جنود مسرحون يعرضون شهادات قاسية عن معاملة الجيش للفلسطينيين
بقلم: مفتاح
2004/6/2

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1034


ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت،" ان مجموعة من الجنود الاسرائيليين في وحدة الشبيبة المقاتلة – الناحل، عرضوا شهادات على "الجانب المظلم للاحتلال،" حول اعمال التنكيل التي قاموا بحق الفلسطينيين في مدينة الخليل وذلك عبر تنظيم معرض للصور في مدرسة التصوير الجغرافي في تل ابيب.

وقالت الصحيفة، والان بعد ان تسرحوا من الجيش الاسرائيلي، قرروا الحديث، تحت أُسم "نحطم الصمت." وترافق المعرض مع عرض شهادات قاسية ومسجلة عن أمور يزعمون انهم رأوها وفعلوها. كل واحد من المقاتلين عاد بشحنة كبيرة وثقيلة على القلب. وهم يسعون الان "الى انزال هذه الشحنة على أمل ان تنصتوا".

وحضر الى حفل افتتاح المعرض، نحو مائتي زائر - بينهم النائبة السابقة ياعيل ديان والمستشار القانوني للحكومة السابق ميخائيل بن يئير.

"أجلب الخليل الى تل ابيب"، قال يهودا شاؤول (21 سنة) المبادر الى المعرض. وقد خطرت الفكرة على باله قبل نحو ثلاثة اشهر مع تسريحه من الناحل: "قلت لنفسي انه لا يمكن الصمت. يجب ان نقول للاباء والامهات ماذا يجري لابنائهم في الخليل وكيف تحولنا هناك في الخدمة النظامية الى أناس بدون ضمير". وحسب شاؤول فقد تمكن من جمع عشرات المقاتلين الذين تسرحوا من الخدمة النظامية في نصف السنة الاخيرة. معظمهم خدموا اكثر من سنة في الخليل. وحسب اقواله فان الجنود الذين صوروا وقدموا الشهادات يأتون من كل الوان الطيف السياسي، وهم غير متماثلين مع اليسار وحده.

يونتان بويمفيلد، الذي خدم في كتيبة 50 نظر في صورته المعلقة في المعرض - جندي يضم اليه بندقية وقيثار - تذكر "التدريب على النار" على المنازل الفارغة في المدينة: "على كل طلقة تسمع كانوا فورا يصرخون في جهاز الاتصال "اطلق اطلق النار" ونحن بصفتنا اولادا في سن العشرين فعلنا ذلك بل وتعلمنا كيف نستمتع به. كنا نسمع صوت رصاصة واحدة في الهواء وردا على ذلك كنا نوجه الى اهداف مجردة ونطلق النار عليها. هذا اعطاني احساس وكأني أجلس امام لعبة فيديو في الحاسوب فأشطب الاهداف فيها".

بعض الشهادات المطروحة في المعرض مغفلة الاسماء تصف أفعالا خطيرة أكثر من ذلك. أحد الجنود يروي كيف القيت قنبلة صوت على أطفال فقط من أجل تبديد الملل: "القينا كأسا كي تنكسر وبلغنا في جهاز الاتصال عن زجاجة فارغة القيت علينا، وطلبنا القاء قنبلة صوتية. وصل القائد، رأى المكان وقال أن لا حاجة. قررنا باننا نريد القاء هذه القنبلة، فنحن مللنا حقا وطاب لنا عمل شيء. في المرة الثانية لم نسأل. اكس ببساطة القى القنبلة على مجموعة اطفال. فذعروا وهربوا من هناك".

جندي آخر روى كيف ان قائد كبير هدد طفلا فلسطينيا ببندقية مع موجه ليزر: "اضاء الليزر لديه وبدأ … النقطة هكذا، ركض نحو الطفل مواجهة وصرخ "ادخل الى البيت".

وتابعت الصحيفة ان الشهادة الاشد قسوة تحدثت عن التنكيل بجثث الشهداء: "حين انهيت وجبة غذائي، وصلت سيارة اسعاف مع جثث الشهداء، ورأيت امام ناظري جثتين يقف امامها ثلاثة اشخاص يمسكون بالشهداء الفلسطينيين كواقفين زعما ويصورونهما".

جندي آخر روى كيف رهن هو ورفاقه قافلة فلسطينية كانت في طريقها الى حفل زفاف في وقت حظر التجول: "كنت مع نائب الوحدة وما ان رأى القافلة، حتى تملكته فرحة كهذه: وجدنا لقطة طيبة. خرجوا من السيارات الفلسطينية وهم يلبسون افضل ملابسهم. انت ترى العريس، العروس، الاب. ما ان يخرجوا حتى ترى على وجوههم الفزع. يبدأ الجدال مع نائب القائد. هو ليس مستعدا لان يسمح لهم بمواصلة الطريق. هو يريد ان يفكك كل شيء، فليعودوا الى منازلهم. يأخذ مفاتيح السيارة. بكاء العروس، والد العريس، الجميع هناك يستعطفون. يمكنني ان ارى على نائب القائد كيف ينظر اليهم ولا يرى فيهم بشرا".

بعض الشهادات تصف اعمال زعرنة لليهود بحق السكان العرب. "ما فهمته بعد نصف سنة هناك هو أننا في الواقع يتعين علينا ان نحمي الفلسطينيين من ضرر اليهود هناك - وليس ان نحمي اليهود"، روى أحد المقاتلين. "خجلت من نفسي في اليوم الذي فهمت باني استمتع بشعور القوة. هذا مثله مثل لعبة الحاسوب: على اطراف اصابعك يخضع الجميع. هذا شعور عظيم. فجأة انتبهت ان السيطرة على الناس ادمان". ميخا كورتش، من المشاركين في المعرض شرح يقول "علموني ان طفلا من سن 8 وامرأة ابنة 90 هما احتمال مخرب. بعد ذلك هم فلسطينيون. بعد ذلك هم عرب وبعد ذلك هم بشر".

ووصل الى المعرض أيضا مندوبان عن الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي. الرائد يوني شاينفلد، مندوب وحدة الناطق العسكري في المنطقة الوسطى، وهو يعرف الخليل عن كثب: فقد كان قائد سرية مظليين وخدم في المدينة. "هذا مشروع. أنا فرح بوجود جنود يفكرون، يعربون عن مشاعرهم بعد ان نزعوا عنهم بزاتهم العسكرية"، قال. "التحدي الذي نواجهه كقادة هو التصدي للتجارب المعقدة التي يمرون بها في الخدمة الميدانية في يهودا والسامرة. لدينا الادوات القيادية والمهنية لعمل ذلك، وعلينا ان نكون واعين لاحاسيس الجنود. خسارة ان الجنود الذين يعرضون اليوم ما مروا به لم ينقلوا الى قياداتهم في الوقت الحقيقي الاحاسيس العسيرة التي يتحدثون عنها الان".

http://www.miftah.org