مفاوضات متعطلة... واستيطان وعدوان مستمر (من 10 وحتى 16 تشرين أول )
بقلم: مفتاح
2010/10/16

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12076

المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة:

لم يطرأ تطور حقيقي خلال الأسبوع الماضي على مشهد المفاوضات المباشرة بين حكومة نيتناهو اليمينية والسلطة الفلسطينية، منذ توقفها بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت والرافض لتمديد تجميد البناء الاستيطاني، وفي كل الأحوال فقد أعلنت مصر اليوم أن المطلوب هو مفاوضات سلام جادة وليس نقاشات دون إطار زمني حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي، اليوم السبت، أن وزير خارجية بلاده أحمد أبو الغيط أكد خلال لقائه نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون أمس في بروكسل موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية.

وقال السفير زكي في بيان صحفي: أكد الوزير أبو الغيط أن مصر ترغب في رؤية مفاوضات حقيقية جادة تقوم على أساس الالتزام بالتوصل إلى نتائج وليس مجرد مناقشات مفتوحة دون إطار زمني لا يفضي إلى شيء‏.‏

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد صرحت في 13 من أكتوبر أنها لا تبحث عن تأجيل مدة شهرين لعملية السلام، بل تبحث عن تحقيق مسار واضح يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين مواصلة المفاوضات.

,جاء تعقيب الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب جيه كراولي على اشتراط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد تجميد الاستيطان في مقابل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية.

وأضاف "أننا لا نريد أن ندفع الطرفين لفترة زمنية مقدارها شهرين ولكن نريد خلق مسار واضح يسمح للأطراف البدء بعملية سلام متواصلة تبحث كافة القضايا الجوهرية واحدا تلو الآخر بهدف التوصل إلى مفاوضات ناجحة في غضون عام".

وقال "ما قاله نتنياهو أمس في جوهره وهو مطلب أساسي للحكومة الإسرائيلية نحن نؤيدها، وإسرائيل هي جزء من المنطقة، ويجب القبول بها بوصفها وطن للشعب اليهودي ".

الاستيطان الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين:

وفيما يبقى المشهد السياسي معطلاً، يستمر البناء الاستيطاني على الأرض، واليوم السبت 16 تشرين أول تتحدث إسرائيل عن موافقة أميركية على الاستيطان، حيث استأنفت الحكومة الإسرائيلية نشر العطاءات الاستيطانية أمس بعد توقف استمر عاماً، وطرحت مناقصة لبناء 238 وحدة سكنية جديدة في حييْن استيطانيين في القدس المحتلة، وهي خطوة أعلنت إسرائيل أنها تمت بتنسيق تام مع الإدارة الأميركية، فيما أدانتها السلطة الفلسطينية، متهمة الحكومة الإسرائيلية بقتل فرص استئناف مفاوضات السلام.

وكانت وزارة الإسكان الإسرائيلية طرحت المناقصة في حييْ «بسغات زئيف» و«راموت» الإستيطانيين في القدس الشرقية.

وصباح يوم الخميس 14 تشرين أول هاجم مستوطنون حقول الزيتون في قرية جب الذئب شرق بيت لحم ، وبحماية ودعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير حقل زيتون لأحد المزارعين في منطقة جبّ الذئب شرق الفرديس بمحافظة بيت لحم، فيما قام أحد المستوطنين بإفلات مجموعة من الغنام في حقل الزيتون الخاص به للانتقام منه.

مبارك زواهرة من قري جب الذيب شرق بيت لحم قال إن مجموعة من المستوطنين أقدمت على قطع أشجار الزيتون الخاصة به في المنطقة القريبة من البقعة الاستيطاني"زيبار" شرق الفرديس، وقد قام بعرض الدمار الذي حل في حقله على مجموعة من المتضامنين الأجانب واطلاعهم على تصرف الاحتلال ومستوطنيه ضد الفلسطينيين.

وفي 13 تشرين أول شن الاحتلال غارات وهمية على القطاع وأصاب جيش الاحتلال فتى شمال بيت لاهيا بجراح طفيفة جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النيران باتجاهه شمال قطاع غزة.

