"فيروس الانقسام" يتسلل نحو مجموعات الفيسبوك الشبابية..!!
بقلم: حسام عزالدين
2011/3/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12431

في حين توقع مراقبون بأن تحدث المجموعات الشبابية عبر "فيسبوك"، سواء ضد الانقسام أو ضد الاحتلال، صدى واسعاً في الشارع الفلسطيني، الا أن "فيروس" الانقسام وصل إلى هذه المجموعات، ما أدى إلى تشتتها، كما يصف ذلك شبان منخرطون في التخاطب عبر "الانترنت".

وفي الوقت الذي انطلقت فيه دعوات فيسبوك الشبابية، تحت شعار "الشعب يريد انهاء الانقسام" امتلأت اليوم صفحات فيسبوك بعناوين شبابية مختلفة، عكست نفسها على الشارع أيضاً.

وتنتشر على صفحة فيسبوك مجموعات مختلفة تحت أسماء "شباب من اجل القدس"، "تصور شعبي شبابي"، "مؤتمر الشباب الفلسطيني"، "يا الله ننهي الاحتلال"، "الفيتو الأميركي"، "الشباب يريد إنهاء الانقسام"، "الشعب يريد إنهاء الاحتلال".

وقال الشاب رامي مهداوي، الذي يشرف على منتدى المجتمع الفلسطيني الالكتروني، بان أعداداً كبيرة من الشبان الفلسطينيين بدأوا يشكلون مجموعات على فيسبوك بعناوين مختلفة، مشيراً إلى أن "هذا التعدد يشتت الجهد الشبابي".

وأضاف مهداوي "تواجهنا مشكلة في عمل هذه المجموعات، إنها لا تعمل تحت شعار واحد، مثل ما جرى في مصر مثلاً، والطامة الكبرى ان جهات وفصائل وأحزاباً فلسطينية دخلت على المجموعات الشبابية، وتحاول هذه الفصائل والجهات فرض اجندتها من خلال المجموعات الشبابية".

وكانت الدعوات الشبابية عبر الانترنت بدأت حينما سقط النظام التونسي، حيث تواصلت مجموعة شبابية مع بعضها البعض، ونظم نشاط امام السفارة التونسية في بيتونيا معلنين تأييدهم لرحيل زين العابدين.

ومن ثم بدأت هذه المجموعة بالاتساع، وكررت عملية التواصل فيما بينها تأييداً لثورة المصريين، في وقت غابت الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني عن المشهد.

وتطورت الحركة الشبابية، حينما خصصت دعوتها نحو "إنهاء الانقسام الفلسطيني" حيث وجدت الفكرة ترحيباً من أوساط مستقلة، وشاركت الحركة الشبابية في مسيرات وسط مدينة رام الله تحت نفس الشعار.

لكن فصائل فلسطينية مختلفة بدأت في الظهور مع التحركات الشبابية، وهتف ممثلون عن هذه الفصائل مع الشبان "الشعب يريد إنهاء الانقسام" وبشكل بدا أن من تسبب بالانقسام "مجهول الهوية".

وأضاف مهداوي "مثلا انا لا افهم كيف ينخرط فصيل معين في النشاطات الشبابية ضد الانقسام، في وقت تتحمل فيه كافة الفصائل مسؤولية الانقسام الفلسطيني القائم".

وكان لدخول الفصائل والأحزاب ومجتمعات مدنية مختلفة، على خط المجموعات الشبابية، أثره بان انقسم الشبان في هتافاتهم في المسيرات التي جرت في رام الله ونابلس والخليل خلال الأيام القليلة الماضية، حيث هتف البعض منهم لإنهاء الانقسام وآخرون هتفوا لإنهاء الاحتلال.

ويؤيد الشاب مهداوي فكرة التركيز على إنهاء الاحتلال، وتقديمه على إنهاء الانقسام.

إلا أن الشاب حازم أبو هلال، وهو ناشط شبابي، يقول بأنه لا يمكن للشعب الفلسطيني إنهاء الاحتلال قبل إنهاء الانقسام الفلسطيني القائم.

وقال ابو هلال "لا نستطيع إنهاء الاحتلال، ولا يمكن لنا ان نواجه متطلبات إنهاء الاحتلال، دون إنهاء الانقسام، لذلك نحن نركز في حملتنا على أن الشعب يريد إنهاء الانقسام أولاً".

ويقول الشاب سلام عنبتاوي، وهو ناشط شبابي يقود دعوات شبابية عبر فيسبوك لإنهاء الاحتلال، بأنه يضع نفسه معارضاً لفكرة التركيز على "إنهاء الانقسام أولاً".

وقال عنبتاوي "مشروع الشعب يريد إنهاء الانقسام هو كلمة حق يراد بها باطل، وهناك خلافات في وجهات النظر الشبابية حول هذا الموضوع".

وأضاف: "الفصائل الفلسطينية أصلاً لم تتفق تاريخياً، قبل الانقسام القائم حالياً، وسواء حكومة حماس في غزة او الحكومة في الضفة هم من سيقطفون ثمار فكرة إنهاء الانقسام".

وقال: "مثلا لو اتفقت حماس وفتح في الضفة الغربية، سيتم تقسيم الحصص بينهما ولن يتحقق شيء آخر، فإنهاء الانقسام ليس الحل السحري الذي يحل مشاكلنا".

وعلى ما يبدو ان الفصائل الفلسطينية بدأت تستشعر هذه الحيرة بين الشبان، حيث وجهت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين دعوة للمشاركة في انطلاقتها قبل يومين، تحت عنوان "الشعب يريد إنهاء الاحتلال والانقسام".

ويؤكد الشاب بدر زماعرة، وهو احد القياديين الشبان في منتدى "شارك" الشبابي، على وجود خلافات في وجهات النظر بين المجموعات الشبابية، مشيراً في الوقت ذاته الى محاولات من بعض الفصائل والاتجاهات "لقطف ثمار" النشاطات الشبابية على الأرض.

وحسب زماعرة، فان تنسيقاً يجري بين مجموعات شبابية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لمساندة فكرة إنهاء الانقسام، وان بعض الشبان من غزة يتعرضون لـ "مضايقات" من قبل حكومة "حماس".

وقال زماعرة "تم استدعاء شبان من حملة فيسبوك لإنهاء الانقسام، من قبل الأجهزة الأمنية العاملة في قطاع غزة للاستجواب"..!!

* صحافي فلسطيني- رام الله. - husamiz@al-ayyam.com

http://www.miftah.org