بعد تراجع الولايات المتحدة عن موقفها بشأن وقف الاستيطان.. الفلسطينيون: إسرائيل اختارت الاستيطان بدل السلام (5 - 11 كانون الأول)
بقلم: مفتاح
2010/12/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12207

في أول خطاب لها بعد إعلان الولايات المتحدة فشلها رسميا في إقناع إسرائيل لتجميد الاستيطان، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 10 كانون الأول إن واشنطن تريد "بداية نظيفة" في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. مضيفة إنه يمكن التعامل مع المستوطنات كجزء من الجهود الرامية إلى تحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.

كلام كلينتون جاء أثناء خطاب لها أمام مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن بعد أيام من محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. هذا الموقف الذي اعتبره الفلسطينيون ترجعا في المواقف قال الأمريكيون إنه وسيلتهم الجديدة لمعالجة المشكلة.

وبرر المتحدث باسم وزارة الخارجية في واشنطن بي جي كراولي في 8 كانون الأول القرار الأمريكي بأنه "اعتراف بالواقع" و أضاف: "أود وصف هذه الخطوة بأنها تغيير في التكتيكات وليست تغييرا في الإستراتيجية"، قائلا إن الوقت قد حان للتعامل مع القضايا الجوهرية لهذا الصراع وهي قضايا الوضع النهائي: الحدود والأمن والمستوطنات، والمياه، واللاجئين، والقدس.

كلينتون قالت في خطاب لها في 10 كانون الأول أن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد بأنه يمكن التوصل إلى تسوية قبل الموعد النهائي الأصلي في آب من العام القادم.

لكن ورغم طمأنة كلينتون للفلسطينيين بأن حكومتها تتمسك بموقف رفض الاستيطان واعتقادها بأنه لا مناص من قيام دولة فلسطينية عن طريق المفاوضات، يرى الفلسطينيون أن تراجع أمريكا المفاجئ من المطالبة بوقف الاستيطان لم يكن بالخطوة الصحيحة. إذ قال دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات في 10 كانون الأول: "كان أمام الحكومة الإسرائيلية خياران؛ إما الاستيطان أو السلام، وقد اختارت الاستيطان". وأكد عريقات تمسك القيادة الفلسطينية بمطالبها بوقف الاستيطان في جميع الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية قبل أن تعود إلى محادثات مباشرة.

وهذ ومن المقرر أن يعود المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة في 13 كانون الأول للتحدث إلى مسؤولين من كلا الجانبين.

هذا الجمود الحالي في العملية السياسية لم يزعج الفلسطينيين فحسب بل عددا كبيرا من المسؤولين الأوروبيين أيضا. في 9 من كانون الأول، أرسل 26 مسؤولا أوروبيا سابقا بمن فيهم رئيس الاتحاد الأوروبي السابق خافيير سولانا، والرئيس الألماني السابق ريتشارد فون فايتسكر، ورئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزاليس ، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق رومانو برودي والرئيسة الايرلندية السابقة ماري روبنسون رسالة إلى رئيسة للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ، لحثها على تهديد إسرائيل بالعقوبات في حال رفضها تجميد الاستيطان.

وجاء هذا التحرك الأوروبي بعد أيام من اعتراف البرازيل والأرجنتين بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.. وقد اعترفت أوروغواي شفهيا أيضا بفلسطين.

بين تعليقات عدة، انتقد المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ايغال بالمور في 7 من كانون الأول الاعتراف بشدة، مضيفا: "هذا التدخل يلحق ضررا شديدا"، وقال "انه لن يساعد على الإطلاق لتغيير الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين. أما وكيل وزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز فقال إن اعتراف البلدين بفلسطين كان "سابقا لأوانه."

على الأرض، قتل مراهقان في السادسة عشرة من العمر في 10 كانوا الأول عندما انفجرت ذخائر خلفها الجيش الإسرائيلي.

وفي حادثين منفصلين، واطلقت قوات الاحتلال النار على صبي عمره 16 عاما في ساقه عندما كان في مزرعته بالقرب من خان يونس. وأطلقت النار على رجليْن آخرين في العشرين من العمر في بيت لاهيا.

في 7 كانون الأول ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أن الجيش الاسرائيلي عاد الى استخدام قنابل الغاز المميتة والتي تم وقف استخدامها من قبل قائد الجيش في الضفة افي مزراحي في اعقاب تعرض بعض المتظاهرين للاصابة وكذلك استشهاد بعض المتظاهرين. ويعتبر هذا النوع مسؤولا عن إصابات عديدة واستشهاد واحد على الأقل هو بسام أبو رحمة في بلعين عام 2009.

في 8 من كانون الأول، رحلت السلطات الإسرائيلية النائب عن حركة حماس محمد أبو طير من القدس إلى رام الله بعد احتجاز دام 5 أشهر في سجن إسرائيلي. وجردت إسرائيل حقوق 4 نواب مقدسيين شاركوا في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني.

في 8 كانون الأول ، وقع 39 حاخاما رسالة تطالب اليهود بعدم تأجير أو بيع الأراضي أو العقارات إلى "غير اليهود" أو العرب الفلسطينيين. خطوة خلقت ضجة في أوساط الفلسطينيين داخل إسرائيل وفي الأراضي المحتلة وبين الإسرائيليين أنفسهم الذين اعتبروا أنها تهدد الطابع "الديمقراطي" لإسرائيل.

http://www.miftah.org