ماذا بعد أم الفحم...ومشروع اليمين المتطرف؟
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2010/10/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12109

الهجوم الفظ والقمعي الذي شنته شرطة الاحتلال الإسرائيلي على أهالي وشباب أم الفحم الذين انتفضوا في وجه حركة مارزل اليمينية المتطرفة، التي تقدمت في أراضي المدينة وبصور مستفزة من أجل التظاهر والمطالبة بإخراج الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 برئاسة الشيخ رائد صلاح خارج القانون بحجة أنها حركة تدعم القاعدة وحماس والإرهاب العالمي، ما هو إلا واحداً من الأدلة الدامغة التي تصب في كره إسرائيل وحربها على كل ما هو عربي وفلسطيني والذي لم يستثن احدا من بشر أو شجر أو حجر.

إن الدور الذي تلعبه اليوم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، هو دور الحامي العسكري لمتطرفيها ومتشدديها، الذين يشتد عزمهم وتقوى شوكتهم بهذه الحماية، وما هو إلا اشتراك في الجريمة ومباركة لها، ومؤشر على خطة هذه الحكومة وإستراتيجيتها التي تستهدف الوجود الفلسطيني، حيث سخرت الأجهزة الإسرائيلية أكثر من 1500 شرطي لحماية المتطرفين اليهود الذين حملوا لافتات كُتب عليها شعارات استفزازية، الهدف منها استفزاز الفلسطينيين وجرهم إلى العنف، كتلك التي نادت بسجن الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في البلاد مدى الحياة.

وبالفعل فقد كانت الشرطة مستعدة لمواجهة الشباب المنتفضين لمدينتهم بقنابل الغاز والأعيرة المطاطية التي أدت إلى وقوع عشرات الإصابات بحق المحتجين على مسيرة اليمين المتطرف الإسرائيلي، والأكثر استفزازاً كانت مجموعة المستعربين الذين انقضوا على المتظاهرين من بينهم، بطريقة تشير إلى نواياهم المبيتة في المواجهة وجر الأمور على ما آلت إليه.

والحقيقة أن هذه الاستفزازات المتسلسلة والمتعاقبة تبدو وكأنها ضمن سياسة موحدة للنيل من فلسطيني الداخل تنفيذاً لمخطّطات يهودية الدولة وتفريغ الأرض من أصحابها وتأتي بالتزامن مع التشريعات والقوانين العنصرية تجاههم والتي كان آخرها قانون المواطنة، وكذلك بالتوازي مع اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي الضفة الغربية، من هدم وتشريد وتطهير عرقي يطال الأرض وأهل الأرض، سواء في القدس أو في العيسوية كما جرى بالأمس من تجريف للأراضي الزراعية، أو في قرية العراقيب التي هُدمت المرة تلو الأخرى، فيما نعد نحن المرات، بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين والاستيلاء على محصولهم السنوي من الزيتون وحرقه في معظم الأحيان.

هذه هي السياسة العنصرية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي مستهدفة الوجود الفلسطيني في كل مكان، ومستغلة حالة الجمود السياسي التي تشهدها العملية التفاوضية أو "السلمية"، من أجل كسب الوقت وفرض أمر واقع على الأرض، قبل التوصل لاتفاق، وإن حصل يوماً ما، لا أعلم حقاً ما الذي سنخرج به منه؟ وأي أمن وسلام ذاك الذي سيكون مع هؤلاء الساديين؟ وبعدما واصلت إسرائيل سرقتها واستيلائها على الأرض، حتى لم يتبق لنا إلا الفتات لنبني عليه مؤسسات الدولة التي يحلم بها رئيس الوزراء سلام فياض!!!!.

لذا لابد من وقفة جماهيرية فلسطينية رسمية وشعبية جادة متعاضدة تجمع فلسطيني عام 48 وأهالي الضفة الغربية، الذين يمكثون اليوم وأكثر من أي وقت مضى في خندق واحد ضد عنصرية الاحتلال واليمين المتطرّف، الذي يهدف لترانسفير يسعى فيه للتخلص من كل ما هو مختلف عنه، ولم ولن تكون أم الفحم هي المحطة الأخيرة في حربه تجاه الأرض وأهلها في الداخل وفي كل مكان ، فماذا بعد؟

http://www.miftah.org