م.ت.ف: الارهاب الحكومي الاسرائيلي يقتل اي أمل للسلام
بقلم: مفتاح
2004/6/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1162


رام الله – وفا - عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وممثلو القوى الوطنية اجتماعاً برئاسة الرئيس ياسر عرفات مساء امس، في رام الله. وقد استعرض الرئيس الأوضاع الخطيرة التي تسود جميع المناطق والمدن والقرى والمخيمات في الضفة وغزة جراء التصعيد العدواني الشرس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة نابلس في اليومين الأخيرين، وتجديد الحصار والإغلاق والإمعان في التدمير والاعتقالات والتوغلات في جميع أنحائها، وارتكابها المجزرة البشعة التي أدت الى استشهاد تسعة شهداء، بجانب عدد من الجرحى واعتقال العشرات من المواطنين، وما قاموا به من جرائم وترويع المواطنين وقهرهم واستفزازهم على مدار الساعة، مع الحصار الشديد المفروض على جماهيرنا في نابلس في إطار العقوبات الجماعية التنفيذية : الإرهاب والإجراءات التعسفية التي انسحبت على بقية المناطق في المحافظات الشمالية والجنوبية من الوطن، مع استمرار وبشكل متسارع بناء وتكثيف الاستيطان وجدار الضم والتوسع والفصل العنصري واتخاذ كل هذه الإجراءات العدوانية المتسارعة وغير المسبوقة والتي أعقبت الزيارة الناجحة والمهمة للأخ الوزير عمر سليمان مبعوث الرئيس المبارك حسني مبارك، والجهود المصرية في إطار ترتيب الأوضاع التي تساهم باستئناف المفاوضات ومسيرة السلام وبخصوص الإعلان عما سمته حكومة إسرائيل بالانسحاب الأحادي الجانب من غزة، ومناقشة أهمية بل ضرورة أن يكون جزءا من خارطة الطريق ومتزامناً مع الانسحابات من الضفة.

ورغم إعلان الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية عن الترحيب بهذه الجهود المصرية المدعومة من اللجنة الرباعية ومن المجتمع الدولي والاخوة والأصدقاء في العالم لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل، إلا أن حكومة إسرائيل بإجراءاتها التعسفية الشرسة وبالمجازر التي ترتكبها والاغتيالات تؤكد أنها مصممة على الاستمرار في رفض كل الجهود التي تبذلها كل الأطراف لإحياء عملية السلام وتعمل على إفشالها رغم إدانة الرأي العام الدولي كله لتصرفاتها الإرهابية بل تكثف تحركاتها الهدامة والقاتلة لأي أمل ولأية فرصة للسلام، وتمعن في المزيد من الشراسة والضغط لتدمير سلام الشجعان الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف وفقا للجهود المصرية واللجنة الرباعية وقرار مجلس الأمن في هذا الخصوص رقم 1397. كما أدانت القيادة بناء جدار الضم والتوسع العنصري والذي يحول أرضنا الى معازل وجيتوات محاصرة وتحول دون أي تواصل جغرافي وتمعن في تقطيع أوصال أراضينا، إضافة الى الاستمرار بالمساس بالأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية وعزل مدينة القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية وتقطيع أحيائها عن بعضها البعض وعن بقية المناطق الفلسطينية المحاصرة.

وكان الاجتماع قد بدأ بقراءة الرئيس وأعضاء القيادة الفلسطينية الفاتحة على أرواح الشهداء لهذه الاعتداءات الآثمة والمتواصلة التي تستهدف الجهود الفلسطينية والعربية والدولية الهادفة الى انطلاق عملية السلام. وحيت القيادة أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة نابلس البطلة وإعلان التضامن مع أهالي الشهداء والمعتقلين والاعتزاز العظيم بهذا الصمود البطولي في وجه الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية الشرسة. كما هنأ الرئيس ياسر عرفات باسم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية الشعب المصري بنجاح العملية الجراحية التي أجريت للرئيس المبارك محمد حسني مبارك، والتمني له بالشفاء والعودة السالمة لمواصلة دوره القيادي ودور الشقيقة مصر والاستمرار المعهود والمأمون لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني ومسيرته الوطنية لتحقيق أهدافه في الحرية والسيادة والاستقلال. وأشادت القيادة الفلسطينية بالنهوض الشعبي الفلسطيني الذي عبرت عنه المسيرات الجماهيرية لأبناء شعبنا الفلسطيني وقوى السلام الإسرائيلية وقوى التضامن الدولية التي شاركت أبناء شعبنا في هذه الاحتجاجات السلمية رغم تعرضها للإجراءات الوحشية والشرسة من قوات الاحتلال والإصرار على استمرار مواصلة الفعاليات الوطنية ضد سياسة التصعيد والعدوان والاحتلال لحكومة إسرائيل.

كما استعرضت القيادة الفلسطينية نتائج زيارات مبعوثي الأخ الرئيس ياسر عرفات الى الدول الشقيقة والصديقة، حيث تم وضعهم في صورة الأوضاع التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني جراء السياسات الإسرائيلية التصعيدية في العدوان والاغتيال والاعتقالات والتدمير للبنية التحتية والحصار والإغلاقات والحواجز. وقد أكد جميع الاخوة والأصدقاء المسؤولين إدانتهم لهذه السياسات الإسرائيلية، وأعلنوا أنهم سيواصلون الدعم والمساندة لإيقاف العدوان وإنهاء الاحتلال والحصار عن الشعب الفلسطيني ورئيسه المنتخب ياسر عرفات، ومواصلة التحرك السياسي على المستوى الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوفير المناخ السياسي لمواصلة عمليات الإصلاح الجارية بما فيها التحضير لإجراء الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية.

كما أكدت القيادة الفلسطينية تمسكها بمسيرة السلام والعمل على حمايتها لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، الأمر الذي يستدعي التحرك العربي السريع لترجمة قرارات القمة العربية في تونس الشقيقة والعمل مع اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي للعمل على إلزام حكومة إسرائيل بالانصياع الى تنفيذ الاتفاقيات والالتزامات المتبادلة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تحقق السلام والاستقرار والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ولدول وشعوب المنطقة.

http://www.miftah.org