توقف للمصالحة والمفاوضات...واستمرار للاستيطان والاعتداءات (17 وحتى 23 تشرين أول)
بقلم: مفتاح
2010/10/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12097

اعتداءات المستوطنين والاستيطان الإسرائيلي:

تواصلت اعتداءات المستوطنين والتي لم تتوقف يوماً ولكن تصاعدت وتيرتها في الفترة الماضية بالتزامن مع موسم قطف الزيتون، فقد قال اليوم السبت مسؤول في محافظة نابلس، إن مستوطنين قطعوا نحو 40 شجرة زيتون في قرية اللبن الشرقي جنوب المحافظة.

وحسب مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، فإن المستوطنين قطعوا الأشجار قبل قطف ثمارها، وهو ما أدى إلى صعوبة اكتشاف أمرهم من قبل.

يشار إلى أن اعتداءات المستوطنين ضد مواطني ريف نابلس وحقول الزيتون مستمرة، ولم تتوقف يوماً.

فيما اعتدى مستوطنو مستوطنة 'سوسيا'، المقامة عنوة على أراضي منطقة يطا في الخليل، أمس الجمعة 22 تشرين أول على المزارعين في منطقة 'واد السويد' شرق يطا، وصادروا ثمار الزيتون.

كما اقتحم مستوطنون متطرفون، فجر أمس الجمعة، قرية كفر قدوم في محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وقال نائب رئيس المجلس القروي صقر عبيد، إن مجموعة كبيرة من المستوطنين كتبوا على جدران 4 منازل فيها عبارة تتوعد أهالي القرية بالانتقام، وتدعوهم إلى مغادرة منازلهم أو بيعها.

فيما تواصل الاستيطان الإسرائيلي والذي لم يتوقف أبداً هو الآخر منذ فترة إعلان تجميد البناء الاستيطاني، وقد أصدرت منظمة السلام الآن يوم الخميس 21 تشرين الأول، تقريراً يفضح النوايا الإسرائيلية التوسعية وتسريعها لأعمال البناء، ومنحها لعدد كبير من العطاءات من أجل البناء في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأشار التقرير أن الاستيطان لم يتوقف أبداً أثناء فترة ما يُسمى ب "التجميد" والتي أدعتها الحكومة الإسرائيلية منذ 26 من سبتمبر الماضي، بل على العكس فقد تضاعف البناء أكثر من أربع مرات عن عامي2009 و2008 إذ بدأ العمل على بناء 544 وحدة سكنية في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.

المصالحة الفلسطينية:

قال أحمد عساف المتحدث باسم حركة فتح اليوم السبت 23 تشرين الأول، إن موقف حركة حماس من الثوابت الفلسطينية التي عبر عنها خالد مشعل لمجلة "نيوزويك" الأمريكية وهي إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، يؤكد بان "الثابت الوحيد لدى حماس هو المتغير" و"لكل مقام مقال".

وأضاف عساف قائلا: "إن حماس تتحدث بلغتين الأولى خشنة وبصوت مرتفع عندما تتحدث مع أبناء الشعب الفلسطيني والعربي وتزايد على مواقف حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والثانية ناعمة وفيها الكثير من المرونة لتكون شهادات اعتماد حماس لدى الغرب".

وقال عساف: "من حق حماس ان تكون شريكا في المنظومة السياسية الفلسطينية وليس بديلا لها، أو من خلال إلغاء هذا التاريخ وشطبه بسياسة التخوين والتكفير المتبعة لدى حركة حماس".

فيما أكد مسؤولون فلسطينيون يوم الأربعاء 20 تشرين الأول، أن الرئيس محمود عباس أوعز لشخص عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها في المصالحة، للإسراع في تحديد موعد اللقاء الجديد مع حركة حماس خلال اليومين المقبلين, على أن يكون اللقاء في موعد أقصاه (أسبوع).

وقال المسؤولين إن مشاورات تجري حالياً بين قيادتي فتح وحماس لتحديد (مكان وزمان) اللقاء الثاني بين الحركتين للاتفاق على الملف الأمني.

وكانت حركة فتح اعتذرت عن حضور اللقاء الذي كان مقرراً اليوم الأربعاء في العاصمة السورية دمشق، بسبب خلاف نشب بين الرئيس الفلسطيني ونظيره السوري على هامش قمة سرت في ليبيا.

وأكد المسؤولين أن قرار السلطة الفلسطينية جاء من أجل توحيد الموقف الفلسطيني, في ظل المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، لاسيما وأن حكومة نتنياهو مصرة على عدم تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.

فيما حمل الشارع الفلسطيني، كافة الفصائل المسؤولية الكاملة عن فشل التوصل لاتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس والذي من شأنه إعادة الوحدة الوطنية لشطري الوطن في ظل تعثر مفاوضات السلام مع إسرائيل.

وأعرب فلسطينيون عن عدم التفاؤل من اللقاءات التي تجري بين حركتي فتح وحماس للتوصل لاتفاق مصالحة بين الحركتين، مرجعين ذلك لما أسموه" عدم توفر النوايا لدى الحركتين للمصالحة"، فيما راح البعض منهم إلى حد " التشكيك" في صدق النوايا لدى الطرفين".

المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة:

لم يجر تقدماً يًذكر على ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، باستثناء بعض التصريحات واللقاءات الجانبية، حيث قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اليوم السبت 23 تشرين الأول إن القيادة الفلسطينية تدرس وقف التزام الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وإنها لن تقدم على خطوات مغامرة. وقال عبد ربه، إن الجانب الفلسطيني يطالب بوضع قواعد جديدة للمفاوضات تقوم على التفاوض على الحدود وليس على الأرض، وانه طالب الإدارة الأميركية بعدم إعطاء إسرائيل أي ضمانات تتعلق بالأرض الفلسطينية.

