في كل عام

المستوطنون وحربهم على الزيتون
بقلم: آلاء كراجة لمفتاح
2010/10/14

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12073

في كل عام وفي هذا الوقت تحديداً أي في موسم الزيتون لا تنقطع الأخبار التي نطالعها ونشاهدها بأم العين على أرض الواقع من حولنا، من اعتداءات المستوطنين اليومية على أراضي المزارعين الفلسطينيين، ومحصولهم من الزيتون إما بالحرق أو السلب أو بالاعتداءات والممارسات الاستفزازية وكل ذلك بالطبع وكماهو معتاد يجري تحت مسمع ومرأى من جيش الاحتلال الإسرائيلي وبتأييد منه في دلالة واضحة على تشجيعه لهم للاستمرار في عملياتهم الإجرامية، حيث كان آخِر الاعتداءات وليس آخرٌَها بالأمس حين هاجم مستوطنون حقول الزيتون وقطعوا عدداً من الأشجار التي تعود للمواطن مبارك زواهرة في قرية جب الذئب شرق الفرديس بمحافظة بيت لحم، وبدعم من جيش الاحتلال فيما قام أحد المستوطنين اليوم بإفلات مجموعة من الأغنام في حقل الزيتون الخاص بزواهرة الذي يحوي الزيتون الذي "تم تقطيعه وتخريبه" للانتقام منه وذلك رداً على ما قام به بالأمس من إحضار للمتضامنين للوقوف على ما جرى من اعتداءات، كما ذكرت وكالة PNN.

التي قال لها زواهرة إنه يعمل على فضح سياسة الاحتلال حيث قام بتصوير ما حدث معه وسيقوم وفد من منظمة بيتسيلم بزيارته اليوم في منزله للاطلاع على ما حلّ في حقله من خراب وتدمير من قبل المستوطنين، وهذه مبادرة جيدة من قبل المزارعين أنفسهم عندما يحاولون تسليط الضوء على معاناتهم وتضررهم بسبب المستوطنين، حتى يرى العالم خطر هؤلاء الذين يشكلون مصدر عنف وتطرف، وذلك من خلال ممارساتهم اليومية في الاعتداء على حياة المواطنين الفلسطينيين وأمنهم وممتلكاتهم، وكان قد هاجم مستوطنون قبل عدة أيام أيضاً، قرية بورين جنوب نابلس واعتدوا على المزارعين هناك.

ولابد من الإشارة هنا إلى أن تقاعس جيش الاحتلال الإسرائيلي عن لجم المستوطنين والوقوف في وجه تصرفاتهم غير المعقولة، لا يعد فقط تشجيعاً لهم بل هو تواطؤ قادهم للتمادي في عدوانهم الذي طال حتى المقدسات الدينية، حين تطاول مستوطنون قبل عشرة أيام وأقدموا على حرق مسجد الأنبياء في بيت فجار بالقرب من بيت لحم وحرق المصاحف، في تحد صارخ لأبسط الحقوق الإنسانية بممارسة حق العبادة بحرية دون تدخل وعنصرية، ومحاولة لإضافة تعقيدات جديدة على المشهد السياسي الفلسطيني الإسرائيلي.

يُضاف إلى ذلك الاعتداء على الأطفال والذي تصاعدت وتيرته في الفترة الأخيرة وبمصادقة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث أقدم زعيم المستوطنين ديفيد بئيري على دهس طفلين فلسطينيين 10 و11 قبل أيام في بلدة سلوان في القدس الشرقية، فيما اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الطفل منصور عمران ثماني سنوات من حي سلوان بتهمة رشق الحجارة، والذي شوهد في شريط الفيديو الذي يوثق بشاعة الحادثة وأٌخذ بالقوة من منزله على يد جنود إسرائيليين في وقت متأخر من الليل دون مرافقة والديه.

حيث كان وزير الأمن العام الإسرائيلي اسحق أهارونوفيتش قد أعلن أنه "لا حصانة للأطفال" في حال رشق الحجارة، فيما اعتقل الطفل كرم دعنا 12 عاماً الشهر الماضي وأُبعد عن منزله لمدة خمسة أشهر ومنع من الذهاب إلى المدرسة، واعتقل في الأيام القليلة الماضية عشرات الأطفال بتهمة رشق الحجارة.

إن هذه الهجمة الشرسة التي يشنها المستوطنون والتي تتصاعد وتيرتها في موسم قطف الزيتون، وتطال جميع الأصعدة لا يجب السكوت عليها، ولا يجب الوقوف دون حراك أمام ممارسات المستوطنين من حرق للأشجار واستيلاء على المحاصيل واعتداء على الأراضي الزراعية وأصحابها، ولابد للعالم أجمع أن يرى الخطر المحدق من وجود هؤلاء في الضفة الغربية وما هو إلا مؤشر لضرورة وقف جميع الممارسات الاستيطانية التوسعية في الضفة، ولابد من تحرك دولي من أجل لجم المستوطنين وردعهم وتوفير الحماية للفلسطينيين من هذه الانتهاكات اليومية، وحماية أطفالهم القُصر الذين يجب استثناءهم في الصراع.

والضغط من أجل مساءلة إسرائيل ومستوطنيها على جرائمهم خاصة أمام محكمة الجنايات الدولية، واعتبار الاستيطان جريمة حرب بموجب ميثاق روما، بدلاً من مكافئة إسرائيل بالحوافز التي تسعى هي لابتزازها من الولايات المتحدة مقابل الموافقة على تمديد التجميد الاستيطاني.

فأي وقاحة تلك التي تجاهر بها إسرائيل، حين تطالب بالمكافئات من أجل وقف جرائمها؟؟، إنها تلك الوقاحة التي تقابلها لامبالاة أمريكية بحتة لتحقيق ما تريد إسرائيل مقابل مصالح متبادلة بينهما، نحن كفلسطينيين خارج دائرتها.

http://www.miftah.org