مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بالأمس كان يوماً من الأيام التي تمر في العمر مروراً عابراً، كان يوماً من الأيام التي يسارع فيها الفلسطينيون لسرقة لحظات الفرح والسعادة سرقة قبل أن تفر هاربة، كان يوماً للحرية ويوماً لفلسطين كان يوم الكرامة...ويوماً من الأيام التي اشتقنا لها وكنا قاب قوسين أو أدنى من نسيانها، فطعم علقم الظلم مازال عالقاً في أذهان الفلسطينيين، ومرارة أيام الاحتلال وعدوانه المستمر بالكاد تمحوها حلاوة وعذوبة يوم واحد.

فبالأمس استقبل الفلسطينيون أسراهم البواسل وأسيراتهم الحرائر، وكحل الشعب الفلسطيني عينيه برؤية ٤٧٧ من الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ليتحول الحلم إلى حقيقة بعد طول انتظار، بعد ما جفت الدموع في المآقي، لكنها عادت لتجد طريقها لعيون كل الفلسطيني بالأمس دموع الفرحة التي رقصت في عيون ذوي الأسرى بل وفي عيون كل إنسان فكر لثواني بحجم ما عانوه وبحجم المآسي التي عاشوها وعاشها أهلهم طيلة سنوات البعد والأسر.

لكن الفرحة وإن كانت عامرة فهي ما تزال منقوصة، فمازال الآلاف من الأسرى الأبطال يقبعون في السجون الإسرائيلية ومازال أهلهم ينتظرون يوم تحريرهم، ويوم لقائهم وكثير منهم في أوضاع صحية وظروف نفسية صعبة، ومازال القادة الفلسطينيون في سجون الظلم والاستبداد وعلى رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وغيرهم الكثيرين، والذين طالهم التعنت الإسرائيلي فتغلبت الرغبة الفلسطينية بالإفراج عن أكبر عدد من ممكن من الأسرى ذوي الأحكام العالية، وعن الأسيرات في أقرب وقت ممكن، وأما الباقي فعليهم الانتظار، وإن غداً لناظرة قريب.

فمشاهد الاحتفال الفلسطينية والفرحة العامرة التي غمرت كافة أبناء الشعب الفلسطيني لا تنسينا أبداً ما تبقى لنا من أسرى في سجون القهر، ولم ولن تنسينا الإحساس بهم والتضامن معهم في مطالبهم في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها لمواجهة الظلم وتعنت الجلاد الإسرائيلي، بل إن مشاهد الاحتفال ما هي إلا دفعة لهم ورفعة لمعنوياتهم فهي رسالة أننا لن ننساهم ولن ننفك حتى نغلق الأبواب خلف آخر أسير فلسطيني، ولن نغلب عن طرق كل السبل للوصول إلى الحرية.

بل إن مشاهد الاحتفالات والاستقبال الفلسطيني الرسمي والشعبي للأسرى والأسيرات بالأمس كانت صورة تجلت فيها الوحدة الوطنية، حيث نقلت الصور من رام الله بالتوازي مع غزة، فكانت فرحة واحدة بكل أطياف العلم الفلسطيني، لتؤكد وتؤكد على ضرورة المضي في طريق المصالحة وإنهاء الانقسام والتي خطت القيادة الفلسطينية خطواتهم نحوها.

إنه يوم الحرية..يوم الحياة..ويوم فلسطين، الذي ارتسم بقبلات الأبناء لأبنائهم وتقبيل جباه الأمهات، وأحضان الأخوة والأخوات والزوجات، وزغاريد العمات، يوم يفتح صفحة جديدة في حياة الفلسطينيين وفي بحثهم وإصرارهم للانعتاق من طوق الظلم والاستبداد، وبهذا اليوم فُتحت أبواب السجن نحو الحرية، وسُتفتح مجدداً كما بشر بذلك الرئيس محمود أبو مازن الذي أشار إلى أنه لا يُخفي سراً بالتأكيد على أن الأيام القادمة تحمل اتفاقاً جديداً مع الجانب الإسرائيلي يقضي بالإفراج عن مزيد من الأسرى، فنعم لهذه الخطوة ونعم لإنهاء ملف الأسرى الذين لا بد أن يقفوا على سلم أوليات القيادة الفلسطينية.

بقي أن نقول أن للإعلام دور مهم كبير في نقل هذا الحدث، ولابد من سياسة إعلامية وخطاب إعلامي يقابل الخطاب الإسرائيلي الذي ظل يشير إلى أسرانا بأنهم "إرهابيون وقتلى وعليهم أن لا يعودوا إلى تخربيهم"، في المقابل لابد من التأكيد الفلسطيني على أن أسرانا هم مناضلون رفضوا الاحتلال والظلم ودفعوا حياتهم ثمناً من أجل الحرية، وأن الجندي الإسرائيلي جلعاد الشاليط الذي سُلم مقابل 1027 أسير وأسرة، خُطف من على متن دبابة ولم يكن في رحلة استجمامية إلى غزة.

هنيئاً لكل الأحرار..والعُقبى لمن ينتظر.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required