خارجون عن القانون: فلماذا لا يعاقبون؟؟
بقلم: الاء كراجة لمفتاح
2010/10/21

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12093

لم تكن جذوع أشجار الزيتون وأوراقها المحترقة، كافية بالنسبة للمستوطنين الذين لا يجدون متعتهم إلا برؤية النيران تلتهم كل ما هو فلسطيني، حتى وصلت بهم المواصيل لحرق مدرسة للبنات بالقرب من نابلس، حيث أضرموا النار بالأمس في مخازن مدرسة الساوية للبنات والتي تحوي أدوات رياضة بعد أن اقتحموها وقاموا بتحطيم الأقفال والنوافذ.

وبينت هذه المصادر أن المستوطنين كتبوا شعارات على جدران المدرسة باللغة العبرية، منها 'هذا سلام من ساكني رؤوس التلال'، هذا هو السلام القادم من رؤوس التلال، سلام قادم على السنة النيران؟، وهم الذين أحرقوا بالأمس حقول زراعية في منطقة بيت لحم وأخرى قرب نابلس.

هذه الاعتداءات الممنهجة والتي لم تتوقف أبداً لكنها في ازدياد مطرد يوماً بعد يوم، حتى طالت البشر قبل الحجر والشجر، ووصلت حد الاعتداء على الأطفال وعلى حقهم في التعليم، فما بال الطلبة وهم يتوجهون لمدرستهم ليجدونها وقد لفها السواد، والتهمت النيران محتوياتها، دون أي ذنب اقترفوه، ودون أي وجه حق لهؤلاء المستوطنين الخارجين عن القانون وعن الإنسانية، كالإعصار الهائج الذي يدمر كل ما في طريقه.

وهم في الفترة الماضية استأنفوا عدوانهم بالتزامن مع موسم قطف الزيتون، وأحرقوا شجر المزارعين الفلسطينيين، وسرقوا محصولهم، ونهبوا أراضيهم الزراعية ومنعوهم من الوصول إليها بقوة السلاح والعربدة، وبحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تروقه هذه الممارسات، فصمته عليها واستمتاعه بمشاهدتها، تشجعهم على المواصلة والتمادي فيها، فنيرانهم لم تستثن شيئاً حتى المساجد، عندما أحرقوا مسجد الأنبياء في بيت فجار بالقرب من بيت لحم، إضافة إلى إحراق مسجدي ياسوف واللبن ومحاولة إحراق مسجد حوارة، في محافظة نابلس.

وهذا جاء أيضاً بالتوازي مع تصعيد حملة اعتدائهم على الأطفال، والتي تصدرها المستوطن ديفيد بئيري الذي دهس طفلين فلسطينيين 10 و11 سنة قبل أيام في بلدة سلوان في القدس الشرقية، فيما اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الطفل منصور عمران ثماني سنوات من حي سلوان بتهمة رشق الحجارة، والذي شوهد في شريط الفيديو الذي يوثق بشاعة الحادثة وأٌخذ بالقوة من منزله على يد جنود إسرائيليين في وقت متأخر من الليل دون مرافقة والديه.

حيث كان وزير الأمن العام الإسرائيلي اسحق أهارونوفيتش قد أعلن أنه "لا حصانة للأطفال" في حال رشق الحجارة، فيما اعتقل الطفل كرم دعنا 12 عاماً الشهر الماضي وأُبعد عن منزله لمدة خمسة أشهر ومنع من الذهاب إلى المدرسة، واليوم واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حصارها العسكري المشدّد على بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، المستمر منذ عدة أسابيع، وسط أجواء وصفها السكان بـ'أجواء الحرب"، واستكمالاً لحملات متواصلة منذ عدة أسابيع، شنت وحدة المستعربين التابعة لجيش الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم حملات دهمٍ واسعة لمنازل المواطنين في العديد من أحياء البلدة واعتقلت المزيد من الفتيان والأطفال.- كما ذكرت مصادر صحفية-.

وفي الوقت الذي تقف فيه آلة الحرب الإسرائيلية موقف المتفرج المتواطئ معهم، فمن لهؤلاء المجرمين الخارجين عن القانون؟، وأين دورنا في تقديم الشكاوي ورفعها للمجتمع الدولي من أجل ملاحقتهم قضائياً؟ إذ لم يحصل أن قدمت شكوى في اعتداءاتهم، كما تجدر الإشارة إلى دور وسائل الإعلام في إجراء تغطية معمقة لهذه الاعتداءات من خلال متابعة المتضررين بقصص إنسانية، ترصد جرمهم ومعاناتنا، حتى يتوقف عدوانهم الإرهابي على أرواحنا وأطفالنا ومالنا وأرضنا ومساجدنا.

http://www.miftah.org