وبدون إجراءات السلامة

أعمال طويلة الأمد..في شوارع وسط البلد
بقلم: الاء كراجة لمفتاح
2010/10/25

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12101

رأيناها من بعيد وهي تقف محتارة كيف ستعبر الشارع من على تلك الأخشاب المعلقة فوق الحفر العميقة، بقدميها المترددتين- (رجل ورا ورجل قدام)، وعينيها الحائرتين اللتين بالكاد تبصران الطريق وتنطقان بالخوف من السقوط الذي تدرك تماماً بأنه لن يكون سهلاً على عجوز مثلها، إلى أن اقتربنا منها وأمسكنا بيدها لتتمكن من المرور عبر الجسر الخشبي المتهالك والمهتز في شارع ركب وسط البلد بالقرب من دورا المنارة في رام الله، أي الشارع الذي يشهد إغلاقا ً وأعمال حفر منذ مدة ليست بالقصيرة.

الحقيقة أن هذا المشهد الذي صادفني لابد وأنه ليس الوحيد، لكن المؤسف أنه مشهد متكرر في كل مرة تجري فيها أعمال حفر وتجديد وتأهيل للطرق في الشوارع الداخلية وسط البلد، حيث شهدنا ذلك قبل خمسة أشهر في شارع الإرسال الذي طالت أعمال البناء فيه، وبدا ولفترة طويلة وكأنة منطقة منكوبة إثر زلزال سبعي على مقياس ريختر، أو إثر إعصار "كاتريني" قد مر به.

ومع تقديرنا لعمل البلديات والجهود المشكور للتأهيل والتغيير والعمل المضني وعملها لراحتنا وأسفها على إزعاجنا، إلا أن عتابنا لهم في المرة الماضية أثناء العمل في شارع الإرسال لم يلق على ما يبدو آذانا ًصاغية فإجراءات السلامة التي يتوجب على الجهة المسؤولة عن هذه الأعمال اتخاذها ليس فقط للعاملين فيها بل للمارة على جانبي الطريق المعاد تأهيله، لم تكن متوفرة فلا وجود لحماية حديدية أو حتى خشبية أو إشارات تحذيرية على حافة الشارع المتاخم للعمل!!!، ولا حتى عاكسات ضوئية أو إنارة ليلية خفيفة تنير هوامش الطريق لتلك العجوز التي بالكاد تسيطر على خطواتها وتقيها هي وغيرها السقوط.

كما أن من واجب الجهات الجهة المسؤولة عن منطقة العمل عدم السماح لأحد بالمرور في المنطقة وخاصة أثناء عمل "الجرافات" الضخمة و"القلابات"، ومع وجود كل هذه المخاطر من خنادق وأدوات خطرة وغيرها.

كما أننا كمواطنين مستخدمين لمثل هذه الشوارع الحيوية من حقنا أن نعلم المدة الزمنية التي سيستغرقها العمل، أي أنها ستبدأ من تاريخ كذا وحتى تاريخ كذا، بالإضافة إلى ساعات العمل اليومية، والتي للأسف تأتي بالتزامن مع فترة العمل المعتادة لأصحاب المحال ومعظم الموظفين، رغم أن كل أعمال البناء وإعادة التأهيل في العالم، تعمل في الفترة الليلية عندما تقل حركة المرور والمشاة، أو على الأقل تعمل بنوبات صباحية ومسائية، فيصلون الليل بالنهار للانتهاء من العمل بأسرع وقت ممكن، ولا أعتقد أن (نظرية الإمكانيات لا تسمح) مقبولة هنا، لأننا إذا ما حسبنا الفترات المسائية فهي أيام أعمال إضافية لإنهاء المشروع. كما أني لم ألحظ أي إشارة تحذيرية موضوعة على مسافة معقولة تدل على أعمال حفر في الشارع الرئيسي والذي تكثر مداخلة، والحقيقة أننا لا نجيد استعمال هذه الإشارات والتي من المفترض أن توضع على مسافة بعيدة لتحذر السائق أو المار وتعطيه الخيار لأن يسلك طريقاً آخر، لا أن توضع عند منطقة العمل، وكأن المواطن بعد أن يرى الجرافات وأعمال الحفر عاجز عن إدراك أن أعمال تأهيل تجري في الشارع.

وأخيراً، فلابد من حملة إعلامية حقيقة في الصحف والإذاعات المحلية ترافق أعمال التأهيل وخاصة في المناطق الحيوية قبل وأثناء العمل لتنبيه المواطنين وإعطائهم بدائل للطرق التي اعتادوا يومياً استخدامها للوصول إلى أعمالهم.

وفي الختام نؤكد أننا مع الإصلاح والعمران وإعادة التأهيل، لكننا أيضا ًمع تنفيذه وفق القانون والمنطق وإجراءات السلامة العامة للجميع فنحن نعلم أنكم تأسفون لإزعاجنا..وتعملون لأجلنا، وتهتمون بسلامتنا، لكننا بحاجة لأكثر من هذا ..بحاجة للتطبيق.

http://www.miftah.org