اعادة انتشار المستوطنات
بقلم: مفتاح
2004/6/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1103


في مقابل "الانسحاب" الاسرائيلي من قطاع غزة، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي خلال جولته على المستوطنات في الضفة الغربية ان "خطة فك الارتباط تسعى الى تقوية التكتلات الاستيطانية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وهي نفس التكتلات التي توفر حدودا دفاعية وعمقا استراتيجيا ومن بينها غوش عتصيون ومنطقة مستوطنة افرات، وهذا هو السبب في انني اتيت الى هنا لارى عن قرب كي نقرر ما الخطوات التي يجب اتخاذها لتقوية المنطقة."

وانسجاما مع هذه التصريحات، رصدت الحكومة الاسرائيلية مبلغ 300 مليون شيكل لتحصين تلك المستوطنات في الضفة وبخاصة تلك التي ستبقى خارج الجدار. يضاف الى هذا مباشرة الحكومة الاسرائيلية بأعمال البناء لجدار الفصل حول مستوطنة اريئيل لضمها داخل الجدار وذلك على حساب الأراضي الفلسطينية في سلفيت. وهذا ما دفع رون نعمان رئيس بلدية مستوطنة ارئيل لاخبار الاذاعة الاسرائيلية العامة انها "رسالة قوية للغاية لهذا السبب اؤيد خطة الفصل من جانب واحد التي اعدها رئيس الوزراء ارئيل شارون لأنها ستسمح بضم جميع التجمعات الاستيطانية الكبرى اليهودية في الضفة الغربية" الى اسرائيل في المستقبل.

كما وعد موفاز بتوسيع مستوطنات غوش عتصيون ومعالي ادوميم من خلال بناء ما يقارب من 5300 وحدة استيطانية جديدة. كما ان هناك نية لمصادرة آلاف الدونمات من اراضي الولجة لاقامة تجمع استيطاني جديد على حساب الأراضي الفلسطينية.

فكل هذه التطورات توفر الأدلة الدامغة على ان خطة شارون، ما هي الا إعادة انتشار للمستوطنات، وأنها لم ولن ترمي الى الانسحاب الحقيقي من الأراضي الفلسطينية كجزء من تنفيذ خارطة الطريقة وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب اسرائيل، وانما اعادة انتشار للمستوطنات عبر تفكيك بعض المستوطنات في غزة بسبب الكلفة الاقتصادية والأمنية العالية، وذلك في مقابل اقامة مستوطنات جديد في الضفة او توسيع القائم منها.

وبالتأكيد، أن سلوك كهذا لن يؤدي الا الى تقويض الحلم الفلسطيني باقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في حدود الرابع من حزيران عام 1967. وعليه، لن تتخلص المنطقة من دوامة العنف لأن النيات الحقيقية لاعادة الحقوق للشعب الفلسطيني ما زالت معدومة لدى القيادات الاسرائيلية، مما يعزز القناعة بغياب الشريك الاسرائيلي الذي يستطيع ان يقنع الشارع الاسرائيلي، الذي يميل الى اليمينية، بضرورة السلام، عوضا عن القيادات الحالية التي تدأب على إخافة وارعاب الاسرائيليين من التكاثر الفلسطيني، أو حتى تزوير المعلومات الاستخبارية وتصوير الرئيس الفلسطيني وكأنه سيلجأ الى العنف بعد انسداد الأفق السياسي في كامب ديفيد وبالتالي عدم أحقيته بأن يكون شريكا للسلام.

وكم بالأحرى على الاسرائيليين التفكير مليا بما كتبه يوئيل ماركوس في صحيفة هآرتس أن "من الأجدر ان نصدق تهديدات قادة الفصائل في المناطق وان لا نستخف بتحذيرات زعماء العالم بأن "الارهاب" الذي ارتدى أحجام الحرب العالمية الثالثة لن يتوقف طالما لم يبدأ الانسحاب من الضفة واقامة الدولة الفلسطينية."

http://www.miftah.org