مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

إنصاف الحركة العمالية، وتحسين أوضاعها، وتوفير فرص عمل لائقة، وتكريس وتحقيق العدالة الاجتماعية للعمال، هي أهم المطالب التي رفعها العاملون وذلك خلال مسيرة برام الله، نظمت استجابة لدعوة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، لمناسبة "يوم العمال العالمي" الذي صادف أمس الأحد.

وعندما نتحدث عن العمال فالمعروف أننا نقصد بذلك العامل والمهندس والمعلم وغيرهم، وفي كل عام في الأول من أيار نجدد المناداة بحقوق العاملين وإنصافهم وتحقيق مطالبهم العادلة التي كانت سبباً في تخصيص هذا اليوم لهم في بادئ الأمر.

العمال الذين كانوا دوماً في الصفوف الأولى للنضال الوطني الفلسطيني في فلسطين والخارج، وسواء على ساحة الحراك الشعبي الوطني، أو حتى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي حيث أشار الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فراونة إلى أن 60% من الأسرى هم عمال، يعانون اليوم أشد من ذي قبل، نظراً للظروف المعيشية الصعبة في ظل ما يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من تضييق على المواطنين ومن تعطيل واعتداءات وغيره، فحتى أيام قليلة أطلقت قوات الاحتلال الكلاب البوليسية على المواطن حاتم عبد الرزاق التلاحمة (42) عاماً أثناء توجهه إلى مكان عمله بالداخل الفلسطيني، قرب الجدار الفاصل في منطقة الرماضين جنوب الخليل، ما أدى لإصابته بجروح ونزيف في يده وأنحاء جسمه، ولم تكتف بذلك فحسب بل رفضت إسعافه، وهذه صورة واحدة من صور المعاناة التي يعيشها العمال الفلسطينيون الذين أجبرهم الفقر والعوز للعمل في المناطق الإسرائيلية، في ظروف أفضل ما يمكن أن توصف به، أنها لا تطاق ولا تحتمل، ولا يوجد من يحميهم أو يضمن حقوقهم، أو حتى يوفر لهم بدائل فلسطينية للعمل.

ناهيك عن حالة الغلاء المعيشي التي ألقت بمدها علينا دون جزر حتى الآن، والتي لا يرافقها أي مواءمة للدخل، فأسعار أبسط المواد الاستهلاكية في ارتفاع دائم، ويُضاف إليها ارتفاع أسعار المحروقات والتي ندرك ارتفاعها لظروف إقليمية استثنائية كالثورات العربية في المنطقة، -وكأن المواطنين أو العمال هم من يدفعون ثمن وقود الطائرات التي تقصف الليبيين-، الأمر الذي يتطلب رقابة حقيقية على الأسواق والأسعار، وضرورة متابعة أسعار الوقود والكهرباء، والمياه، وغيرها.

وإذا ما أردنا المضي قدماً نحو مجتمع صالح من الداخل، وجاهز لإقامة الدولة ومواجهة الاحتلال، فلا بد من تحقيق العدالة الاجتماعية وإنجاز الديمقراطية لفئات المجتمع كافة، لذا من واجب الحكومة الإنصات لمطالب هذه الفئة المهمة من الشعب وتلبيتها، والعمل بشكل جاد لتحقيقها فهي أقل ما يمكن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، وضمان الحد الأدنى من الحقوق التي تضمن لهم حياة كريمة أو لعائلاتهم وأبنائهم من بعدهم، فكم من مرة شهدنا حالات لسقوط عاملين أو تضررهم في مواقع العمل، دون تطبيق لقوانين السلامة المهنية، وغيرها من القوانين التي تضمن لهم حقوقهم كقانون الصحة، وقانون للضمان الاجتماعي، وإقرار الحد الأدنى للأجور، وهي المطالب التي نادت بها الحركة العمالية.

وفي يوم العمال لا يمكننا تجاهل أرقام البطالة التي وصلت هذا العام حسب البيان الصادر عن جمعيات حماية المستهلك، والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين والتي وصلت إلى 35%، ونسبة الفقر التي وصلت إلى 26%، أما إذا ما نظرنا للوضع في غزة فهو أسوء حالاً دون شك فحسب منظمة العمل الدولية فقد بلغت نسبة المتعطلين عن العمل في قطاع غزة 44,8%، أي ما يقارب 200 ألف عامل.

وإذا ما وقفنا عند هذه الأرقام والمؤشرات، ولم نحرك ساكناً بشأنها فإنها ستأخذ منحى خطير جداً، بحيث ستتفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة وسيصبح الفقر أشد فقراً، وهذا كله لن يقود مجتمعنا الفلسطيني إلا إلى التهلكة المجتمعية قبل الاقتصادية، وهذا آخر ما نريده ونحن نسعى لإعلان الدولة ومواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية المستمرة، لذا فالسبيل الوحيد هو إحقاق الديمقراطية والعدالة والحقوق العمالية والمهنية وصون الحريات العامة، وضمان الحد الأدنى من كفاف العيش، والحياة الحرة الكريمة للجميع وعلى رأسهم الفقراء والعمال.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required