مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كيف لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي تعتبر نفسها دولة فوق القانون، وفوق المجتمع الدولي، وفوق العالم أجمع أن تقبل بسهولة أو توافق على قدوم لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق بشان تداعيات مستوطناتها المزروعة في أرجاء الضفة الغربية على الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني بما فيها القدس الشرقية، إلى الأراضي الفلسطينية كما قرر مجلس حقوق الإنسان في جنيف التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الموافق 22/3/2012؟ فكيف للمجرم الذي يعرف خطأه ويدركه تماماً، أن يوافق على فتح تحقيق يعلم أنه سيدينه ويفنده!!

لذا فإن القرار الإسرائيلي الذي صدر عن أعضاء الكابينيت المصغر بعدم تحويل أموال الضرائب للسلطة الوطنية، التي تجبيها السلطات الإسرائيلية، وتحصل على عمولتها منها بمقدار 3%، من أصل 520 مليون شيكل شهرياً، هي أول العقوبات العدوانية التي بدأت دولة الاحتلال باتخاذها ضد الفلسطينيين، وقد بات نهجها هذا مألوفاً وغير مفاجئ بالمرة، فهي لطالما لجأت لفرض العقوبات الاقتصادية على الشعب الفلسطيني، كلما شعرت أنها عاجزة عن مواجهة الدبلوماسية الفلسطينية التي شرعت باللجوء للمجتمع الدولي من أجل انتزاع حقوقها الشرعية التي كفلتها المواثيق والقوانين الدولية.

وقد عاقبت حكومة الاحتلال القيادة الفلسطينية بذلك سابقاً، عندما توجهت الأخيرة لمجلس الأمن من أجل انتزاع اعتراف بدولة فلسطينية، وقامت بتجميد نقل العائدات الضريبية الشهرية، بعد أن اعترفت منظمة "اليونسكو" بدولة فلسطين عضواً كاملاً فيها. ناهيك عن الممارسات العدوانية التي تصعدها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني للتنغيص عليه في ممارساته اليومية.

وها هم اليوم يعيدون نفس السيناريو، ظنا ًمنهم أن فرض العقوبات الاقتصادية على الفلسطينيين حكومة وشعباً، سيمنعهم من المطالبة بحقوقهم أو طرق كل الأبواب لاسترجاعها.

الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ثارت ثائرتها لقدوم لجنة التحقيق، وهي التي ظنت نفسها فوق أي شبهات وأعلى من أي اتهام، فهي كالطفل المدلل الذي فاز في اللعبة بالغش، وعندما تقرر إعادة التحكيم، امتعض وامتنع لأنه خاف أن يُكشف غشه، فتارة تهدد بأنها لن تتعاون مع اللجنة، وأنها ستمنع أعضاء الفريق من دخول أراضيها، وتارة أخرى تهدد بأنها ستعيد التفكير في استمرار عضويتها في مجلس حقوق الإنسان. ومن ثم تباشر في إطلاق الاتهامات للجنة وأنها مسيسة وأن لا قيمة أخلاقية أو سياسية لها ونتائج تقريرها معروفة سلفاً، كما قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون.

وكأن دولة الاحتلال، تصف نفسها وتتحدث عن ممارساتها وهي التي لا تنفك تباشر أبشع الجرائم وأفظعها بحق الإسرائيليين، لكنها تدافع عن نفسها بالهجوم على من يحاول تجريمها أو إلقاء اللوم عليها، ولا نقول حتى محاسبتها ومعاقبتها.

وكأن دولتهم كيان مقدس لا يجب المساس به، ولا حتى انتقاده، فهي لطالما اعتاد على معاملتها بهذه الطريقة، وما عادت تقبل ولا بأي شكل من الأشكال العزلة الدولية التي تعيشها حالياً، بعد أن اتضح زيف ادعائها بالرغبة بالسلام والعودة للمفاوضات، فيما هي تقول ما تقول، لكنها تمارس على الأرض كل ما يتنافى مع أقوالها، يستثنى من ذلك حليفتها الوفية "الولايات المتحدة الأمريكية"، التي تستجدي حب "إسرائيل" اليوم، من أجل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي لا يستطيع أحد أن يخوضها دون مباركة ورضا اللوبي اليهودي الصهيوني.

والهجمة الأممية كما تحب أن تسميها "إسرائيل" لم تتوقف عند لجنة التحقيق بشأن المستوطنات فحسب، فالأمم المتحدة بصدد نشر تقرير جديد يتعلق بالممارسات الإسرائيلية القمعية بحق أطفال فلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أفادت المصادر الإخبارية اليوم 26/3/2012.

حيث ذكرت المصادر أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ردهيكا كومارسوامي، انتهى من وضع تقرير مفصل حول مصير الأطفال في المناطق التي تشهد نزاعاً مسلحاً ويتضمن فصلاً خاصاً عن إسرائيل. وأضافت أن التقرير يتضمن انتقادات شديدة لإسرائيل ويتهم قوات الأمن الإسرائيلية بمحاولة تجنيد أطفال فلسطينيين ليكونوا «متعاونين» معها (لغرض الوشاية). كما يحذر من تصعيد عنف المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد الأطفال الفلسطينيين. ويتضمن التقرير إفادات لـ 116 طفلاً فلسطينياً عانوا سوء المعاملة والضرب والعزل في السجن من سلطات الاحتلال أثناء اعتقالهم. وأشارت التقارير الصحافية إلى أن المساعي التي بذلتها الخارجية الإسرائيلية لتخفيف لهجة التقرير نجحت بعض الشيء في أن يكون التقرير ذا لهجة أخفّ حدةً قياساً بتقارير سابقة. كما أثمرت إقناع معدّيه بالتعرض إلى مقتل أطفال إسرائيليين في عمليات إرهابية.

لكن وأياً كانت التهديدات والعقوبات الملوح بها، فلا يجب أن تثني القيادة الفلسطينية عن مواصلة حملتها الدبلوماسية في استنهاض كل القوى الدولية من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية المهضومة، بل إن دولة الاحتلال واهمة إن هي اعتقدت أن أي تهديدات أو ممارسات عدوانية على الأرض قادرة على إخافة الفلسطينيين، وردعهم عن ممارسة حقهم المشروع في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required