مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تكن حادثة منتجع كريزي وتر السياحي في حي الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة، الذي أقدم فجر أمس قرابة ال40 مسلحاً ملثماً على إحراقه بالبنزين وتدميره وإلحاق الضرر بمختلف مرافقه، هي الأولى من نوعها فالقطاع، بل أننا نذكر ما حدث في مخيمات الأنروا الصيفية التي تم إحراقها بنفس الطريقة تقريبا ، بعد أن قام المعتدون بتقييد أيدي وأرجل الحراس الـموجودون في الـمكان، وعصب أعينهم، وضربهم ضرباً مبرحاً، تماماً كما فعلوا مع حراس منتجع كريزي وتر.

وكما ذكرت صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة اليوم في هذا السياق، فقد حمل الـمهندس علاء الدين الأعرج الوزير السابق في حكومة الوحدة الوطنية العاشرة، والـمستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة الـمقال إسماعيل هنية، وأحد مالكي الـمنتجع، الحكومة الـمقالة الـمسؤولية الكاملة عن الحريق الكبير الذي نشب بالـمنتجع الـمغلق منذ 14 يوماً، أي منذ الخامس من الشهر الجاري، بقرار من النائب العام الـمستشار محمد عابد، قائلاً "من الـمفترض أن يكون الـمنتجع في حماية الأمن".

وقال: "إننا لا نتهم أية جهة بالوقوف خلف الحريق لكننا نحمل النائب العام وحكومة غزة الـمسؤولية لعدم توفيرهما الحماية الكافية للـمنتجع الذي أغلق بقرار من النائب العام منذ ذلك الوقت".

المنتجع الذي لم يمض على افتتاحه 3 أشهر فقط و تُقدر تكلفته الإجمالية بحوالي مليون و300 ألف دولار من قبل أربعة شركاء مستثمرين، كان هدفاً للمعتدين الذي تعمدوا إفساد وإتلاف أكبر قدر من الأثاث، فقاموا بتجميع عدد من الأثاث في مكان واحد وحرقه لضمان حرق الـمكان بالكامل.

بدوره، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية الـمقالة إيهاب الغصين أن التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات هذه الجريمة ومحاسبة الـمسؤولين عنها، لكن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في القطاع وعلى ما يبدو لن تكون الأخيرة طالما أن التحقيقات التي تعلن الحكومة المقالة عن فتحها عقب كل حادثة لا تسفر عن شيء ولا يتم الكشف عن المجرمين ولا محاسبتهم، والواضح من طريقة الاقتحام والحرق والتي استغرقت ساعات حتى الصباح دون أي محاولة توقيف تعد مؤشراً لأمرين هامين: الأول: دور الأجهزة الأمنية في توفير الأمن والآمان الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، فماذا تفعل الأجهزة الأمنية في كل مرة تُرتكب فيها مثل هذه الجرائم؟، فمثل هذا التحرك لعشرات الـمسلحين الطلقاء وبكل "أريحية" دون إثارة شبهات الجهات الأمنية والشرطية يثير تساؤلات كثيرة حول ماهية عمل شرطة الحكومة الـمقالة التي أدانت حرق الـمنتجع وقالت إنها توجهت على الفور إلى الـمكان وقامت بفتح تحقيق عاجل في الحادث من أجل الوصول إلى الجناة لتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم على هذا العمل.

ومن ثم لا يجب أن نُغفل دور المسؤولية الفردية لدى المواطنين، فإن كانت الأجهزة الأمنية لم تتوفر لديها المعلومات الكافية حول مكان وزمن الحادث، -رغم أن ذلك يعتبر من مسؤولياتها الاستقصائية-، إلا أن من واجب المواطنين تبليغ وإحاطة الجهات المسؤولة بمثل هذه الأعمال؟، والسؤال الذي يُطرح هنا هل كانت الجهات المسؤولة على علم بالحادث أثناء حدوثه ولم تحرك ساكناً، أم أنها لم تعلم إلا متأخراً؟، وبغض النظر عن الإجابة فهي تتحمل المسؤولية في كلتا الحالتين.

وقد أدرجت بعض المؤسسات الحقوقية كمركز الميزان لحقوق الإنسان ومؤسسة الحق مثل هذه الحوادث ضمن سلسلة حملة التضييق على عمل المطاعم والفنادق في قطاع غزة، تحت ذرائع غير مقنعة، حيث استعرضت المؤسستان عمليات الإغلاق التي طالت العديد من المقاهي والمطاعم في القطاع، إضافة إلى منع العديد من الأمسيات الثقافية التي كانت ستقام في بعض المطاعم بدعوى المنع من إقامة الحفلات والأمسيات المخالفة للقانون.

هذه التصرفات التي تستوجب الاستهجان والاستنكار، وملاحقة مقترفيها وتقديمهم للعدالة، هي مؤشر على الحالة المقلقة التي وصلنا لها، إذ لابد من وضح حد لظاهرة الفلتان الأمني وفوضي السلاح، التي تعرض حياة المواطنين للخطر، الذين وقعوا بين براثن الفلتان الأمني الذي تفرضه ثلة من المتشددين بقوة السلاح بحجة الدعوة إلى الفضيلة، بعد أن نصبوا أنفسهم قائمين عليها، دون رقيب أو حسيب.

على كل حال مازال الغموض يلف الأمور، وتكفينا الممارسات القمعية التي تمارسها كل من فتح وحماس تجاه بعضهما، وأننا مازلنا نعيش حالة انقسام بين الضفة وغزة، طغت على كثير من القضايا وهموم الناس التي تستوجب النظر فيها، كقصة مقتل الطفلين التوأمين في مستشفى الشفاء الأسبوع الماضي، وقضية أزمة الكهرباء، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر، فلا داعي لتقسيم ما تبقى من وطننا من جديد إلى دويلات تحكمها العصابات والعبثية والفلتان الأمني.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required