مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على القيادة الفلسطينية للانتقال إلى مفاوضات مباشرة بعد أن وصلت المفاوضات غير المباشرة إلى طريق مسدود، وجاءت آخر المحاولات بطلب على شكل رسالة شفوية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرئيس محمود عباس، تواصل حكومة بنيامين نتياهو سياستها العنصرية والتوسعية، بل وبصورة أكثر تطرفاً ومغالة في التمادي والعنجهية والغطرسة.

فقد تسارعت في اليومين السابقين وتيرة هدم المنازل في منطقة الأغوار، وخاصة في القرى الفلسطينية، ومنها قرية "الفارسية" التي كان لها نصيباً وافراً من الأضرار التي لحقت بعشرات المنازل والأراضي هناك، ومن ثم فإن إسرائيل استغلت حالة الصمت والهدوء العربية والدولية التي تلت ذلك، لتعلن عن استئنافها لمصادرة العقارات الفلسطينية، بعد توقف لم يدم سوى عامين، حيث عادت لتضم 80% من أملاك الغائبين في القدس، ما يمثل اعتداءً صارخاً على ممتلكات المقدسيين وهويتهم، لكنه هو الآخر لم يحظ بأي اهتمام دولي ولا حتى عربي، وكأن هذا شأن خاص بأصحاب هذه الأملاك، ولا يندرج ضمن عنصرية إسرائيل وسياستها الممنهجة للتطهير العرقي تجاه أهل المدينة. فلماذا تهدم إسرائيل ما تشاء من المنازل وتسيطر على أخرى دونما أي اعتراض؟ ولماذا يعم هذا الهدوء العربي والفلسطيني ولماذا تسكت الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان على هذه الممارسات الإسرائيلية؟.

وقد أتاح تطبيق "قانون أملاك الغائبين" لإسرائيل السيطرة على أملاك مئات آلاف الفلسطينيين في أراضي العام 1948 الذين نزحوا أو هُجِّروا من قراهم عام 1948، وأيضاً على "أملاك الغائبين" في القدس المحتلة، من أراض وممتلكات يُقدر ثمنها بمئات ملايين الدولارات.

وحسب المصادر فقد سيطرت إسرائيل من خلال "قانون أملاك الغائبين" على أراضي أكثر من 500 قرية عربية هُجر أهلها وتم تدميرها وأقيمت فوقها مئات المستوطنات اليهودية، كما أتاح القانون مصادرة أراض وممتلكات في مختلف المدن الفلسطينية (حيفا ويافا والرملة واللد وغيرها).

والمفارقة أن إسرائيل التي تمارس هذه العنصرية بحق السكان الفلسطينيين، وتهدم منازلهم وتصادر ممتلكاتهم، تطالب اليوم بأملاك يهود عاشوا في الدول العربية قبل قيام دولة إسرائيل ظلماً وعدواناً على أرض فلسطين1948، فحسب الخبر الذي أوردته صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أمس الأربعاء استُحدثت مؤخراً في وزارة شؤون المتقاعدين الإسرائيلية دائرة جديدة غايتها البحث عن أملاك لليهود الذين هاجروا من الدول العربية إلى إسرائيل واستعادتها، ووفقا للإسرائيليين فإن بين هذه الأملاك أراضي وبيوتا وحتى آبار نفط، وقالت الصحيفة إن عدد اليهود الذين هاجروا من الدول العربية إلى إسرائيل بعد قيامها يبلغ اليوم مليون يهودي، وأضافت إن هؤلاء اليهود هم 'لاجئون' فقدوا أملاكهم التي يصل حجمها إلى عشرات مليارات الدولارات.

وبهذه العقلية الظالمة والمستبدة تدرك إسرائيل تماماً أنها تقوض أي فرصة لنجاح المفاوضات، بل بات من الواضح والمؤكد أن ممارستها هذه ترمي إلى هدم أي حل سلمي في الأفق، فلماذا ترهق الولايات المتحدة نفسها بالضغط على الفلسطينيين من أجل الذهاب لمفاوضات مباشرة مع طرف لا يرغب أصلاً بالتفاوض على قضايا الحل النهائي، وجل ما يريده هو تطبيق نسخته النهائية للقضية حسب تصوره على الأرض، وما ممارسته العدوانية هذه إلا حلقة في سلسلة التضييق على الفلسطينيين أينما كانوا وخاصة في القدس، فهي لم تتوقف يوماً عن هدم منازلهم والاستيلاء على أراضيهم، و إبعادهم عن المدينة ومن ثم مصادرة هوياتهم المقدسية وبحسب إحصاءات فإن إسرائيل سحبت بطاقات الهوية من 14 ألف مقدسي منذ احتلال المدينة عام 1967.

وكان حرياً بالولايات المتحدة الأمريكية أن تضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها اليومية، التي لا تتناسب على أقل تقدير مع ادعائها بالذهاب لمفاوضات مباشرة أو غيرها، لا أن تمارس الضغط على الفلسطينيين للتفاوض مباشرة مع طرف لا يعير أدنى اكتراث لأي الجانبين الفلسطيني والأمريكي.

إن مثل هذه الممارسات ما هي إلا واحدة من عصي كثيرة تضعها إسرائيل في طريق عجلة المفاوضات المتعثرة أصلاً، فيجب الاتعاظ من التجارب التفاوضية السابقة مع الإسرائيليين والأخذ بعين الاعتبار هذه المؤشرات الدالة على سوء نواياهم، ومن ثم التوجه لطرح الموضوع على المستوى الدولي والقانوني من أجل اتخاذ إجراءات قانونية لحماية الفلسطينيين من هذه الانتهاكات الصارخة وغير المنقطعة، ومن ثم فإن على القيادة الفلسطينية توفير الدعم اللازم والكافي سواءً المادي أو المعنوي للمتضررين، من أجل دعم صمودهم وتعزيز وجودهم في المدينة المقدسة، قبل أن يصبح وجود أهلها فيها مجرد صفحات من التاريخ.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required