أمريكا تنتظر.. والكرمل تحترق.. وعباس يهدد بحل السلطة .. والويكيليكس في كل مكان (28 تشرين ثاني- 4 كانون أول)
بقلم: مفتاح
2010/12/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12193

اهتمت الصحافة المحلية والعربية بتصريح الرئيس محمود عباس حول إمكانية حل السلطة الفلسطينية إذا لم يعد التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل ممكنا ولم يعترف العالم بدولة فلسطينية. إذ قال عباس في مقابلة متلفزة مساء الجمعة 3/12 إنه لا يمكنه القبول بأن يبقى رئيسا لسلطة غير موجودة، في إشارة لاستمرار إسرائيل في احتلال الضفة الغربية.

عباس قال إذا لم تجمد إسرائيل نشاطها الاستيطاني لثلاثة أشهر إضافية، فخيارته الأقرب تشمل الطلب من الولايات المتحدة والأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية.

من جهتها، رفضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 3/12 الحديث عن أن المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية شارفت على الانهيار مثلما قال مسؤول فلسطيني كبير مضيفة: "سنجري بعض المشاورات الإضافية مع الطرفين، ولكن هناك عددا من الطرق التي نمضي فيها قدما".

ورغم أن أمريكا ما زالت تنتظر الرد على الصفقة التي عرضتها على إسرائيل مقابل تجميد الاستيطان 90 يوما إضافية، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات إن الرد الإسرائيلي وصل وبوضوح. وذلك في إشارة إلى مصادقة سلطات الاحتلال في 2/12 على بناء 755 وحدة استيطانية جديدة في موقعين منفصلين في القدس المحتلة، 130 وحدة في مستوطنة (جيلو) جنوب القدس، و625 وحدة في مستوطنة بسغات زئيف المقامة على أراضي القدس الشرقية.

ولم يكن الاستيطان هو الدليل الوحيد على محاولة إسرائيل لزيادة سيطرتها على القدس الشرقية، فقد تمثل ذلك في إصدار سلطات الاحتلال مزيدا من أوامر الهدم للمنازل الفلسطينية في المدينة، وهدمها لمنزلين في منطقة رأس خميس ومنزلا ومطبعة في بلدة العيساوية وإجبارها مواطنا على هدم منزله في حي الشيخ جراح بداعي البناء غير المرخص، هذا فضلا عن استيلائها على 4 شقق سكنية في حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة.

وفي الضفة الغربية واصلت سلطات الاحتلال عمليات التجريف والحفريات للأراضي وطرد ومضايقة عشرات المزارعين، مع استمرار عمليات الاقتحام لمختلف محافظات الضفة ونصب العديد من الحواجز العسكرية بالإضافة إلى مهاجمة المستوطنين للسكان ما أدى إلى إصابة طفل بجروح شرق الخليل إثر دهسه.

الويكيليكس تشغل العالم

انشغل العالم بتسريبات ربع مليون وثيقة أمريكية عبر موقع الويكيليكس الذي نشر سيلا من الوثائق التي أحرجت قادة العالم مثل الولايات المتحدة التي وصتها بأكبر جريمة تجسس. وكشفت وثيقة أنه وقبل حرب اسرائيل على قطاع غزة آواخر 2008 طلب وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك من مصر والقيادة الفلسطينية تولي السيطرة على القطاع بعد "هزيمة حماس" وهو العرض الذي رفضته السطة ومصر على حد سواء.

محاولة لإحراق قبر القسام بعد حريق الكرمل

وفي شأن آخر، فقد شب حريق ليلة الجمعة 3/12 في مقبرة القسام في بلد الشيخ بالقرب من حيفا، وذكرت وكالة وفا أن يهودا -على ما يبدو- أقدموا على إشعال النار في المقبرة انتقاما للحريق في جبال الكرمل.

يأتي هذا بعد اندلاع حريق هائل الخميس 2/12 في منطقة الكرمل شمال إسرائيل لم تستطع وحدات الإطفاء والطائرات إخماده. وزاد الوضع سوءا اندلاع حرائق أخرى بعد الحريق الأول في نفس المنطقة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها عثرت على دلائل تشير إلى أن الحريقين اللذين اندلعا في "كريات بياليك" وكذلك في "كريات تبعون" كانا بفعل فاعل.

وأوقع الحريق الذي يعد الأكبر منذ سنوات طويلة أكثر من 40 قتيلا من بينهم 42 سجانا قتلوا الخميس 2/12 غالبيتهم سجانون إسرائيليون حاصرت النيران حافلتهم، والعديد من الإصابات فضلا عن التهام النيران عشرات آلاف الدونمات من الأشجار، كما تم إخلاء أكثر من 17 ألف شخص من منازلهم. ولغاية اللحظة تواصل طواقم الإطفاء محاولاتها إخماد النيران، إلا أنها فشلت في السيطرة على الحرائق رغم وصول طائرات إطفاء من عدة دول، حتى تلك التي لم تخطر على البال، فتركيا التي تربطها علاقات متوترة بإسرائيل بعد حادثة أسطول الحرية في أيار الماضي، كانت أول الدول التي تعرض المساعدة على إسرائيل في محاولة لإخماد الحريق، رئيس الحكومة بينيامين نتانياهو وافق وشكر نظيره التركي على المبادرة.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية اليوم 4/12 انه يستدل من التحقيق الأولي لشرطة الاحتلال أن الحريق نجم عن إهمال من قبل عائلة كانت تقضي وقتها في الطبيعة حيث أضرمت النار من أجل تحضير القهوة دون التأكد من إخمادها.

وفي قطاع غزة، قتل ثلاثة شبان من عائلة اللحام في رفح يوم 3 /12 إثر انهيار نفق للتهريب، وأصيب الرابع. وفي 2/12 قال ماكسويل جايلارد نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط إن قطاع سيحتاج إلى 575 مليون دولار في عام 2011. مضيفا أن هناك فلسطينيين يعيشون في "ظروف غير مستقرة" وبحاجة إلى مساعدة من أجل البقاء.

وفي تعبير لها عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي صادفت ذكراه في 29/11 أعلنت البرازيل في 3 من كانون الأول اعترافها بدولة فلسطينية على حدود عام 1967. خطوة بدا واضحا أنها لم ترق لأعضاء الكونغرس الأمريكيين، فقد وصفت ايلينا روس ليتنين رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الجديد اليوم 4/12 القرار البرازيلي "بالمؤسف" قائلة إنه لن يكون من نتائجه إلا ضرب السلام والأمن في الشرق الأوسط.

http://www.miftah.org