هل تحمل الانتخابات المحلية الوحدة أم المزيد من الانقسام؟
بقلم: الاء كراجة لمفتاح
2010/6/7

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=11655

مع اقتراب موعد الاقتراع للانتخابات المحلية في 17 من تموز القادم تحتدم الساحة الفلسطينية بالتحضيرات والكولسات التي بدا واضحاً أنها أخذت طابعاً عشائرياً وعائلياً خاصة في البلدات والمجالس القروية وهو أمر ليس بجديد في الانتخابات المحلية، بيد أنه ومن المفروض أن يتراجع شيئاً فشيئاً تبعاً لكل المحاولات الجاهدة والحثيثة للتقليل منه.

وتأتي التحضيرات للانتخابات المحلية في ظل استمرار الانقسام، وازدياد الضبابية حول مصير الحوار الوطني أو المصالحة، بالتزامن مع انطلاق المفاوضات غير المباشرة لمدة أربعة أشهر التي انقضى منها ما انقضى ولم تثمر عن أي شيء بعد، ورغم الحديث عن زيارة وفد رسمي من حركة فتح إلى غزة للالتقاء بشخصيات من حركة حماس للعمل على المصالحة، بعد الزوبعة التي أحدثتها إسرائيل الأسبوع الماضي بهجومها على سفينة مرمرة التركية بالتحديد ضمن أسطول الحرية الذي جاء من أجل فك الحصار على قطاع غزة، إلا أنه ما لبث هذا الحديث بالتراجع بعد تململ الحكومة المقالة في غزة عن هذا اللقاء.

ورغم أن إجراء الانتخابات المحلية يعد مطلباً وطنياً واستحقاقاً ديمقراطياً قبل كل شيء خاصة أنه انقضت مدة ليست ببسيطة على إجراء الانتخابات الأخيرة تغيرت فيها أمور كثيرة وازداد خلالها سعي المواطن للتغيير وفقاً لمصالحه وحاجاته، إلا أننا لا يجب أن ننسى أنها تعقد هذه المرة في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني، أي أنها ستعقد بدون حركة حماس في الضفة الغربية- وهي التي تقاطعها-، وستمنع حماس عقدها في قطاع غزة، بل أننا قد سمعنا عن تهديدات في بداية الحديث عن الانتخابات بمعاقبة كل من يشارك أو يعمل في هذه الانتخابات.

وإن هذا الحال المؤسف يطرح تساؤلاً مهماً، ففي حال تمت المصالحة فهل ستعترف حماس بنتائج الانتخابات في الضفة رغم عدم مشاركتها فيها؟؟، أم أنها ستطالب بإعادة اللعبة من جديد؟ ما سيكلفنا جميعاً مواطنين ومسؤولين ضياعاً للجهد والوقت والمال.

وفي كل الأحوال فإن إجراء الانتخابات أفضل من عدمه، فلا يمكن أن تتعطل كل جوانب الحياة بانتظار إحقاق المصالحة، والأهم هو أن تجري المعركة الانتخابية بنظافة وحرية ونزاهة وإن كانت لا تشمل حركة حماس فسواءً شئنا أم أبينا، وسواءً ظلاماً كانوا أو مظلومين، فهم جزء من المكنونة الفلسطينية إذا ما ارتأينا أنه لا بد من المصالحة ولا سبيل عنها، لتوحيد صفوفنا ومواجهة عدونا الرئيسي ألا وهو الاحتلال الإسرائيلي، الذي يجيد استثمار هذا الانقسام، ويستغله أحسن استغلال، فلا يدخر جهداً في استباق الوقت وفرض الأمر الواقع على الأرض، ومصادرة ما يمكن مصادرته من أراضي وخاصة في القدس، وتوسيع دائرة انتهاكاته واعتداءاته بحق أبناء شعبنا، وفي ظل كل تلك المعطيات يطرح السؤال نفسه أين يتجه الفلسطينيون: نحو الوحدة أم نحو مزيد من الانقسام؟.

المهم الآن العمل على حشد كل القوى السياسية والاجتماعية والشخصيات الوطنية، للمشاركة الجماهيرية في هذه الانتخابات، لضمان نجاحها ومصداقيتها، فالمشاركة واجب وطني لإرساء دعائم العملية الديمقراطية وضمان مسيرة بناء الدولة وبناء مؤسساتها، ومن المهم والضروري تهيئة كافة الأجواء الأمنية والمتطلبات اللوجستية من أجل إنجازها على أسس عادلة وراسخة.

http://www.miftah.org