مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في مطلع كل عام دراسي جديد وفصل آخر في جامعاتنا الفلسطينية، تعود الأزمة الطلابية المتعلقة بالتسجيل الفصلي ودفع الأقساط للظهور وتصدر الأحداث. ويعود الطلبة للتظاهر والاعتصام والاحتجاج أمام مباني إدارات جامعاتهم محملين بمطالب أرّقتهم ليال طويلة، على أمل أن تحل مشاكلهم يوماً ما وللأبد. فيلجأ الطلبة للحوار مع الإدارات ومن ثم لإضرابات وتعليق دوام الفصل منذ بدايته، وكأن هذه الخطوات أصبحت منهجية ثابتة ومتكررة يسلكونها كل فصل وكل عام في سبيل الوصول لحل جذري ومجدي، وإن حصل وتم التوصل لحل، يظهر فيما بعد أنه كان حلاً مؤقتاً غير ناجع، وبالتالي يعود الطلبة ومن جديد للإضراب والاحتجاج، الأمر الذي يعطل سير العملية الأكاديمية.

ففي مطلع الأسبوع الماضي، احتشد عشرات من طلبة جامعة بيت لحم في باحة الجامعة وبدئوا اعتصامهم، والبعض منهم أعلن إضرابه عن الطعام حتى وصل عددهم إلى ثلاثين طالباً على مدار الأسبوع، وذلك احتجاجاً على عدم تجاوب إدارة الجامعة مع مطالبهم وعدم إعارتها أي اهتمام لهم. الأمر الذي أدى ليلة أمس إلى تدهور حالة البعض منهم ونقلهم للمستشفى. وما تزال القضية عالقة دون الوصول إلى حل بين الطلبة وإدارة الجامعة بخصوص الأمور المالية والأقساط، حتى أن الكتلة الطلابية التي تقود هذا الاحتجاج حذرت من إمكانية اتجاهها نحو "الخيارات المفتوحة" في هذا الاعتصام إذا بقي الوضع على حاله.

وكذلك الأمر بالنسبة لجامعة بيرزيت، حيث لجأ العديد من طلبة الجامعة إلى الاعتصام داخل مبنى الإدارة ورفضوا مغادرته منذ يوم الخميس الماضي 19/1/2012، نتيجة تعثر الحوار بين مجلس الطلبة وإدارة الجامعة، وعدم استجابة الجامعة لمطالب الطلبة المالية والأكاديمية. واستمر هذا الاعتصام وإغلاق أبواب الجامعة أمام الطلبة والعاملين والأساتذة في الجامعة لحين توصل الإدارة إلى اتفاق مع الطلبة المعتصمين داخل المبنى، وقيام رئيس الجامعة د. خليل الهندي بزيارة الطلبة هؤلاء ودعوته لهم للحوار البناء وإنهاء الاعتصام. وبهذا تنتهي مشكلة بداية هذا الفصل وتستأنف الجامعة دوامها من صباح الغد الثلاثاء.

يكمن جوهر احتجاجات الطلبة وإعدادهم قوائم بالمشاكل التي يعانون منها ومنغصات الحياة الجامعية – كما يصفونها، في نقطتين رئيسيتين هما: الوضع الاقتصادي السيء جداً للمواطن والطالب الفلسطيني، ومدى استجابة الجامعة لمشاكل الطلبة المالية بإيجادها حل جذري لها.

حيث يعد الوضع الاقتصادي للطالب والذي لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن حال مجتمعه الاقتصادي المتدهور، من أكبر منغصات الحياة التي يواجهها الطالب ويعاني منها على مدى سنوات دراسته الجامعية. فقبل بداية كل فصل دراسي جامعي، تعود المخاوف للطلبة عن كيفية تأمين وتسديد قسط الفصل القادم ليتمكنوا من التسجيل للمساقات المطروحة والتحاقهم بالجامعة من جديد. فإلى جانب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية بشكل عام في وطننا، سلكت الجامعات الفلسطينية في الثلاث سنوات الماضية توجهاً نحو زيادة رسوم الساعة الجامعية إلى حد أصبح لا يطاق بالنسبة لأغلب الطلبة. وبالتالي تصبح الأقساط الجامعية عبئاً على الطالب وعلى عائلته، على اعتبار أن الأغلبية الساحقة من طلبة الجامعات عاطلين عن العمل لحين حصولهم على شهادتهم الأولى. الأمر الذي يجعل التعليم العالي في المجتمع الفلسطيني عبء غير محدود على كاهل الأهل، والذي من شأنه أن يحرم المئات من أفراد مجتمعنا من هذا التعليم نتيجة عدم توفر الإمكانيات المادية لأسرهم.

وانطلاقاً من أن التعليم حق للجميع، أين دور الحكومة الفلسطينية في احتواء مشاكل الجامعات الفلسطينية؟ فعلى الحكومة والقطاع الخاص – المستفيد الأكبر من الخريجين الجامعيين – أن يدعما صندوق الطالب المحتاج وصناديق الجامعات، والتشاور معها للوصول لآلية موحدة للأقساط، ليكون بالتالي الهدف الأول والأخير هو التسهيل على الطالب، وتمكين جميع الطلبة الراغبين بإكمال مسيرتهم التعليمية في الجامعات من الحصول على هذا الحق وبدون تعقيدات ومتاهات. فبالنهاية تكون الحكومة قد استثمرت في صندوقها هي، لأن دعم تعليم شباب المستقبل، يبني دولة المستقبل على أكتاف طلبة واعين ومتعلمين ومنتمين لوطنهم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required