأرض. كما أن الإعلان عن مخطط كهذا في توقيت انطلاق مفاوضات غير مباشرة، هو إشارة واضحة لماهية الموقف الإسرائيلي ونواياه تجاه هذه المفاوضات والعملية السياسية، في دلالة بينة لجميع الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية، على تعنت الحكومة الإسرائيلية وغطرستها، حتى لدى موافقتها على الذهاب إلى مفاوضات غير مباشرة، بل إن هذا المخطط يعد تحايلاً وخداعاً لموضوع تجميد الاستيطان، فما الاستمرار بالاستيطان إلا لضم المزيد من أراضي الضفة الغرببة، وهذا ما سيوفره مثل هذا المخطط، ما يعني بشكل أو بآخر عدم اكتراث حكومة نتياهو بأي مفاوضات غير مباشرة او غيرها.

والحقيقة أن مثل هذا المشروع إذا ما نُفذ بالفعل فهذا يعني أمراً أساسياً واحداً، وهو ابتلاع مزيد من أراضي فلسطيني الضفة الغربية واقتلاع المزيد من الأشجار، وتدمير ما لم يُدمر بعد من الأراضي الزراعية، تماماً كما قضم الجدار آلاف الدونمات وضم أخصب الأراضي الزراعية، بدون وجه حق، ربما على اعتبارها أنها أرضاً خالية كما ادعى الوزير كاتس، وهو الادعاء الإسرائيلي المعروف منذ قيام دولة إسرائيل "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، ومن ثم اعتبار مثل هذا المخطط من أجل خدمة السلام، زورهاً وبهتاناً -فأنى يستقيم السلام والاستيطان-!!.

والحقيقة الأكيدة الثانية، هي أنه ومن غير المعقول أن تخدم شبكة القطارات المكلفة هذه، قلة قليلة من المستوطنين في الضفة الغربية، وبالتالي فالواقع المرتبط بذلك هو زيادة أعداد المستوطنين في المستوطنات وتشجيع سكان إسرائيل على التوجه إلى المستوطنات، وبالتالي فإن مسألة تجميد الاستيطان أو توقيفه، مسألة بعيدة حتى عن أحلامنا وهذه الفكرة التي تحاول حكومة نتياهو اليمينية إيصالها للجميع، وما هذا إلا استكمالاً لمشروعها الاستيطاني الجديد.

وهذه هي سياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي التي لا تخجل ولا تتورع أبداً من الإعلان عن مخططاتها مدعية أنها من أجل السلم والسلام، لكنها لا تعدو كونها خطوات تمهيدية لمشروعها الاستيطاني والتي تمضي فيه سواء في الضفة الغربية، أو للاستيلاء على ما بقي من القدس، لذا فمن باب أولى أن ندرس ما ترمي له مثل هذه المشاريع، وأن نكون أكثر وعياً وإدراكاً لما تنويه حكومة نتياهو، ومن ثم مواجهتها بكل الطرق والوسائل السياسية والشعبية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required