مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لا تنفك حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، عن ممارسة سياستها العنصرية تجاه الفلسطينيين والرامية لفرض مزيد من القيود والإجراءات التعسفية التي يعاني منها أفراد الشعب الفلسطيني كافة في مختلف المناطق، في الضفة الغربية وخاصة في القدس التي تمارس ضدها أشرس الحملات الاستيطانية والعدوانية بحق سكان المدينة، وكل هذا يمشي بالتوازي مع الممارسات اللا إنسانية التي تنتهجها ضد الأسرى في السجون، الذين يعلنون إضرابهم عن الطعام بين الفترة والأخرى من أجل الضغط على إدارة السجن لتلبية مطالبهم وإعطائهم أبسط حقوقهم.

وهاهو الأسير الفلسطيني خضر عدنان33 عاما، من بلدة عرابة قضاء جنين يدخل اليوم 46ال على التوالي لإضرابه عن الطعام، وذلك احتجاجاً على سياسة اعتقاله إداريا منذ تاريخ 7/12/2011، وبالأمس أعلن الأسير عدنان إضرابه عن السوائل احتجاجا على منعه من لقاء محاميه، وأضافت إدارة السجون لمحامية نادي الأسير بأنه وفي حالة تراجع حالة الأسير وانهيارها ستتخذ قراراً بإدخال السوائل إلزاما إلى جسمه، وفي هذا السياق أجمع الأطباء بأن الأسير قد ينهار جسده بعد 3 أيام من عدم تناول السوائل، وبالتالي فإنهم لن يقوموا بالانتظار خوفاً على سلامته حسب أقوالهم لمحامية النادي. حسبما أشارت المصادر الإخبارية.

إذن فإن أوضاع الأسير عدنان الصحية مرشحة لمزيد من التدهور، ما تجعل حياته في خطر، ما لم تسارع كل الجهات الرسمية والحقوقية للضغط على إدارة السجون وتلبية مطالبة المشروعة والعادلة، من أجل إنقاذ حياته التي آثر ترك طعامه، على أن يعيشها دون كرامه.

وكان وزير شؤون الأسرى والمحررين بالسلطة الفلسطينية عيسى قراقع قد وصف في وقت سابق حسبما أشارت المصادر حالة الأسير خضر عدنان بأنها حرجة للغاية مشيراً إلى أنه نقل من مستشفى سجن الرملة حيث كان يقبع إلى سجن إسرائيلي آخر بناء على طلب تقدم به إلى لجنة إسرائيلية خاصة زارته بعد رفضه التعاطي مع إدارة مصلحة سجون الاحتلال.

إن معاناة الأسير خضر عدنان وأسرته، ليست سوى قصة واحدة من مئات بل آلاف القصص والحالات التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية يومياً، ويعانون من سبل التعذيب والتضييق ومنعهم من أبسط حقوقهم، والتقصير بحقهم صحياً تماما ً كما كان الحال مع الأسير المحرر زكريا عيسى من بلدة الخضر بالضفة الغربية والمحكوم 16 عاماً والذي ظل يعاني صراعاً مع مرض السرطان في السجن، بعد أن أهملته إدارة السجن وامتنعت عن علاجه، بل ومنعته من السفر إلى الأردن للعلاج بعد أن أطلقت سراحه عندما تفشى المرض في أنحاء مختلفة من جسده، ففقد بصره وقدرته على الحركة، ومن ثم توفي الشهر الماضي، وله أربعة أبناء.

ومن هذه القصص المأساوية الكثير، مما لا يستوعبه العقل البشري، ولا يطيقه الجرح الفلسطيني النازف أسفا ًعلى شهدائه وجرحاه وأسراه في سجون الظلم والقهر، وأمام هذا الغبن الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني ويعجزون عن رفعه، أين دور منظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات الدولية والقانونية التي تصون حقوق الأسرى وتضمن كرامتهم؟

وإلى جانب هذه المؤسسات، يجب عدم التقصير فلسطينياً بهذه القضية، وحشد كل الدعم والتأييد شعبيا ًورسميا ًواجتماعياً، والعمل على فضح ممارسات الاحتلال داخل السجون وخارجها، من أجل إحقاق العدالة ورفع الظلم والمعاناة. كما يجب الإسراع بإنجاز المصالحة لمواجهة الاحتلال، والتفرغ لحل القضايا الوطنية الشائكة والمفصلية وعلى رأسها الأسرى الذين يشكلون خط الدفاع عن الكرامة أمام الغطرسة الإسرائيلية، وستظل قضيتهم ماثلة في عقولنا وقلوبنا حتى ينفك أسرهم وينالون حريتهم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required