مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لا تنفك مظاهر الانقسام تخيم على كل مؤسسة فلسطينية بل على كل شبر فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكيف نلوم هؤلاء وكبيرو القوم على الطبل ضاربون!

إن ما حدث في نقابة الصحفيين الفلسطينيين بالأمس لهو أكبر دليل على أننا ما زلنا نراوح مكاننا في موضوع المصالحة، ومكاننا هذا لهو بعيد بعد الشام عن اليمن عن أي حل حقيقي وجذري لإنهاء الانقسام.

فبعد أن عقدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين مؤتمرها العام يوم التاسع من الشهر الجاري، وأجرت الانتخابات بمشاركة حوالي تسعمائة صحفي من الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحت إشراف رقابة الاتحادين الدولي والعربي للصحفيين، اعترضت حركة حماس في القطاع على إجراء الانتخابات هناك، وقاطعتها، وأفادت المصادر الإخبارية أن حماس سيطرت بالقوة على مقر النقابة في غزة وطردت العاملين فيه وثم رفضت إخلاء المقر، ليس هذا فحسب بل إن المعضلة الأساسية كانت في إعلانها عن إجراء انتخابات الصحفيين في غزة في ذات المقر الذي تم الاستيلاء عليه بالقوة. وادعت حركة حماس تنصل فتح من اتفاق مسبق كان برعاية المنظمات غير الحكومية.

بدوره أدان نقيب الصحفيين د. عبد الناصر النجار "الانتخابات المزعومة" باسم نقابة الصحفيين في قطاع غزة والتي اعتبرها خارجة عن الشرعية باعتبارها تشكل شرخا في وحدة الصف الوطني. حسبما ذكرت وكالة معاً الإخبارية.

إن هذا المشهد ما هو إلا رسم بسيط لحالة الانقسام التي نعيشها في يومياتنا وحياتنا بتفاصيلها، وهذا التعنت والعصبية القبلية ما هي إلا الحطب الذي يغذي نار الانقسام ويوقدها ويكرسها حالة مستديمة يستعصي علينا الخروج منها، إلى أن وصلت الممارسات الخلافية حد المساس بأجسام مؤسسية وشرعية، من المفترض أنها تشكل الإطار الذي يحمي الصحفيين وينادي بحرية التعبير لهم، ويطالب باحترام مهنتهم وتوفير الحماية لهم، فيتم تقسيمها وتشتيت العاملين فيها.

إن ما سبق لهو مؤشر خطير على ما آلت إليه الأمور وستؤول، إن لم يتم إيجاد الإرادة السياسية المطلوبة لإنهاء هذا الملف وفتح صفحة جديدة في حياة الشعب الفلسطيني. وإلا فبماذا يعد هؤلاء المنقسمين جمهور الصحفيين غير تعزيز الانقسام وتكريسه...؟ وأي مصداقية تلك التي سيتحلون بها؟ وكيف سيواجهون الملفات المصيرية كالأسرى والقدس وغيرها؟

ليس هذا فحسب، بل أن ينسحب نموذج الانقسام على مختلف المؤسسات والأطر المجتمعية والنقابية أمر لا يجب السكوت عنه، ولا السماح به على الإطلاق، وإن بات واقعا ًمعاشاً على الأرض، لكن يجب على الجميع محاربته وعدم الرضا عنه، وعلى الجهود المجتمعية والمؤسسية أن تتضافر من أجل مواجهة هذا النموذج والمطالبة بعدم تكريسه.

إن هذه التصرفات لا تصب في مصلحة أحد، وإنما تصب في مصلحة الفرقة وتعزيزها، إن خلافنا وعدم قبولنا الآخر والاستحواذ والهيمنة والتفرد وغياب أي دور للمستقلين، وعدم تغليبنا للمصلحة الوطنية العليا على اختلافاتنا الحزبية وحتى الشخصية منها، لن يكتفي بشطرنا إلى قسمين بحزبين ولونين مختلفين، بل سنصبح دولة الأحزاب والآراء المختلفة، وعندها ستضيع قضيتنا وتضمحل جهودنا الرامية لتحرير وطننا.

إن الانتخابات الأخيرة في شطري الوطن لم توحد الجسم الصحفي، مثلما لم يتوحد شطراه سياسياً... ونخشى أن تنسحب الانتخابات الأخيرة على سائر النقابات، ما يعني مزيداً من التشرذم والانقسام... وبالتالي، فالحل يبدأ من القاعدة إلى القمة، كي يفرض الحل، وتتحقق المصالحة، وتبنى مؤسسات الوطن ونقاباته على أسس من المهنية بعيداً عن الحزبية، والفئوية، وبعيدا عن المحاصصة.

إن الفتنة تكمن في الانقسام القائم أصلا وعدم تحقق المصالحة. وأمام هذا المشهد الأسود، فإن الوقت لم يفت بعد على توحيد الجسم الصحفي، الذي يحتاج لجهود كل الصحفيين من أجل إعادة لحمته، تماماً كما أن البيت الفلسطيني بحاجة للإرادة السياسية لتعيد فيه الروح، فمتى ستطفئ نار الفتنة وتعود للوطن اللحمة؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required