مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في ظل الحملة الشرسة التي تشنها حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة، على مدينة القدس من اعتداءات يومية وحملات تطهير عرقي ضد مواطنيها المقدسيين، وطرد وتهجير لهم، وهدم ومصادرة منازلهم وأراضيهم، وسباق مع الزمن من اجل فرض أمر واقع في المدينة، يجد المقدسيين مساحة مسروقة للتنفس والتعبير عن الجرح والفرح الإنساني ضمن مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب" والذي أطلقه معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى ولمدة ثلاثة أسابيع وستحتضن فيه الأمسيات الفلسطينية الموسيقى العربية والأغاني الطربية، لتشكل لوحة فنية ثقافية ستنطلق من قلب القدس المحتلة مروراً برام الله وبيت لحم ونابلس وأريحا وطوباس والخليل بمشاركة مجموعة كبيرة من الفرق المحلية الفلسطينية، وتستمر حتى 13 نوفمبر/ تشرين الثاني.

هذا المهرجان الذي يحاول منظموه جاهدين من خلال ما امتلكوه من مواهب فنية وقدرات إبداعية، فك الحصار الذي تشهده المدينة المقدسة، استطاع أن يترك بصمة فنية ساحرة انطلقت من ثنايا المدينة إلى مدن الضفة الأخرى عبر أثير الصوت الجميل ورنة العود الشرقية، لتكون قبلة لكل من انشغل عن المدينة وانغمس في شؤون الحياة عنها، ولتكون كما كانت دائماً ليست قبلة للمصلين والمؤمنين فحسب، بل أيضاً قبلة للفنانين والمتذوقين والمثقفين كما كانت دائماً.

في عامه الثاني جمع المهرجان مجموعة متميزة من الفرق الموسيقية والأصوات الجملية لفنانين متميزين منهم: الفنان الملتزم جميل السايح، الذي تفاعل معه الجمهور واستمتع بصوته وأدائه المميز، وكذلك سناء موسى في جديدها "إشراق"، وفرقة "مقامات القدس" التابعة للمعهد والمؤلفة من 12 عازفاً وعازفة من طلبة المعهد المتقدمين بقيادة الأستاذ وفا الزغل وعزفت الفرقة الموسيقية العديد من المقطوعات الموسيقية العربية من ألحان رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب والرحبانية، وكذلك فرقة تراث، وفرقة بيت لحم، وفرقة يلالان وغيرهم الكثير.

وقد عكست اللوحات الفنية بكلمات الأغاني الطربية الكثير من هموم المواطن الفلسطيني والمقدسي، وعبرت بشكل مباشر عن الهوية الوطنية والثقافية والتراثية للمدينة التي مازالت تحاول الحفاظ على هويتها وعراقتها الأصيلة رغم ما تعانيه من محاولات جادة لتهويدها وطمس هويتها العربية والفلسطينية وعزلها عن ما يحيطها.

وللأسف كحال الكثيرين من أهل الضفة، لم نستطع بسبب الحواجز التي تمنع دخول الضفيين للقدس أن نعيش أجواء المهرجان برونقها الخاص ومذاقها المقدسي في المدينة، ولا نستطيع أن نقول عنها إلا ما تناقلته وسائل الإعلام أو ما نقله لنا من حضروا المهرجان في المدينة والذين أكدوا أن سحر القدس وجمالها أضفى جمالية خاصة للموسيقى وأصوات الفنانين، الذين ترجموا حبهم وارتباطهم بالمدينة عبر أدائهم وموسيقاهم التي شكلت مع الجمهور المتفاعل مع الأغاني العربية الأصيلة لوحة فنية حية.

إلا أن امتداد المهرجان أيضا ًعبر مدن الضفة الغربية كرام الله ونابلس وأريحا وطوباس والخليل شكل تواصلا ً مع هذا الحدث، وخلق جسراً امتد بين الفلسطينيين من فوق حواجز ومعابر الاحتلال، ورغما ًعنه.

هذا المهرجان هو وسيلة من وسائل الصمود والبقاء وإثبات الوجود في مدينة القدس، في وجه كل المحاولات الإسرائيلية الرامية لطمس هويتها العربية الأصيلة وتهوديها، وإلغاء ثقافتها وعزلها وعزل أهلها عن باقي المدن الفلسطينية، وهو لا يقل أبدا ً عن الاعتصام في الشيخ جراح أو في المسجد الأقصى، بل هو لون من ألوان إثبات حقنا التاريخي والعربي في المدينة، فلا بد من تشجيعه وتقديره والمشاركة فيه ليستمر عاما ً تلو الآخر، وعلى أعلى المستويات.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required