مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يضرب الامريكيون حالياً على الوتر الحساس للقيادة الفلسطينية. فقد أوردت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ما أسمته "بالتقارير غير المعلنة" يوم السبت الماضي تفيد بأن الكونغرس الأمريكي أوقف إرسال المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية والمقدرة ب 200 مليون دولار في محاولة للرد على طلب القيادة الفلسطينية لنيل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين. فالإدارة الأمريكية تدرك ما هي نقطة الضعف التي يعاني منها الشعب الفلسطيني والتي تتمثل في اقتصاده واعتماده بشكل كبير جداً على المؤسسات الاجنية والدعم الخارجي. وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع طويلة من المعارك التي خاضتها القيادة الفلسطينية في أروقة مقارها في مواجهة الضغط الدولي والأمريكي خاصة، لثني الفلسطينيين عن المضي بهدفهم، حيث كانت المساعدات المالية من أبرز الأوراق التي استخدمتها أمريكا ضد القيادة الفلسطينية وباتت تهدد الفلسطينيين بإمكانية قطعها نهائياً ما لم يتراجعوا عن الذهاب للأمم المتحدة.

ولكن أصرت القيادة الفلسطينية الممثلة بالرئيس محمود عباس على التقدم بطلب العضوية والاعتراف الدولي بدولة فلسطين، الأمر الذي لم يُسعد أمريكا وحليفتها إسرائيل. فأصبحت كلتاهما تستخدم أسلحتها ضد الشعب الفلسطيني كنوع من "العقاب الجماعي" والتي من أبرزها في هذه الأيام هو قطع المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية. هذه الخطوة خيبت آمال الفلسطينيين الذين كانوا يرون في أمريكا الداعم الأكبر لعملية السلام، فكيف يعقل أن تصبح هذه الجهة المحايدة آداة للضغط على الفلسطينيين من أجل مصلحة إسرائيل؟ فإيقاف المساعدات المالية الامريكية، والتي تمول أكبر القطاعات الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، يعيد للفلسطينيين ذكرى تلك الأيام التي قُطعت فيها الرواتب وارتفعت الاسعار وتدهورت الحالة الاقتصادية للشعب الفلسطيني، بسبب الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية التي عاش خلالها الفلسطينيون أسوء أيام. وبالتالي، قطع المساعدات ينذر بأزمة مالية مماثلة في حال توانت الدول العربية عن إرسال مساعداتها المالية، أو عدم عدول أمريكا عن قرارها.

إن المساعدات الأمريكية للشعب الفلسطيني، والمعروفة ب "USAID" تمول العديد من المؤسسات الأهلية الموجودة في الأراضي الفلسطينية، وأيضاً العديد من مشاريع البنى التحتية، والقطاعات الصحية والزراعية، وبالإضافة للمساعدات التي تستهدف المؤسسات الحكومية الفلسطينية. وبطبيعة الحال، فإن الاعتماد شبه الكامل على المساعدات الأجنية قد أضعف حركة نمو الاقتصاد الوطني الفلسطيني، بل وقد شلّ مشروع التنمية الفلسطيني – الفلسطيني. فالمجتمع الفلسطيني يفتقر لتلك المشاريع الوطنية التي بامكانها ان تتكفل في رفعة مستوى الاقتصاد الفلسطيني المحلي، بما يغنيه عن الحاجة للتمويل الغربي.

يصب هذا القرار الأمريكي في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، وخصوصاً أن أغلبية نواب الكونغرس الأمريكي هم من الجمهوريين والذين يمكن إعتبارهم من أكبر الداعمين لإسرائيل. وحتى وإن سعى الرئيس الأمريكي أوباما بنفسه لإلغاء هذا القرار، فإنه أيضاً لا يرغب بأن يضع نفسه في مواجهة وصراع مع الحزب الجمهوري المنافس لحزبه الديمقراطي. وبالتالي، ها هنا خطوة أمريكية أخرى ترمي بالمصلحة الفلسطينية للمجهول، من أجل أن تتمسك بإسرائيل حليفة لها. ومع أن المحللين السياسيين يقولون إن "عزلة إسرائيل" تزداد بين الدول، فإن أمريكا ماضية في سياستها المناصرة لإسرائيل، هذه السياسة التي اختلفت أساليبها على مر الزمن ولكن مضمونها واحد. فمتى ستسلك أمريكا طريق السلام حقاً؟ ومتى ستضع حرية الشعب الفلسطيني من أولوياتها؟ فبصفة الولايات المتحدة الأمريكية راعية لعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، يتوقع الشعب الفلسطيني منها أن تسانده في خطوته نحو الحصول على حقه المسلوب منذ سنين وهو الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، ولا أن تسحب يدها من أهم مكون للدولة الفلسطينية أي القطاع الاقتصادي. إن القرار الأمريكي شكل صدمة كبيرة للفلسطينيين الحالمين بدولة، وعزز الوجود الإسرائيلي الذي يطغى على كل المنطقة – فلسطين وإسرائيل.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required