إنهاء الانقسام لإحياء النظام..!
بقلم: مصطفى إبراهيم
2011/2/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12407

عنوان المقال هو لاحد الناشطين على الفيس بوك الذين وجهوا دعوة باسم ثورة 15 آذار لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

خلال الايام الاولى للثورة المصرية حاول النظام المصري اجهاض الثورة من خلال نشر الاشاعات، بان هناك اجندات خارجية هي من تعبث بأمن مصر، وهي التي تحاول زعزعة استقرار النظام والامن في مصر، وتحميل جماعة الاخوان المسلمين وحركة حماس، وبعض الشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني المسؤولية عن اندلاع الثورة، وتساوقت مع النظام بعض الاطراف سواء كانت عربية او فلسطينية.

وفشلت محاولة النظام، وانتصرت الثورة المصرية، وارسلت جماعة الاخوان المسلمين رسائل تطمين للمجتمع الدولي، وللداخل المصري، وخرجت جماعة الاخوان المسلمين سالمة وبريئة من التهم الموجهة لها.

الاجندات الخارجية موضة ومبرر لقمع احتجاجات وانتفاضات التغيير التي تهب ريحها سريعة على المنطقة العربية، ولا نعلم مين اللي عليه الدور؟

لدينا في فلسطين دعوات تنظيم الاحتجاجات والتجمع السلمي على صفحات الفيس بوك كثيرة وتشهد الضفة الغربية وقطاع غزة واماكن تواجد الفلسطينيين في انحاء العالم حراكا كبيرا للتحرك، وتتبلور يوميا افكارا لتوحد المجموعات في مجموعة واحدة من اجل التحرك ليوم الانتفاض لإنهاء الانقسام.

في غزة تقوم الاجهزة الامنية التابعة لحكومة حماس بملاحقة الناشطين على الفيس بوك الذين ينشطون لتحريك الناس للتظاهر والتجمع السلمي من اجل انهاء الانقسام، فقد قامت الاجهزة الامنية خلال الفترة الماضية، ومازالت باستدعاء عدد من الناشطين وبعض الصحافيين ومصادرة اجهزة الهاتف النقال والحواسيب الخاصة ببعضهم، والتحقيق معهم حول الدعوات التي وجهوها للتظاهر والتجمع السلمي.

وخلال التحقيق معهم وجهت تهم لبعضهم حول مصادر تمويلهم وعلاقتهم بالخارج، ومؤسسات المجتمع المدني، وإن كان فتيات مشاركات في الحملة ام لا؟ وانهم يحملون اجندات خارجية للثورة على حركة حماس وحكومتها، وللتأثير على الاستقرار والامن والامان في غزة، وانهم يعملون لصالح حركة فتح.

حركة حماس منعت مجموعة من الفتيات من التظاهر تضامنا مع الثورة المصرية، وبمجرد انتصار الثورة المصرية جيشت جماهيرها للاحتفال بالنصر، وسمحت لمجموعة من طلاب الجامعة الاسلامية بالتظاهر والتضامن مع الشعب الليبي وتمزيق صور العقيد معمر القذافي وحرقها، وهي ذات الجماهير التي رفعت صوره قبل عدة اشهر.

حركة حماس تتعامل مع قضايا الناس من خلال رؤيتها الى حركة فتح، وتنظر بعين الشك الى كل تحرك جماهيري او فصائلي، وتعتبره مدفوعا من قبل حركة فتح ومسانداً لها، وحركة حماس تعتبر نفسها وكيل حصري للقضية الفلسطينية، وتتعامل مع أي تحرك او تجمع سلمي من زاوية امنية، واطلقت أيدي الاجهزة الامنية لوضع حد لهذه الدعوات، وهي غير مقتنعة من انهم يعملون من اجل انهاء الانقسام وإحياء النظام والوحدة الوطنية.

حركة حماس ما زالت تنظر الى هؤلاء الشباب على انهم يحملون اجندات خارجية، مع العلم انهم شباب غير منتمين حزبياً، وان كان من بينهم من ينتمون الى أحزاب، فهذا لا يمنعهم من حقهم في التعبير عن اراءهم وحقهم في التجمع السلمي والمشاركة في الحياة السياسية، والضغط من اجل انهاء الانقسام.

حركة حماس وحكومتها غير مقتنعة باي نشاط حتى لو كان تجمعا سلميا من اجل انهاء الانقسام، ولم تكلف نفسها عناء الاتصال بهؤلاء الشباب والحديث معهم، وتركت الموضوع للأجهزة الامنية للتعامل معهم على طريقتها بالتهديد والترهيب أكثر من الترغيب.

حركة حماس التي عانت من الاتهامات ومازالت من انها تحمل وتنفذ اجندات خارجية، توجه التهم لغيرها من انهم يحملون اجندات خارجية، مطلوب منها ان تثق بالناس، وبالأخرين من مخالفيها الراي وتعمل معهم من اجل إنهاء الانقسام لإحياء النظام على اسس وطنية وبمشاركة الكل الفلسطيني، وتطمينهم من انها تعمل مع الكل الفلسطيني، وعدم مصادرة حقوقهم وقمع حرياتهم، وتتعامل معهم كشركاء في الوطن، وليسوا أعداء لها.

* باحث وكاتب فلسطيني مقيم في غزة

http://www.miftah.org