مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

التهديدات الإسرائيلية المتتالية لإعادة اجتياح قطاع غزة على غرار اجتياح الضفة الغربية عام 2002 عادت لتظهر من جديد. ففي خبر نشر أمس عن الجنرال الإسرائيلي، يؤاف غالنت، قال إن الجيش الإسرائيلي سيضطر لاجتياح غزة بالجرافات الضخمة، وأضاف: "إن عملية الصور الواقي التي نفذها الجيش الإسرائيلي قبل عقد من الزمن أدت إلى هبوط مستوى الإرهاب إلى صفر، وفي قطاع غزة لم يتم قص العشب فنبتت أشواك، ويجب أن ندخل إلى هناك بالبلدوزرات". وكأنه لا يكفي قطاع غزة ما به من علل ومآسي، لتظهر تهديدات باجتياحه من جديد. فإلى متى ستبقى غزة الحلقة الأضعف؟، قطاع غزة القريب البعيد أكثر المناطق تضرراً ومعاناةً جراء الاحتلال الإسرائيلي.

لا تقف أسباب مشاكل قطاع غزة على الجانب الاحتلالي الإسرائيلي، بل يعد العامل الفلسطيني وأزمة الانقسام الداخلي من المسببات الكبرى لعدم استقرار الأوضاع في غزة. فالانقسام ا جعل حركة حماس في غزة وفتح في الضفة الغربية؛ وزاد من هموم قطاع غزة تحديداً. فأصبحت غزة الهدف المتكرر لدبابات الاحتلال وطائراته الحربية. ومن جهة أخرى، زاد هذا الانقسام من عزلة قطاع غزة وبذلك تعطشه الدائم لمصالحة أكبر حزبين فلسطينيين. وبالرغم من المحاولات الجادة من قبل الطرفين للمضي في ملف المصالحة، واجتماعهما سابقاً في القاهرة لمناقشة تنفيذ بنود اتفاقية المصالحة وانتخابات أيار القادم؛ فالمواطن الفلسطيني أصبح يشعر بالإحباط وفقدان الأمل من أي خطوة يقدم عليها الطرفان المتصارعان على السلطة. هذا المواطن الذي ضاق ذرعاً بنزاع ممثليه وعدم اكتراثهما بمصلحته، والتي يجب أن تكون دافعهما الأكبر للمصالحة، هو الذي انطلق في آذار الماضي من غزة والضفة لدعوة حماس وفتح لإنهاء الانقسام فعلياً. ولكن ما يحدث على الساحة الفلسطينية الآن هو إدارة ملف المصالحة مع وقف التنفيذ في بنودها، ربما لإشعار آخر.

وقد يعتقد الطرفان أن القيام بالانتخابات وتحديد موعدها هو الذي سيوصل الطرفين للمصالحة النهائية. فهما يجدانها وسيلة ليريا المواطن الفلسطيني أنهما يسعيا لإتهاء الانقسام والتفكك الداخلي الذي أضعف من لحمة المجتمع الفلسطيني وجعله عرضة لصفعات المجتمع الدولي وهجمات إسرائيل وأمريكا المتكررة. وفي هذا الموضوع، تطرح الأسئلة نفسها عن جاهزية فتح وحماس لخوض الانتخابات. وأيضاً عن نيتهما الفعلية وراء جعل عنوان الانتخابات القادمة هو إنهاء الصراع الفلسطيني الداخلي.

فيتساءل المواطن والكاتب والصحفي والمحلل عن الهدف من الانتخابات بدون التنفيذ الفعلي لبنود ملف المصالحة، أهي خطوة يسعى كل حزب من خلالها لإشباع مصالحهما في نيل السلطة وإغراق المواطن في فكرة إنهاء الانقسام أو طريقة لجمع فتات الشعب الفلسطيني الذي تشتت بين حزبيه خلال الخمس سنوات السابقة؟ ومن هنا وهناك، يبقى الأثر الأكبر واقعاً على قطاع غزة جراء هذا الانقسام. فمشكلة الكهرباء وانقطاع أبسط الخدمات الحياتية ما زالت موجودة في ظل التقاعص الحكومي عن حلّها. وما زال جزء كبير جداّ من قطاع غزة يعيش في دمار الحرب السابقة في ظل التباطؤ في عملية إعادة إعمار القطاع من جهة، وعدم توفر المواد الخام الأساسية من جهة أخرى. وما زال أطفال القطاع لا يعيشون حياة الطفولة كما يجب في ظل الفقر المتقع الذي يحرمهم من إيجاد فسحة صغيرة للابتسام. وما زالت البطالة في غزة والارتفاع المتواصل في الأسعار وقيم الضرائب من منغصات المواطن الغزي. ففي مقالة للقنصل البريطاني العام في القدس، السير فنسنت فين، يقول في جريدة القدس يوم الاثنين 5/12/2011: "غزة الشجاعة تستحق ما هو أفضل...كان من المفروض أن تكون غزة مكاناً طبيعياً للعيش".

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required