مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تناولت صحيفة الاندبندينت البريطانية مؤخراً موضوع التوسع الإسرائيلي اليهودي في القدس مقابل تضاؤل الوجود العربي الفلسطيني في المدينة المقدسة. وعزت المقالة ذلك إلى التوسع الإسرائيلي في الاستيطان المنظم وخطط الحكومة الإسرائيلية الخاصة بالسكن والبناء لتعزيز الوجود الإسرائيلي في القدس، فيما ضربت مثالاً على ذلك بقرية بيت صفافا التي تعتبر من أكثر الأحياء العربية المهددة بالاختفاء نظراً لتزايد الوجود اليهودي فيها.

هذا الموضوع ليس بالجديد، فمنذ احتلال مدينة القدس عام 1967، انتهجت إسرائيل وسائل عدة للسيطرة على المدينة العربية، وبالتالي جرّدت عشرات آلاف الفلسطينيين من حقهم بعاصمة فلسطين.

ولعل سياسة الحكومة الإسرائيلية في الاستيطان المخطط في القدس من أصعب التحديات التي تواجه الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص، والذي أسفر عنه هذا التراجع في نسبة السكان العرب في المدينة. حيث تعمل إسرائيل حالياً على نهج محدد يقتضي زيادة عدد الأحياء اليهودية في القدس لاستيعاب أعداد أكبر من السكان اليهود، مقابل الاكتظاظ السكاني في الأحياء العربية والعمل على تقليص أعدادها. فالخطط الإسرائيلية تتجاهل النمو السكاني العربي والتوزيع العادل للأراضي لغرض البناء والسكن. كل هذا إلى جانب ممارساته السلطات الإسرائيلية اليومية والممنهجة في عدم السماح للمقسيين بالبناء في المدينة عن طريق وضع العقبات أمام حصولهم على تراخيص للبناء وتكلفتها من جهة، وارتفاع الإيجارات الشهرية للشقق والمساكن حتى البسيطة منها من جهة أخرى.

إلى جانب أزمة السكن هذه، تستمر إسرائيل في وضع التحديات أمام المواطن المقدسي لتصعّب عليه حياته كضريبة الأرنونة، والاحتكاك الدائم والحذر بين الفلسطينيين واليهود في المدينة، والذي قد يتطور إلى عراك بين الطرفين نظراً لحساسية القضية، بالإضافة لعدة معوقات تفرضها بلدية القدس تحديداً على المواطنين العرب، الأمر الذي يحرمهم في بعض الأحيان من ممارسة طقوس وعادات تدخل البهجة على حياتهم ولو لفترات قصيرة، كمنع فرق شعبية من إقامة احتفالات غنائية قصيرة في أواخر أيام شهر رمضان هذا العام على سبيل المثال لا الحصر.

وكما نقلت الصحيفة والمصادر الإخبارية المحلية والعالمية سابقاً هذا الأسبوع، فإن بلدية القدس أعدت مخططاً لبناء 60718 وحدة استيطانية جديدة على أرض مدينة القدس خلال أل 20 سنة القادمة. وذكرت تقارير أخرى عن أن الوجود العربي في القدس سيتضاءل مقابل زيادة ملحوظة وسريعة في الوجود السكاني اليهودي ليصل إلى 80% من نسبة سكان المدينة. وبالتالي فإن حكومة نتنياهو لا تنفك عن إصدار التقارير والمخططات السكنية لبناء مستوطنات جديدة وتوسيع مستوطنات قديمة، والذي يؤدي بالطبع لتآكل الأراضي العربية واستيلاء إسرائيل عليها. وقد يكون هذا المخطط والعديد مما سبقه وسيلة تتخذها إسرائيل لمعاقبة الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على وجوده على هذه الأرض بشكل عام، والخطوات التي يسلكها الشعب وقيادته للدفاع عن حقهم في الأرض بشكل خاص، كالذهاب للأمم المتحدة في أيلول والحصول على اعتراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة – اليونيسكو بدولة فلسطين.

حيث جاء اعتراف اليونيسكو بدولة فلسطين كتأكيد على الحق العربي الفلسطيني في القدس وباقي مدن دولة فلسطين، واعتبارها من التراث العالمي الواجب حمايته والحفاظ عليه. ومن الطبيعي أن تدرك إسرائيل خطورة هذا الاعتراف على تقدم خططها في تهويد المدينة، خاصة أنه يشكل خطوة أولى على طريق الاعتراف بدولة فلسطين فبعد 23 عاماً على إعلان الاستقلال الذي تصاف ذكراه غداً الثلاثاء 15/11، بات موضوع الدولة على الأبواب.

ورغم أن عزلة إسرائيل تزداد يوماً بعد يوم بين دول العالم نتيجة لسياسة حكومة نتياهو المتطرفة والتي أفقدته حتى أقرب حلفائه فيما بقي البعض الآخر مضطراً للتعامل معه بما تقتضيه المصلحة، لكنها ما زالت تتخبط في محاولة لكسر القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، وإثبات عدم اكتراثها بما يقوله لها العالم أجمع. ورغم أن مؤسسة اليونيسكو ليست مؤسسة سياسية إلا أن اعترافها بدولة فلسطين له أبعاد سياسية هامة جداً، ويمكن اعتباره خطوة أولى على طريق الاعتراف الدولي بفلسطين. لذا فالفلسطينيون لن يتوقفوا عن الاحتفال بيوم ‘لان الاستقلال لحين أن يتم الاستقلال الحقيقي والاعتراف الدولي بالدولة الأحق بالوجود.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required