مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ليس ثمة أقسى من أن يدفع الصغار ثمن أخطاء الكبار، وأن يقعوا ضحية الظلم والقهر والحرمان، لأن هذه الكائنات الصغيرة لا تعرف ببراءتها ما يخبئه هذا العالم من بشاعة، لا تتوان حتى أن تفتك بهم، وقد عانى الطفل الفلسطيني ما عاناه من ظلم هذا العالم الذي ظل يشاهده على مدى العقود الماضية، وما زال حتى اللحظة التي تصادف فيه الاحتفال بيومه الخاص في الخامس من أبريل من العام الحالي يدفع ثمن الاحتلال الإسرائيلي الذي حرمه من أبسط حقوقه المشروعة التي كفلتها كل المواثيق الأخلاقية والإنسانية قبل الدولية.

وقد سحبت دولة الاحتلال في الفترة الماضية عضويتها من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، على خلفية إرساله لجنة تقصي للتحقيق في أثر المستوطنات الإسرائيلية على حياة الفلسطينين، والحقيقة أن "إسرائيل" لم تخف امتعاضها على ما ارتأت تسميته ب"الهجمة الأممية" حيث أن الأمم المتحدة بصدد نشر تقرير يتعلق بالممارسات الإسرائيلية القمعية بحق أطفال فلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أفادت المصادر الإخبارية يوم 26/3/2012.

حيث ذكرت المصادر أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ردهيكا كومارسوامي، انتهى من وضع تقرير مفصل حول مصير الأطفال في المناطق التي تشهد نزاعاً مسلحاً ويتضمن فصلاً خاصاً عن إسرائيل. وأضافت أن التقرير يتضمن انتقادات شديدة لإسرائيل ويتهم قوات الأمن الإسرائيلية بمحاولة تجنيد أطفال فلسطينيين ليكونوا «متعاونين» معها (لغرض الوشاية). كما يحذر من تصعيد عنف المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد الأطفال الفلسطينيين. ويتضمن التقرير إفادات لـ 116 طفلاً فلسطينياً عانوا سوء المعاملة والضرب والعزل في السجن من سلطات الاحتلال أثناء اعتقالهم. وأشارت التقارير الصحافية إلى أن المساعي التي بذلتها الخارجية الإسرائيلية لتخفيف لهجة التقرير نجحت بعض الشيء في أن يكون التقرير ذا لهجة أخفّ حدةً قياساً بتقارير سابقة. كما أثمرت إقناع معدّيه بالتعرض إلى مقتل أطفال إسرائيليين في عمليات إرهابية.

وقد وثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فرع فلسطين استشهاد 1343 طفلا منذ بداية انتفاضة الأقصى من ضمنهم 6 أطفال استشهدوا خلال العام الماضي 2011 كما تم اعتقال ما يزيد عن 7000 طفل خلال ذات الفترة من ضمنهم 221 طفلا رهن الاحتجاز حاليا في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، وخلال عملية اعتقالهم والتحقيق معهم تعرضوا لأشكال مختلفة من سوء المعاملة والتعذيب.

الطفل الفلسطيني يعاني العنف من كل الاتجاهات، وليس فقط من الاحتلال، بل أيضاً من التعنيف الأسري والمدرسي والقهر المجتمعي، بل ويزيد على ذلك ويلات الانقسام التي لربما يستعصي على الطفل إدراكها وفهمها، وأنى يتسنى له ذلك وقد عجز الكبار عن فهمها وحلها! فكم من القوانين بحقه باتت معلقة ومعطلة لتعطل عمل المجلس التشريعي وغيره من الدوائر التي تعمل بندية وفئوية متناسية الطفل وحاجته الطبيعية؟

إن مطالب أطفال فلسطين تختصر في جملة واحدة نادوا بها وينادون بها دائماً: "أعطونا الطفولة"، أي الحق في العيش بآمان وسلام، والحق في التعلم والحق في الذهاب إلى المدرسة بدون جواجز وجدران ومعيقات وتهديدات، والحق في الصحة والحق في اللعب في أمامكن مخصصة لذلك، وما هذه إلا بعض الحقوق الطبيعة التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية، والتي يتمتع بها أقرانهم في كل العالم، فمن ينتصر لهم؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required