وأضاف في تصريحات للحياة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يتحالف مع اليمين الأميركي لإضعاف إدارة الرئيس باراك أوباما، وأنه يسعى من وراء طرح فكرة الاعتراف بالدولة اليهودية، إلى تهويد ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية.

فيما اجتمع الرئيس محمود عباس أمس الجمعة 22 تشرين أول مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وقال الرئيس عباس، إن زيارته إلى المملكة العربية السعودية كانت مفيدة ومثمرة جدا، وأضاف في تصريحات له بعد الزيارة، 'شرحنا لخادم الحرمين الشريفين الوضع الذي تم مؤخرا في القمة العربية، واللقاءات التي تمت بيننا وبين الأمريكان والإسرائيليين حول وقف الاستيطان من أجل العودة للمفاوضات المباشرة'.

وتابع 'إن جلالة الملك ثمن عاليا الجهود التي نقوم بها، وأكد لنا أن ذهابنا لواشنطن كان مفيد جدا، حيث تمكنا من سحب كل ذرائع الآخرين فيما يتعلق بلوم الفلسطينيين'. وقال 'إن المملكة العربية السعودية ستقدم لنا دعما ماليا مجزيا في أقرب وقت ممكن'.

وفي 21 تشرين أول أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إنه لا يوجد بديل عن المفاوضات المباشرة وجهاً لوجه، وإنه لا توجد "وصفة سحرية" لاجتياز المأزق بشأن "مفاوضات السلام"، لكنها قالت إنه يمكن مع ذلك التوصل إلى اتفاق ببذل جهود جادة. فيما وصف بأنه رد على المحاولات الفلسطينية لدفع الهيئات الدولية للإعلان عن دولة فلسطينية، وقالت كلينتون في مأدبة أقامها "فريق العمل الأمريكي بشأن فلسطين" إن المفاوضات ليست سهلة لكنها ضرورية للغاية وتأجيل القرارات أسهل دائما من اتخاذها. وأكدت على أنه "يجب أن يكون واضحاً للفلسطينيين بأنهم يستطيعون الحصول على مطالبيهم فقط عن طريق المفاوضات المباشرة".

كما أوضحت أن "الولايات المتحدة تؤيد حل الدولتين استناد على حدود 67، الذي وصفته بأنه حيوي لمستقبل إسرائيل، وعلى تبادل أراض متفق عليه، وإقامة دولة سيادية فلسطينية إلى جانب إسرائيل كدولة يهودية، وإنهاء كافة المطالب والادعاءات التاريخية".

وكررت كلينتون الموقف الرسمي الأمريكي من المستوطنات، والذي يتكرر منذ 40 عاما، وقالت إنه لم يتغير. وأضافت أن واشنطن مصممة على إقناع الطرفين بمواصلة الحوار، وطالبت الفلسطينيين بما أسمته "وقف التحريض ضد إسرائيل"، كما طالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط.

فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود الأحد 17 تشرين أول: "إن دعم المبادرة العربية للسلام هو الحل للخروج من المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام ", محذرا خلال لقائه في رام الله بالضفة الغربية مع فد عمالي دولي من المخاطر المحدقة بالمنطقة في حال فشل عملية السلام.

وجدد الرئيس الفلسطيني إصراره على عدم استئناف المفاوضات المباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من دون تجميد البناء الاستيطاني، قائلا: "إن نتنياهو أبلغه بأنه لن يجمد الاستيطان بزعم أن من شأن التجميد أن يُسقط حكومته".

وقال عباس، في مقابلة أجرتها معه القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي وبثتها مساء الأحد، إنه عندما وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الحكم أعلن أنه علينا وقف البناء في المستوطنات، والولايات المتحدة تقول ذلك وأوروبا تقول ذلك والعالم كله يقول ذلك، فهل أنا لا أقول ذلك؟.

وفيما يتعلق بمطالبة نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بـ(يهودية إسرائيل)، قال عباس: "إن الفلسطينيين يعترفون بدولة إسرائيل، لكن الأخيرة لم تطالب مصر ولا الأردن ولا أية دولة في العالم بالاعتراف بيهودية إسرائيل", مشددا على أن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على حدود العام 1967، وأن الجانب الفلسطيني مستعد لإنهاء الصراع وإنهاء المطالب التاريخية.

وبشأن احتمال تفكيك السلطة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات وإعادة المسؤولية على الضفة الغربية إلى إسرائيل، قال عباس :" إن حل السلطة ما يزال غير وارد ولم نبحث في ذلك، لكن كل شيء مفتوح واليوم تحتل إسرائيل الضفة لكنها لا تتحمل أية مسؤولية".

صفقة شاليط:

أعلنت مصادر في 19 تشرين الأول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو وافق على أن تشمل عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين مع حركة حماس الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الحركة جلعاد شاليط، أمين سر حركة فتح الأسير مروان البرغوثي.

وأبلغت مصادر متطابقة صحيفة "المدينة" السعودية أن الوسيط الألماني أبلغ حماس موافقة إسرائيل أن تشمل صفقة التبادل الأسير البرغوثي مع رفضها أن تشمل الصفقة أسماء أخرى وردت في قائمة الأسماء التي تسلمتها الحكومة الإسرائيلية من حماس.

وكان الوسيط الألماني قد فشل خلال زيارته غزة قبل أسابيع في إقناع حماس بالشروط الإسرائيلية المتمثلة في تخفيف الحصار عن غزة والإفراج عن أعداد محدودة لا تشمل البرغوثي إضافة لإبعاد مجموعة أخرى من المعتقلين إلى دولة لم يتم تحديدها.

http://www.miftah.org