عزمى بشارة يؤكد أن الجدار الفاصل هو تمزيق حقيقي للمجتمع الفلسطيني
بقلم: مفتاح
2004/7/7

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1197


‏ بيروت - وفا- أكد عضو الكنيست الإسرائيلي، الدكتور عزمي ‏بشارة، في حديث صحفي، امس، أن الجدار الفاصل ليس تفصيلة أخرى من تفاصيل ‏الاحتلال، وإنما هو تمزيق حقيقي للمجتمع الفلسطيني. ‏ ‏وقال بشارة من خيمة إضرابه عن الطعام في مدينة القدس، في حديث مع صحيفة ‏"السفير" اللبنانية أن "شارون يبيع العالم والعرب كلاماً في غزة، ولكنه يبني في ‏الضفة الحقائق الصلبة للاحتلال".

‏ ‏وأشار إلى أنه يشعر أن الأيام التي يقضيها في الخيمة الاحتجاجية أفضل عنده من ‏قضائها في الكنيست، مشدّداً على أن جريمة إقامة الجدار تتطلب ردّاً يتجاوز التظاهرة والاحتجاج والإدانة، ‏ولذلك يواصل إضرابه عن الطعام لشرح المعنى الحقيقي للجدار على الصعيدين العربي ‏والدولي. ‏ ‏وقد واصل الدكتور بشارة، الذي انضم إليه في الإضراب عدد من الشخصيات الفلسطينية، اعتصامه وإضرابه عن الطعام لليوم الثالث على التوالي.

‏ ‏ وقال بشارة: إن هذه الخطوة تهدف إلى لفت انتباه الرأي العام العربي والعالمي ‏‏إلى خطوة بناء الجدار الفاصل العنصري، وإلى المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة إقامة الجدار.

‏ ‏واضاف "جئت إلى هنا كفلسطيني وليس كعضو كنيست، وقد حاولت بذلك أن أضع نفسي في ‏‏خدمة المعركة ضد الجدار، وأنا هنا لن أتحرك وسأبقى في إضرابي عن الطعام عشرين أو ‏ثلاثين يوماً، إلى أن يتحقق هدف إثارة الانتباه إلى حقيقة مخاطر الجدار". ‏وأضاف "خلال هذه المدة لن أصل إلى الكنيست" مشدداً على أن هدف الخطوة هو فضح ‏خطة شارون التي تقوم على إلهاء العالم بالحديث عن خطة الفصل في قطاع غزة، في الوقت ‏الذي يقوم فيه بأخطر عمل في الضفة.

‏ ‏وأشار بشارة إلى أن المؤسف في الأمر أن هناك وضعاً عربياً بات ينتظر الفرج من ‏‏شارون في غزة، وينسى أن شارون يخلق أقسى حقيقة في الضفة الغربية.

‏وشرح بشارة ما يراه "مفارقة كبرى تتمثل في أن شارون يلقى عقبات جديّة حتى داخل ‏‏الليكود لخطته في غزة، ولكنه يحقق نوعاً من الإجماع لخطة الجدار في الضفة والقدس".

‏ ‏ويرى بشارة أن ذلك يجعل من خطة شارون في غزة مجرد بيع كلام، وخطته في الضفة ‏‏حقيقة صلبة، ومن الوجهة العملية فإن الخطة الوحيدة لدى شارون هي خطة إقامة الجدار ‏في الضفة. ‏ ‏وقال: إن الجدار الفاصل هو أكثر من مصادرة أرض والفصل بين الناس، إنه في الحقيقة ‏تمزيق المجتمع الفلسطيني، وتمزيق القدس".

‏ ‏وشدد على أن صفة التمزيق ليست استعارة بلاغية، وإنما تشخيص واقعي لما يجري، موضحاً أن شارون يرتاح لما يفعله إذا كان الرد العربي والدولي هو بيانات ‏وقرارات الإدانة.

‏ ‏وأوضح بشارة الذي سبق له أن اجتاز عملية زرع كلى، أن "دافعي إلى الإضراب هو ‏القول للعالم أنه يجب عدم التعامل مع جدار الفصل العنصري، وكأنه تفصيلة أخرى من تفاصيل ‏الاحتلال". ‏ ‏وأشار إلى أن "قمع الاحتلال الإسرائيلي يدان كل يوم، وتمرّ الناس عنه بعد ذلك مرور ‏الكرام، وهناك قرارات من الجمعية العمومية للامم المتحدة، ومن المنظمات الدولية بذلك فضلاً عن ‏مواقف المنظمات الإنسانية، غير أن الجدار موضوع آخر يختلف نوعيّاً عن مظاهر قمع ‏الاحتلال الأخرى بما فيها الاجتياحات". ‏ ‏وقال: "لقد توصلت إلى اقتناع بأن شارون يريد ضمّ كل ما هو غربي الجدار، ولذلك ‏خرجت لأقول "أن شرح هذه الحقيقة يتطلب تعبيراً حاداً، فالأمر لم يعد يحتاج فقط إلى ‏تظاهرة وإلى تنظيم الناس ضد الجدار".‏. ‏وأضاف "لقد قمنا بأعمال برلمانية في أمور كثيرة ولكن يبدو لي أن للجدار خصوصية ‏مميزة".

‏ ‏وكان بشارة قد أوضح فى تصريحات سابقة ان الجدار الاسرائيلي يصل في هذه الأيام ‏مرحلة حاسمة، إذ يتم إغلاق المتنفس الوحيد المتبقي بين القدس وقراها وضواحيها وبين ‏القدس وبقية المناطق المحتلة عام 1967 كما يتم تغيير معالم البلاد الجغرافية ‏والاجتماعية بطرق استعمارية.

http://www.miftah.org