مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد أكثر من أسبوع على تسريبات إعلامية تحدثت عن صفقة أسلحة متطورة عرضتها أمريكا مقابل تجميد إسرائيلي استيطاني لا يتجاوز 3 أشهر، ما زالت أميركا -بجلالة قدرها الذي بدأ يخف بعد تسريبات موقع ويكيليكس- تنتظر أن يدير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو محرك قطار المفاوضات المركون في إحدى زوايا "المحطة" الإسرائيلية.

آخر دخان أطلقه سائق القطار في وجوه الجميع هو مصادقة حكومته اليمينية على بناء 625 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بسغات زئيف شرق القدس.

ولا يتوقع من أميركا -المشغولة الحالية بطمأنة حلفائها بعد ما تسرب من ويكيليكس- الرد على هذا الخبر بأكثر من بضع كلمات من شعور بخيبة الأمل أو الاستياء. كيف لا؟ وهي التي ستدفع ثمن وقود القطار على شكل طائرات من أحدث الطراز.

وحسبما تردد فإن أميركا "ربما" تكون اليوم على موعد مع الرد الإسرائيلي على عرضها المغري، و"ربما" يستلم الرئيس عباس-حسب قوله- ردا ً أميركيا اليوم.

لكن المشكلة أن قطار التفاوض الذي كتب عليه "صنع في مدريد عام 1991" بدأ يهرم بعد 19 عاما، لا سيما بعد ما استطاع الساسة الإسرائيليون بتكتيكاتهم السياسية أن يحملوا مفاتيحه. فغالبا ما ينجح الإسرائيليون في جعل الفلسطينيين في منظر الرافضين للسلام وغير الساعين إليه.

وهذا ما يذكرنا بما كان رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت يقوله للرئيس عباس كلما وضعه الأخير في خانة محرجة: "عذرا سيد عباس، أتتحدث أيضا بالنيابة عن غزة؟"

إذا ً، فالإشارة إلى انقسامنا الداخلي، وقلة الأوراق التي يمكننا إغراء إسرائيل بها لا يضعان الفلسطينيين في موقف تفاوضي قوي. وإزاء ذلك تبدو القيادة الفلسطينية في وضع وصفه المثل الشعبي بالقول "اجت غنت راحت غنت"، فإن قبل الإسرائيليون الصفقة فسيتجه الفلسطينيون إلى ثلاثة أشهر من المفاوضات التي يتوقع أن تحوّلها حكومة ائتلاف يمينية إلى لعب على الوقت ومماطلة فيه.

وإن لم تفلح المحاولات الأمريكية بإقناع الإسرائيليين بوقف الاستيطان، أعلن عباس بأن باب التسوية السياسية سيغلق ليدق الفلسطينيون أبوابا أخرى ما زالت قيد الدراسة والبحث.

الخلاصة: سيحمل اليومان القادمان خيارين أحلاهما مر؛ إما الإبقاء على القطار التفاوضي ومحاولة السير به إلى بر آمن، أو إلقاؤه بعيدا بعد ما يقارب عقدين من محاولة الوصول إلى المحطة الأخيرة.

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required