بدء بناء جدار الفصل شمالي القدس
بقلم: مفتاح
2004/6/9

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1065


ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، ان السلطات الاسرائيلية بدأت ببناء أسوار بطول ثمانية امتار، حواجز وبوابات، وسائل مراقبة ومتابعة، ستفصل قريبا بين حي ضاحية البريد وحي الرام في شمالي القدس، واللذين يعدان نحو 80 الف نسمة (نحو 10 الاف منهم من ذوي بطاقات هوية سكان القدس)، وبين شرقي القدس. وستكون هذه هي نتيجة "مشروع الفصل"، كما يسمى جدار الفصل في شمالي القدس على لسان المخططين له.

وتابعت الصحيفة، هذين الحيين يقعان شرقي الطريق الرئيس رام الله - القدس، بين الحاجزين المركزيين في شمالي القدس قلنديا والرام. في بداية هذا الاسبوع، بدأ المقاولون الاشغال في المنطقة. شاحنان ضخمة، جرافات وتراكتورات وعشرات العمال المحروسين بعشرات الحراس المسلحين نصبوا حواجز حديدية في وسط الطريق الرئيس وبدأوا يعدون البنية التحتية من الواح الاسمنت التي ستنصب هناك، لتنقله من طريق ثنائي الاتجاه، الى طريقي وحيدي الاتجاه، على جانبي السور. مساحة من 300 متر تحددت منذ الان بالوان لامعة، في الطرق الشرقي من السور، الذي يمر في قلب منطقة بلدية. هناك ستنصب وسائل مراقبة ومتابعة.

السور والطريقان على جانبيه سيجعلان الحيين منطقة منعزلة يكون المخرج الوحيد الممكن لها هي تجاه الشمال، باتجاه حاجز قلنديا ورام الله. ومع نصب السور في الاسابيع القريبة القادمة سيكون كل سكان الحيين مطالبين بالوصول الى حاجز قلنديا - سواء كانوا يريدون السفر شمالا الى رام الله ام كانت وجهتهم جنوبا الى القدس. وبعد ذلك فقط يسمح لمن وجهتهم القدس، اذا كانت لديهم التصاريح، بالمرور في الحاجز والعودة على اعقابهم في السفر جنوبا، في الطرف الاخر من السور، من اجل الوصول الى القدس.

واضافت الصحيفة أنه فضلا عن الانقطاع عن شرقي القدس، فان هذين الحيين سيفصلان ايضا عن المنطقة الصناعية عطروت وحي بيت حنينا غربي الطريق الرئيس. العمال، سكان الحيين، العاملين في المنطقة الصناعية عطروت والتلاميذ الذين يتعلمون في مدرسة بيت حنينا - والذين يقطعون اليوم الطريق الرئيس فيصلون في غضون دقائق الى غايتهم - سيكونون مطالبين بالسفر بسيارات خاصة او عامة حتى حاجز قلنديا كي يجتازوا الفحص. وفقط عندها سيسمح لهم اذا ما طابت لهم ارادة الجندي في الحاجز، بالدخول الى الطريق في الطرف الاسرائيلي من السور، والوصول الى الغاية البعيدة مجرد مئات امتار عن منازلهم.

أصحاب المصالح على طول الطريق الرئيس لا يزال لا يعرفون اذا كان زبائنهم، من رام الله او القدس، سيتمكنون من الوصول اليهم بعد استكمال السور في هذا المقطع. محمود قنديل، صاحب شركة "مودولوس" لتسويق الاثاث المكتبي، هو من سكان القدس يسكن في بيت حنينا. الشركة التي يملكها هي شركة اسرائيلية مسجلة، وهو يدفع ضريبة دخل. مكاتب الشركة تقع قبالة مسار السور المخطط، من الطرف "الفلسطيني". والان لا يعرف قنديل اذا ما كان سيسمح له كل صباح بالوصول الى مكاتبه، واذا ما اتيح له بعد ذلك السفر الى حاجز قلنديا والعودة مساء الى بيته.

"معظم زبائني هم شركات تجارية ومؤسسات في رام الله. القدس من ناحيتي هي سوق صغيرة ولكني لا اعرف اذا كان زبائني من رام الله، او من العكس سيتمكنون من الوصول الى هنا بعد ان يبنى السور. كما اني لا اعرف اذا كنت انا نفسي سأتمكن من الوصول الى المكاتب. ربما اضطر الى تغيير تسجيل الشركة الى شركة فلسطينية".

الحيان بين الحاجزين اصبحا، في السنوات الاخيرة منطقة مطلوبة من رجال المنظمات الدولية العاملة في المناطق، ونخبة سكان شرقي المدينة وعرب اسرائيل. هذا المكان في الوسط، بين القدس ورام الله، يدفع رجال البنك الدولي، مؤسسات الامم المتحدة والدول المانحة، التي وضعها افضل من وضع السكان الفلسطينيين العاديين، اذ أنه يسمح لهم بالعبور في الحواجز في المسلك السريع - الى ان يأتوا ليسكنوا في هذه المنطقة. وبالتالي فان السور سيضع حدا "للمكان المثالي" الذي اختاروه.

النائب احمد الطيبي، يسكن، مثل العديد من العرب الاسرائيليين، في ضاحية البريد. وهو يقول ان "اكثر من مائة الف نسمة سيعانون من هذا السور، وانا ساعاني مثلهم".

http://www.miftah.org