الذكرى السابعة والثلاثون من الاحتلال
بقلم: مفتاح
2004/6/5

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1045


تهل ذكرى السابعة والثلاثون لهزيمة العام 1967، عندما هزمت قوات الاحتلال الاسرائيلية الجيوش العربية، ولتحتل بقية فلسطين التاريخية وأجزاء من الأراضي التابعة للدول العربية وذلك في غضون ستة ايام، مما يفسر حالة العجز والضعف التي كان عليها العرب آنذاك.

هذه الهزيمة الساحقة الماحقة، ادت الى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم، لينضموا الى طوابير اللاجئين الهائمين على وجوهم في اصقاع المعمورة وينتظرون من يناصرهم ويعيدهم الى بيوتهم وممتلكاتهم التي اجبروا على تركها بفعل العدوان الاسرائيلي الغاشم.

سبعة وثلاثون عاما مرت والنظام الرسمي العربي يقودنا من عجز الى آخر، فعوضا عن تعزيز روح التضامن والوحدة العربية، يجري تكريس التشرذم والانقسام العربي، كما يتم التغييب القصدي لدور الشعوب العربية التي تتعرض لشتى صنوف القمع على ايدي النظام الرسمي العربي. ففي الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون القمع الاحتلالي، تتعرض الشعوب العربية لقمع الأنظمة.

طوال هذه الفترة الطويلة من معاناة الفلسطينيين، والعالم بمؤسساته الدولية المختلفة، يقف عاجزا عن انصاف الشعب الفلسطيني والرد له ولو جزء من حقوقه، وبالتأكيد يقف وراء شل الأمم المتحدة عن القيام بدورها المطلوب في انصاف الفلسطينيين، هي أعتى قوة في العالم، الولايات المتحدة، التي تصر اداراتها المتعاقبة على تعطيل المشاركة الدولية في حل قضية الشعب الفلسطيني، واحتكار الحل في ايدي الاسرائيليين والأميركيين.

ورغم ان الشعب الفلسطيني قبل بقرارات الشرعية الدولية التي تعترف له بثلث مساحة وطنه التاريخي فقط، الا ان الاسرائيليين يواصلون صلفهم ويطالبون بالتنازل عن أجزاء من هذا الثلث. وعلى هذا الهدي، تراهم يجندون كل امكاناتهم وامكانات حليفهم الأمريكي الذي بدوره يوظف علاقاته بالأنظمة الرسمية العربية وبخاصة تلك الممولة من واشنطن ليضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بالاملاءات الاسرائيلية. وبخاصة في ما يتعلق بتغيير القيادة الفلسطينية واستبدالها بقيادة تحظى بالرضى والقبول الاسرائيلي، مما يعني قيادة مستعدة للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وبخاصة حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتقبل باضفاء الشرعية على المستوطنات وتقبل بتغيير حدود دولة فلسطين العتيدة وبقية بنود وعد بوش لشارون الصادر في نيسان الماضي.

وحتى ان نجحت الجهود المصرية في الحد من قوة ونفوذ الرئيس عرفات، فالشيء الراسخ والأكيد: ان الشعب الفلسطيني سيلفظ أي قائد يفرط بحقوقه ويتنازل عنها. فالطريق الى السلام واضحة للعيان وتمر عبر منح الشعب الفلسطيني حقوقه التي كفلتها الشرعية الدولية.

http://www.miftah.org