مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كان خبر استشهاد 20 من الذين تظاهروا على حدود الجولان السوري أمام جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في ذكرى النكسة التي جاءت أول أمس، موازياً في ألمه وفجاعته لخبر مقتل إحدى عشر فلسطينياً وجرح أكثر من 43 آخرين، من بين الآلاف الذين خرجوا لتشييع شهداء الجولان برصاص عناصر القيادة العامة بمخيم اليرموك، أي بأيد فلسطينية أصيلة، لم تفكر مرتين قبل أن ترمي رصاصها وبدم بارد في صدور أبناء جلدتها.

ما دعا ببقية المشيعين، الذين قدر عددهم بالمائة ألف، لحرق مقر الجبهة الشعبية- القيادة العامة، بعد أن هتفوا ضد أمينها العام والأول والحالي أحمد جبريل، ورؤساء مكاتب سياسية، واتهموا قيادة الجبهة الشعبية- القيادة العامة بإرسال أبنائهم للجولان، بينما يبقى القادة السياسيون في مكاتبهم.

الشهداء العشرون الذين سقطوا هناك على حدود الجولان المحتل هم أول الحكاية، عندما قرر القادة العسكريون والأمنيون الإسرائيليون، وضع حد لهؤلاء الحالمين بالعودة إلى الوطن المسلوب، وتلقينهم درساً عن النسيان، النسيان الذي راهنوا عليه في التهام حق العودة من عقول أولائك الذين ولدوا في المنفى بلا وطن، عملاً بما قاله مؤسسو دولتهم الغاصبة: "الكبار يموتون والصغار ينسون"، لكنهم ما نسوا أبداً وما بدلوا تبديلا، وعادوا مشبعين بروح الربيع العربي من بين الأسلاك الشائكة والحقول الملغمة، ليقفوا على حدوده ويروه في الأفق ويشتموا هواه.

القيادة الإسرائيلية التي تتحدث بلا خجل عن طوق الشعوب العربية للحرية والعدالة، وعن استبداد الأنظمة العربية ودعمها للثورات في وجه هذه الأنظمة، فيما هي في واقع الأمر تخشى أن يطولها من قلاقل المنطقة نصيب، فلم تتوانى عن القتل والترويع لكبح جماح أياً من تسول له نفسه العبث مع هذا النظام الذي لا يرحم.

هذا واقع العدو الإسرائيلي الذي لما يغير من طبيعته اللا إنسانية ولا ما عتاد عليه من ظلم وفتك واستهتار بدماء الأبرياء الذي يتعمد قتلهم، فأرجع عشرون مضرجين بدمائهم إلى مخيم اليرموك الفلسطيني الذي فيه أكتمل ما بدأه جنود الاحتلال على حدود الجولان المحتل، فكانت ذكرى النكسة نكستين؟ فما الذي أصابنا؟ وهل امتد جنون المجازر إلى المخيمات الفلسطينية، حتى يقتل الفلسطيني أخاه الفلسطيني في عزاء شقيقهم الثالث، الذي قُتل برصاص العدو الإسرائيلي المنتصر الوحيد في سلسلة القتل هذه، بل عار علينا ..ما فعلنا عظيمُ.

إن ما حدث ومهما كانت المبررات والحيثيات لا يمكن أن يقبل ولا بأي شكل من الأشكال، ولابد من فتح تحقيق ينتهي بتقديم الجناة للمحاكمة بتهمة القتل الجماعي لمشيعين عزل، فما لهذه التنظيمات والقيادات إن كانت ستصطف إلى جانب أعدائنا في قتلنا وقتل أبنائنا وبناتنا وترويعهم؟ وما لها إن كانت تستهتر بدمائنا ونضالنا وصمودنا في مخيمات الشتات؟، وما لها إن كانت هي لا تحرك ساكناً لمواجهة الاحتلال ورفع الظلم عن المظلومين وقضاء حوائجهم في الغربة؟، وما لهذه التنظيمات إن اقتصرت مهامها على التنظير، والتأويل في دفاعها عن الوطن، فيما تُوجه رشاشاتها نحو صدور أبنائنا الفلسطينيين؟، فأي مصاب بعد هذا يفعلون، تبت أياديهم أنى يؤفكون!

إن ما حدث يسيء لقضيتنا العادلة ويفتتها ويضيعها، ويسيء لسمعة الفلسطينيين في كل مكان، بل ويخذلهم بعد أن قدموا الغالي والنفيس للعتق من الاحتلال، فلابد من رفع الظلم عن المظلومين، حتى لا تضيع دماء شهدائنا التي أزكت سبيل العودة لفلسطين وسالت في مخيمات الشتات التي ما فتأت تحلم بالعودة إلى تراب الوطن..كل الوطن.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required