حيث ذكرت مصادر:"إن قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود الشمالية من القطاع أطلق زخات من النيران بتجاه مجموعة من الفتية كانوا متواجدون في منطقة القرية البدوية بالقرب من الحدود الشمالية،ما أدى إلى إصابة فتى "17"عاما بجراح طفيفة". وكانت طائرات الاحتلال قد شنت سلسلة غارات وهمية على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين.

فيما أثار فيلم قصير في 11 تشرين أول يظهر كيفية قيام مستوطن يهودي بدهس أطفال في بلدة سلوان الفلسطينية، ردود الفعل الغاضبة من كل العالم، وحاولت القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي التلاعب بالحدث لتظهر معاناة المستوطنين في هذه الحادثة، وخلال دقائق مليئة بدموع المستوطنات وزفير المستوطنين ، اظهر التقرير حجم " الخطر " الذي كان يعيشه المستوطنون في تلك الحادثة !!

المصالحة الفلسطينية:

نفى عزام الأحمد يوم 16 تشرين أول تأجيل اللقاء القادم مع حماس والمقرر عقده في 20 الشهر الجاري وأكد أنه لم يحدد مكانه بعد، حيث من المقرر أن تعقد حركتا فتح وحماس اجتماعا في الـ20 من الشهر الجاري لبحث الملف الأمني الذي ما يزال يحول دون توقيع حماس على ورقة المصالحة المصرية بحجة أن لها ملاحظات على ذلك الملف الذي بات العقبة الأخيرة في ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وقال الأحمد لـ'القدس العربي' 'الموعد ما يزال قائماً ولكننا بانتظار الاتفاق على مكان عقده في دمشق او بيروت حسب ظروفنا وظروفهم'.

وأضاف الأحمد 'سنسمع ملاحظاتهم حول الأمن'، مشيرا إلى أن تفاصيل الملف الأمني ستعتمد على ما ورد في الورقة المصرية للمصالحة وقال 'نحن لا نريد ان نجري حوارا جديدا نحن ذاهبون لسماع ملاحظاتهم'. وشدد الأحمد على أن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والمشاركة فيها من قبل الفصائل الفلسطينية تحكمها القوانين الفلسطينية، وقال 'هناك قوانين هي التي تحكم الأجهزة الأمنية'، مشيرا لحق كل فلسطيني بالمشاركة في الأجهزة الأمنية والعمل فيها ولكن وفق القوانين الفلسطينية المرعية.

وعند سؤاله عن ملاحظات فتح قال الأحمد 'لا نريد أن نعلنها في الصحافة عندما نجلس معهم سنبلغهم اياها'.

فيما أكدت مصادر مطلعة في حركة فتح الثلاثاء 13 تشرين أول أن الخبراء الأمنيين لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية يعكفون على إعداد تصورا لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإعادة بنائها لعرضه على حركة حماس خلال الاجتماع القادم معها بدمشق لبحث الملف الأمني الذي ما يزال عالقا ويحول دون الوصول إلى اتفاق مصالحة على أساس الورقة المصرية. هل يستغرق 3 سنوات: لقاء دمشق القادم سيمهد لحوار جديد لتقاسم أجهزة الأمن.

الاعتراف بيهودية إسرائيل:

تعاقبت التصريحات التي تدعو للاعتراف بيهودية إسرائيل، حيث رحبت واشنطن في 14 تشرين أول باقتراح "الاعتراف بيهودية إسرائيل". وكان ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صرح الأربعاء 13 تشرين اول "إننا نطلب رسميا وعلنا من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية أن تقدما لنا خارطة لحدود دولة إسرائيل التي يريدون منا الاعتراف بها".

في المقابل، رفضت السلطة الفلسطينية عرض نتنياهو، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس: "هذا الأمر ليس له علاقة بعملية السلام ولا بالتزامات إسرائيل التي لم تنفذها، وهذا من الجانب الفلسطيني مرفوض جملة وتفصيلا".

وأضاف عريقات "نرفض بشكل قاطع محاولة نتانياهو الربط بين التزاماته التي أقرها القانون الدولي بعدم القيام بإجراءات أحادية الجانب وهذا المطلب الذي نرفضه فلسطينيا".

http://www.miftah.org