مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

هذه السنة، أضأتُ شجرتي الخاصة بعيد الميلاد لأول مرة. اشتريت الزينة والأضواء والشجرة لأحتفل بالميلاد في بيتي الصغير الجديد. اخترت الذهبي والأحمر ليزيناها وبدأت التحضير. وبعد 3 ساعات من التخطيط والتركيب والتزيين، بدا منظر الشجرة رائعا.

لكن ورغم استماعي لأغاني فيروز الخاصة بهذا الموسم، لم أنجح في الإحساس بروح الميلاد رغم محاولاتي لاستقباله. قلت ربما لجذوري المسيحية الأرثوذكسية أثر في ذلك، قد أشعر بفرحة العيد عندما يقترب عيد الميلاد الشرقي وطقوسه! لكن الأمر كان أكبر من ذلك.

فمنذ صغري، وفترة عطلة الأعياد الممتدة من 20/12 إلى 10/1 تعني لي الكثير، من شجرة العيد والملابس، إلى سانتا كلوز إلى أغاني الميلاد في ساحة المهد، وتحضيرات العيد، وصلاة منتصف الليل. لم أفكر يوما بالاحتفال بعيد في الميلاد إلا في مدينتي بيت لحم، ولم تغرِني المدن الغربية البراقة والمكسوة ببياض الثلج الموحي بجو الميلاد للذهاب إليها، رمزية المدينة التي احتضنت ولادة يسوع المسيح كانت مصدر فرحي بميلاد بيت لحم وحُبّي لاحتفالاته.

لم يكن العيد مسيحيا أو إيمانيا فقط، فوالدي الذي لم يكن من زوار الكنيسة المعتادين كان يصطحبني لحضور قداس منتصف الليل في كنيسة المهد والصلاة هناك، ربما لم يكن هو يصلي، لا أعلم، فلم أكن أسأله. من جهتي، كنت أصلّي في كل ميلاد، أطلب الكثير، وبشغف كبير أدعو للسلام.

لكن بعد ما يقارب عشرين عاما من صلواتي، أشعر بأن مهد المسيح والبلاد المقدسة هي اليوم أبعد من أي سلام. أقلها في ذلك الوقت لم تكن المدينة محاصرة بجدار قبيح مؤلم، ولا باستيطان متزايد ولا بأمل يتضاءل.

سأذهب غدا، صبيحة الميلاد، إلى بيت جدتي، مهنّئة العائلة بالعيد. عيد لم أفلح حتى اللحظة، في استحضار روحه الجميلة، وأعرف أن أبي وهو المتفائل دوما، سيحتفل وأمي بالعيد لأنه "واجب"، أحس بأنهما يقولان: "ما دام كل شيء مغلق أمامنا، ليش ما نلعب بيت بيوت؟" أدرك أنهما أيضاً يحتفلان بالعيد مجاملة وأملا بالخروج من جو بيت لحم الحزين.

وسأعتكف عن التمني هذا العام، فأصبحت أعلم أن بابا نويل غير موجود، وحده في صغري كان قادرا على صنع المفاجآت السعيدة. أعرف أنني لن استيقظ صبيحة العيد دون جدار الفصل ولا دون حواجز ولا دون احتلال حتى لو تمنيت كل النهار والليل.

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required